الخـــبراء:«قاعدة 3 يوليو» أمن وردع
الخـــبراء:«قاعدة 3 يوليو» أمن وردع


الخبراء:«قاعدة 3 يوليو» أمن وردع

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 06 يوليه 2021 - 02:22 م

 كتب :محمد ياسين

دائما ما يثبت الجيش المصرى قدرته على حماية مقدرات الدولة من خلال تحديث شامل لقدراته التسليحية بتوجيه رسالة أمن واستقرار لجيرانها، وردع لقوى الإرهاب والتطرف، فأنشأت "قاعدة 3 يوليو" العسكرية على شاطئ جرجوب فى الاتجاه الشمالى الغربى، وافتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى لحماية حدودنا البحرية من كافة التهديدات والتحديات المحتملة عبر انضمام أحدث القطع البحرية المتطورة بالتزامن مع إنشاء قواعد بحرية تمثل مراكز ثقل لوجستية.

تعد "قاعدة ٣ يوليو" البحرية الجديدة، إنجازاً عسكرياً جديداً يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة التى جرى إنشاؤها فى إطار استراتيجية التطوير والتحديث الشامل لقواتنا المسلحة لتعلن جاهزيتها لكافة المهام التى توكل إليها من اتجاه البحر الأبيض المتوسط، لتحقيق المزيد من القدرات الإضافية لتأمين السواحل المصرية الشمالية ومجابهة التحديات الأمنية على امتداد مياهنا الإقليمية فى البحر المتوسط.. من جانبه، يقول اللواء أحمد الصادق المدير الأسبق للكلية البحرية، إن القيادة العامة للقوات المسلحة حرصت على تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير القوات البحرية ودعم قدرتها لمواجهة التحديات والمخاطر فى المنطقة ويقيناً بأهمية الحفاظ على القدرات القتالية للقوات البحرية لتنفيذ المهام القتالية المسندة لها، فكانت البداية الفرد المقاتل وتطوير وتحديث وحدات القوات البحرية والصناعات البحرية الثقيلة وإنشاء وتشكيل أسطولى الشمال والجنوب ولخدمة تمركزات وإدارة عمل الأسطولين "الجنوبى والشمالى"، كان لزاماً إنشاء عدد من القواعد والموانئ البحرية، وقد بدأ التخطيط منذ ٨ سنوات لرفع القدرات القتالية للعمل فى المياه العميقة وحماية سواحلنا بطول حوالى ٢٠٠٠ كم، وتم إنشاء وتطوير عدد من القواعد البحرية الجديدة، فكانت "قاعدة برنيس" الجو - بحرية "العسكرية" على مساحة ١٥٠ ألف فدان وفى عام ٢٠١٧ تم افتتاح "قاعدة محمد نجيب" العسكرية لتأمين المناطق الحيوية غرب الإسكندرية.

وطبقاً للخطط المسندة للقوات البحرية لتحديث وإنشاء قواعد بحرية جديدة، فقد شاهدنا إنجازاً عظيماً هو افتتاح "قاعدة ٣ يوليو" البحرية، التى تعد نقطة انطلاق لحماية مقدراتنا، والقاعدة تقع غرب مدينة مرسى مطروح بمسافة ٧٠ كم بمدينة النجيلة، وهى قاعدة بحرية وجوية وتعد الأقرب لسواحل أوروبا والحدود الليبية، وستكون مسئولة عن تأمين الجزء الغربى من الساحل الشمالى المصرى على البحر المتوسط وستعمل تلك القاعدة مع القواعد الأخرى على تأمين محطة الضبعة النووية الجارى إنشاؤها وتأمين وحماية المنطقة الاقتصادية.

ويوضح اللواء الصادق: تعتبر القاعدة نقطة ارتكاز ومركز انطلاق للدعم اللوجستى للقوات البحرية فى البحر المتوسط لمجابهة التحديات والتهديدات المتواجدة بالمنطقة مع حماية المصالح والمنشآت الاقتصادية وتأمين خطوط الملاحة العالمية، بالإضافة إلى عمليات مكافحة الإرهاب ومحاولة التسلل وتهريب السلاح والهجرة غير الشرعية، كما تم تطوير وتحديث قاعدة الإسكندرية البحرية لتواكب التطور والزيادة المستمرة فى وحدات الأسطول المصرى.

وتعد القاعدة نقطة انطلاق لحماية مقدراتنا والقاعدة تقع على مسافة ١٧٥ ميلا بحريا من الإسكندرية، وتعتبر الأقرب لنقطة الاختناق الرئيسية بالبحر المتوسط «مضيق بنتلاريا» ومهام القاعدة تتمثل فى مجابهة التهديدات والعدائيات المحتملة فى الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الغربى وتأمين خطوط المواصلات وحركة النقل البحرى الصديقة بالبحر المتوسط ودعم الاقتصاد بتأمين الأهداف الاقتصادية بالبحر المتوسط «حتى مسافة ٢٠٠ ميل بحري» بالإضافة إلى منع سفن السطح والغواصات المعادية من تنفيذ مهامها وتقوم القاعدة بتقديم جميع أنواع الدعم اللوجيستى لوحدات القوات البحرية بالمتوسط، وذلك بفرض مجابهة التهديدات المتواجدة بالمنطقة، علاوة على تمركز الوحدات القائمة بمهام مكافحة التسلل وتهريب السلاح والهجرة غير الشرعية.

ويوجد بالقاعدة 74 منشأة بمساحة ٣٠ فدانا وشبكة مياه بطول  ١٣٧٤ مترا، وشبكة صرف  صحى بطول ٩٢٠٧ أمتار، وشبكة حريق  بطول ٢١٤٥٠ مترا ما شهدناه بقاعدة ٣ يوليو شىء يدعو للفخر والذهول.

فيما يقول اللواء ناجى شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العُليا: إن ما يحكم إنشاء القواعد العسكرية هو شكل وجغرافية الدولة والتهديدات التى تحيط بها، فمصر تتوافر بها هذه المقومات من حيث الجغرافيا، إذ إن لها سواحل تزيد على 2000 كيلو شمالاً وشرقاً، فكان التفكير فى إنشاء القواعد البحرية لاستيعاب عدد القطع البحرية التى تناسب مساحة السواحل المصرية فى تنفيذ المهام البحرية المطلوبة منها.

ويضيف: "قاعدة 3 يوليو" بها قدرات غير عادية فى القطع البحرية التى تمتلك وسائل الكشف والبحث والتدمير، خصوصاً أن البحر المتوسط به ثروات اقتصادية ومن حق  مصر التقيب عن ثرواتها داخل مياهها الاقتصادية، وأصبح انتشار القواعد البحرية فى مصر أمراً حتمياً، إذ تمت السيطرة على الحدود البحرية من الجنوب من خلال قاعدة برنيس، وفى الشمال قواعد العريش وأبوقير ومحمد نجيب، والآن قاعدة 3 يوليو بجرجوب الصالحة للعمل المتوازى مع القوات الجوية، فقواتنا المسلحة مجبرة على الإجابة عن الاختبار الذى ستوضع فيه بأى وقت لا يعلمه أحد، ويجب أن تنجح فى الاختبار، وهو ما حدث إبان أحداث 2011 عندما شعر الشعب بانهيار الدولة، فكان اللجوء للقوات المسلحة التى نجحت فى الاختبار، ونحن الآن نتحدث عن جاهزية قواتنا المسلحة فى كل اتجاه تعبوى لتنفيذ المهام التى تطلب منها.

فى السياق يقول اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن القاعدة الجديدة تستهدف تعزيز الحضور المصرى على المنابع البحرية فى شرق المتوسط، بما يدعم تحوُّلها إلى مركز إقليمى لتصدير الطاقة، وهو ما يحتاج إلى مراكز عسكرية تقدِّم الدعم للقوات المنتشرة بدءاً من مدينة رفح شرقاً (شمال سيناء مع قطاع غزة) إلى السلوم غربا (على الحدود الليبية).. ولفت إلى أن مصر تعمل على تنويع حضورها العسكرى فى اتجاهات مختلفة، وتستهدف سد الثغرات التى يمكن أن تشكِّل تهديداً عليها، فى ظل اعتماد القيادة السياسية على الانفتاح الاقتصادى فى أكثر من اتجاه، ما يتطلب تأميناً لهذه المشروعات ومستوى جاهزية مرتفعة مع أى محاولات خارجية تستهدف عرقلة جهود التنمية.

ويؤكد أن قاعدة 3 يوليو توجه العديد من الرسائل منها رسالة طمأنة إلى الشعب عن قدرة وكفاءة وجاهزية الجيش، بالإضافة إلى رسالة أخرى للقيادة السياسية بجاهزية القوات المسلحة ورسالة طمأنة للمستثمرين بأن مصر تتمتع بالأمن والأمان، ورسالة ردع لمَنْ تسوِّل له نفسه الاقتراب من مقدرات الشعب.

قادر‭ ‬2021ب‭.. ‬أضخم‭ ‬مناورة‭ ‬استراتيجية

نشرت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة مقطع فيديو على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» عن المناورة قادر 2021، حيث أوضح الفيديو قيام القوات المسلحة المصرية بتنفيذ أضخم مناورة استراتيجية على الاتجاه الشمالى الغربي..

بدأت المناورة بإقلاع تشكيلات جوية وعدد من طائرات متعددة المهام من مختلف القواعد الجوية وتحميل القوات الخاصة المشاركة فى المناورة لتنفيذ مهامها وذلك بالتزامن مع قيام القوات الخاصة البحرية بالاقتحام الرأسى والأفقى لسفن معادية من خلال طائرة الهيل مى 24 والهيل كوماندو المحملة بالعناصر الخاصة البحرية لتنفيذ الاقتحام الرأسى للسفن المعادية، بالإضافة إلى قيام طائرات متعددة المهام من طراز رافال بمهام تنظيف المجال الجوى واحتلال مظلة جوية لتأمين منطقة العدو، وقامت تشكيلات جوية من طائرات متعددة المهام من عدة طرازات مختلفة بتنفيذ مهام القذف الجوى لمراكز القيادة والسيطرة المعادية، كما تم تحرك تشكيل قتالى مكون من 12 لنشا محملا بعناصر من القوات الخاصة البحرية لتنفيذة مهمة الهجوم بالنيران على وحدة بحرية معادية بالأسلحة المختلفة، ونفذت عدد من الطائرات من طراز الأباشى والكاموف مهمة إنزال جماعات من الضفادع البشرية والمكلفة بتنفيذ أعمال استطلاع الشاطئ وفتح ثغرة فى الشاطئ المعادى لباقى القوات المشتركة.

وبالتزامن قامت طائرة من طراز كاسا بإسقاط عدد من مجموعات القفز الحر لتأمين مناطق الإبرار الجوى للقوة الرئيسية وإدارة عملية الإنزال الجوى وتنفيذ الأسقاط الحر لمجموعة من قوات التخطيط والإرشاد لمسافة بعيدة عن ملاحظة العدو..

وقام تشكيل جوى من الطائرات متعددة المهام من طراز F16 بالقذف الجوى بمناطق المدفعية الساحلية المعادية وتدميرها، وقامت مجموعة من عناصر القوات الخاصة البحرية المحملة على عدد من العائمات بالإغارة على أهداف ساحلية منعزلة ووصلت القوات الخاصة البحرية إلى نقطة الإبرار بالساحل لبدء مرحلة التسرب البحري، وأقلعت عدد من طائرات الأباتشى والكاموف من حاملة المروحيات أنور السادات لتنفيذ مهامة الدعم النيرانى وتم تدمير الأهداف الساحلية وتفجير الألغام القاعية المكتشفة وإعطاء الإشارة الضوئية لقوة الإبرار الرئيسية لبدء عملية الإبرار.

ونفذت طائرات الهيل أباتشى والكاموف القذف الجوى لأهداف معادية بالصواريخ المختلفة، وقامت طائرات الهيل شينوك بالإبرار الجوى لعناصر الصاعقة لاتخاذ وضعها بمهمة عزل الأهداف المعادية وتأمين قوة الإبرار الرئيسية والاقتحام الرئيسى للمبنى المحتجز به الرهائن. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة