صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مزارعو قنا يصرخون: نقص الأسمدة يهدد المحاصيل بالتلف

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 06 يوليه 2021 - 11:54 ص

 

أحمد خلف الله 

حالة من الاستياء تسيطر على جموع المزارعين بمحافظة قنا، من مركز أبوتشت شمالًا وحتى قوص جنوبًا، نتيجة النقص الحاد في الأسمدة الزراعية واختفائها من الجمعيات الزراعية وتوافرها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وأكدوا أن غياب دور مديرية الزراعة في الرقابة على الجمعيات أدى إلى زيادة حجم الأزمة حيث أن مسئولى الزراعة بقنا يكتفون بموقف المتفرج بينما المزارع يصرخ .. دون مجيب.

المزارعون في قنا طالبوا بتدخل الأجهزة الرقابية لمتابعة عملية صرف الأسمدة داخل الجمعيات والتى توزع حسب أهواء موظفي تلك الجمعيات حيث يتم التوزيع على أصحاب الأقارب والمعارف .. بينما البسطاء لا حول لهم ولا قوة .. كما طالبوا بمراقبة المصانع التى تتعمد عدم تلبية احتياجات المزارعين ، مطالبين أيضًا بإنشاء مصانع للأسمدة في الصعيد الذى تعتبر الزراعة هي مصدر الرزق الوحيد لغالية سكانه.

اقرأ أيضا| «تعليم قنا» تنهي استعداداتها لإجراء امتحانات الثانوية العامة

أكد جمال فريد، أن غياب دور وزارة الزراعة أدى إلى ضياع الفلاح الذي أصبح مجبرًا على شراء الأسمدة من السوق السوداء وقد وصل سعر الشيكارة إلى 350 جنيه، مؤكدًا أن الجمعيات الزراعية في مركزي أبوتشت ونجع حمادى تخدم كل جمعية أكثر من 1000 فدان وعددها ما يقرب من 34 جمعية جميعها تخلو من الأسمدة، مشيرًا إلى أن محصول القصب الذى يعتبر عنصر هام في الاقتصاد القومي لأهميته في انتاج السكر والصناعات الأخرى يحتاج الفدان إلى 20 جوال نترات أو 12 يوريا مدعم ولكن للأسف لا نجد هذا ولا ذاك ومن المستحيل أن نشترى من السوق السوداء خاصة أن سعر الطن لا يتناسب مع تكلفة الزراعة ولن نتحمل خسائر على حساب أسرنا .

وقال عاطف عبدالحكم ومحمد مصطفى فوزى، إن هناك نقص حاد في الأسمدة ونسبة توفيرها في الجمعيات الزراعية لا تتجاوز 3 % ، مشيرين إلى أن المزارعين في مراكز أبوتشت وقوص ونقادة ودشنا قاموا بتوريد ثمن الأسمدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم يتم الصرف حتى الآن، لافتين إلى أن السيارة المحملة بالأسمدة تأتى في الساعات الأولى من الصباح وذلك بالاتفاق مع موظفى الجمعيات الزراعية ويتم توزيع جزء من الأسمدة للأقارب والمعارف قبل شروق الشمس وذلك بالاتفاق المسبق أيضًا ويتم بيع ما تبقى في السوق السوداء .. وعندما يذهب المزارع البسيط إلى الجمعية ليسأل عن حصته يكون الرد "لسه مفيش حاجة وصلت" ! مطالبين الأجهزة الرقابية بالتدخل العاجل للتصدى لهذه الممارسات التى حولت حياة المزارع إلى جحيم.

وأشار عبدالسلام محمد، إلى عدم استلامه لأى كمية من مستحقات الأسمدة لزراعات القصب، وكذلك باقى المحاصيل الصيفية مؤكدًا أن عدم توافر الأسمدة المدعمة يجبر المزارعين على الحصول على الاستدانة من أجل توفير الأسمدة من السوق السوداء وهذا سيكون له مردود سيئ للغاية حيث سنفاجئ بارتفاع المحاصيل في الأسواق لأن المزارع لن يبيع بخسارة .

وأوضح فتحى عبداللطيف طه أحد المتضررين ، قائلًا أن المزارعين أصبحوا يعيشون في معاناة مستمرة نتيجة زيادة الديون عليهم، مؤكدًا أن فدان القصب يحتاج لأكثر من 20 جوال نترات، ومع ذلك لم نصرف جوال واحد، ولا نقوى على الشراء من السوق السوداء لأن ثمن الشيكارة يوازى سعر الطن عند التوريد لمصانع القصب، حيث نجد المسئولين يرفضون زيادة سعر الطن لتعويض الفلاح وفى نفس الوقت تعجز وزارة الزراعة عن توفير الأسمدة حتى أصبح الفلاح مهددًا بالسجن.

وقال على أبورجيلة وقاعود أحمد قاعود، إن أزمة الأسمدة ليست وليدة اليوم، وإنما هى مشكلة قديمة بسبب رفض وزارة الزراعة الاستجابة لمطلبهم بزيادة الكميات المقررة لكل فدان من المحاصيل الزراعية مما يجعلهم مضطرين للشراء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة فى الوقت الذى يلتزم البعض بتسميد الزراعات بالكميات التى تصرف لهم ولكن بعد استخدام السماد الناتج عن مخلفات الحيوانات وتسوية على الأرض قبل زراعتها.

أضاف عبدالحي حسين، قائلًا: أن الموسم الحالى من أسوأ المواسم التى مرت على الفلاح، حيث يعانى جميع المزارعين من عدم تسليم ربع كمية الأسمدة المخصصة، وناشدنا محافظ قنا ووكيل وزارة الزراعة ولكن لا نجد أدنى استجابة، حتى أصبحت المحاصيل مهددة بالتلف وهذا "خراب بيوت".

وأكد عبدالرافع طحطاوى، أن المزارعين يواجهون ارتفاع أسعار الأسمدة بالبحث عن البدائل من خلال القيام بتسميد الأرض بمخلفات الحيوانات ورشها قبل الحرث حتى تعمل على تخصيب التربة ولا نقوى على الشراء من السوق السوداء بسبب ضيق ذات اليد خاصة مع ضعف إنتاجية المحاصيل الزراعية وأسعار السوق السوداء تكوينا وتلتهم جيوبنا ، مطالبا بتدخل وزير الزراعة لوضع سياسة زراعية عادلة تضمن وصول الأسمدة لكافة المزارعين حتى لا نترك أراضينا تتعرض للبوار بعد تدمير ما بها من زراعات.


وطالب محمود كساب ومحمد درويش، بالتوسع في إنشاء مصانع الأسمدة في الصعيد الذى تعتبر الزراعة هى مصدر الرزق الوحيد بالنسبة لغالبية الأسر، خاصة أن هناك تلاعب من أصحاب المصانع الذين يتعمدون إذلال الفلاح في ظل غياب دور وزارة الزراعة، كما شدد على ضرورة تدخل الأجهزة الرقابية للتصدى لهذه المافيا التى تبدأ من داخل الجمعيات الزراعية وصولًا إلى أصحاب المصانع.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة