نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

فى القراءة حياة

نوال مصطفى

الأربعاء، 07 يوليه 2021 - 08:01 م

 

أسعدنى العنوان الذى اختارته الهيئة المصرية للكتاب للدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب رقم 52. فالقراءة تجعلك تتحرر من الاستغراق فى دائرتك المغلقة، المحدودة، وتصحبك إلى حياوات أخرى، أبطالها لهم شخصيات مختلفة، أحداثها تحمل معلومات أو ظواهر قد لا تعرفها، أماكنها ومواقعها تتسع لقارات الدنيا وبلدانها وشعوبها المختلفة.
لهذا أشعر مع أى كتاب جديد أننى مقبلة على مغامرة اكتشاف ممتعة لفكر الكاتب أولا، ولموضوع الكتاب ثانيا، سواء كان ينتمى إلى الأدب أو لأى فرع من فروع المعرفة الإنسانية الواسعة.
ذهبت إلى المعرض فى مركز المنارة بمشاعر مختلطة، أولها الفرحة، فأنا أفرح بين رفوف الكتب، تلمع عيناى بالسعادة وهما يتجولان بين آلاف العناوين والأغلفة. ثانيها القلق من رؤية هذا الصرح الثقافى الكبير فى حالة من التجاهل الجماهيرى أو عدم الاهتمام نتيجة لظروف كوفيد 19 والإجراءات الاحترازية المشددة فى كل مكان حفاظا على صحة المصريين. ثالثها الفضول الصحفى والإنسانى فى أن أشاهد بعينى كيف يواجه المعرض العريق تلك الأزمات: كوفيد من ناحية، تغيير الموعد الثابت له منذ سنين طوال من ناحية أخرى، والحر القائظ الذى تعيشه مصر، وبسببه يخرج الناس قليلا فى ساعات النهار، ولا يفعلون لو لم يكونوا مضطرين لذلك.
ذهبت لأتابع المشهد عن قرب، وفى موقع الحدث. وها هى انطباعاتى الأولى: إدارة المعرض بقيادة هيثم الحاج نجحت فى التنظيم بصورة حضارية مشرفة. الموقع الإليكترونى الذى يتم حجز التذاكر بالمجان من خلاله سهل كثيرا المهمة، وقلل  الطوابير الطويلة المرهقة التى كانت موجودة فى السابق. كذلك أعجبنى تواجد مجموعة كبيرة من المتطوعين الذين ينبهون الحضور لضرورة ارتداء الكمامة كلما حاول أحدهم إزاحتها قليلا من فوق أنفه. كذلك يحمل المتطوعون أجهزة صغيرة عليها تطبيق خريطة المعرض، يقومون من خلاله بإرشاد الحضورعن مكان جناح معين أو دار نشر يريدون الوصول إليها. هناك أيضا عربيات جولف تحمل كبار السن أو الأشخاص ذوى القدرات الخاصة إلى أماكن القاعات المختلفة.
هذا فيما يتعلق بالتنظيم، أما الكتب والبيع والشراء، فهناك مشكلة أكيد عند الناشرين فى تحديد أعداد الحضور فى كل يوم من أيام المعرض حرصا على الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا. ورغم كل هذا هناك جمهور، ربما أقل من المعتاد كثيرا، يسأل ويشترى، ويحتفى بالقراءة والكتاب.
بشكل شخصى، اشتريت مجموعة من الكتب الجديدة وطبعات جديدة من كتب قديمة لكنى أعتز بوجودها فى مكتبتى. افتقدت قليلا الندوات المهمة، حفلات التوقيع التى كنا نلتقى خلالها ككتاب وقراء فى حوارات حية نابضة.  لكن ليس فى الإمكان أبدع مما كان، هذه الحدود المسموح بها فى زمن الكورونا الملعونة.
هنا، لابد أن أقدم الشكر العميق للفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وكذلك هيثم الحاج مدير المعرض، ورئيس الهيئة العامة للكتاب على هذا الجهد المحترم الذى أنتج صورة مشرفة لمعرض الكتاب هذا العام.
على هامش المعرض والكتب والثقافة، هناك متعة أخرى تكمل غذاء العقول الكائن داخل القاعات المغلقة، تلك المتعة تتمثل فى تخصيص مكان لتناول الطعام والمشروبات فى الجهة المقابلة للقاعات. يمكنك أن تستريح فى الهواء الجميل خاصة عندما يقترب النهار من الرحيل، وتقل حرارة الشمس الشديدة، تشرب الشاى أو تأكل الكشرى المصرى الشهى. الأجمل فى كل هذا، هو تلك الطاقة الإيجابية المتدفقة فى أرجاء هذا المكان المشع بنور المعرفة، الشعور بالراحة بعد مشقة التجول فى المعرض لساعات طويلة، حاملا أكياسا بها أحمال ثقيلة. وأخيرا ينتهى اليوم وتحس بخفة عصفور يحلق ليلامس السماء.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة