علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

حلم ثقافى عربى

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 07 يوليه 2021 - 08:00 م

مع كل دورة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب تتجدد آمال، وتستيقظ طموحات، وتبعث الروح لأحلام، لكنها فى الغالب تعود إلى مرقدها، وتدخل ما يشبه البيات الشتوى الطويل، لتتكرر مرة أخرى مع انطلاق المعرض فى عام جديد!
خذ مثلاً، حلم سوق عربية مشتركة للكتاب، كم نادى المثقف العربى باغتنام فرصة التجمع العربى الكبير للناشرين للتفكير جدياً فى إطلاق مبادرة تحمل فى طياتها عوامل البقاء والتطور، هدفها إقامة هذا السوق الحلم!
الكتاب العربى فى ظل واقع يعانى العديد من التحديات والتهديدات، يبقى سلاحاً فعالاً، فى المواجهة المفتوحة على مصارعها فى الفضاء العربى من المحيط للخليج، باعتبار الثقافة والمعرفة الأبقى، مع اخفاقات سياسية واقتصادية عانينا منها، وكانت خصماً من رصيدنا فى مواجهة ما يحيط بنا من استهداف لقوى إقليمية، تملك ليس فقط طموحها السياسى والاقتصادى، ولكن مشروعات حضارية / ثقافية، تعبر عنها بقوى ناعمة تسعى لاختراق العقل العربى.
ثم أن تأمل أسرار تقدم الأمم فى معظم تجارب النهضة فى العالم، تؤكد على أهمية المكون الثقافى بمعناه الواسع، والكتاب فى القلب منه − فى الإسهام بنهضة الأمم، ودفع حركة التنمية الشاملة والمستدامة، عبر ردم الفجوة المعرفية لدى تلك الأمم التى استطاعت أن تفرض ذاتها على خريطة العالم، وأن تكون مؤثرة فى مجريات الأمور.
وحتى لا يكون الحديث مرسلاً، فإن القوة العالمية الأولى، أى أمريكا تنتج أكثر ستين مرة كتباً مقارنة بما تنتجه الدول العربية مجتمعة، فإذا انتقلنا إلى المحيط الإقليمى، فإن الإسرائيلى يقرأ فى السنة ٤٠ كتاباً، بينما لا يتجاوز متوسط قراءة العربى ٦ دقائق!!
بالطبع فإن وجود سوق عربية مشتركة للكتاب لا يعنى قفزة هائلة فى إنتاج الكتاب العربى، أو معدلات القراءة، لكنها خطوة تسبقها وتوازيها وتعقبها خطوات، تبشر بميلاد مشروع ثقافى عربى حان أوانه، بل تأخر كثيراً، والواقع لا يحتمل مزيداً من التأخير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة