آليات عسكرية تابعة للجيش الإثيوبي تم تدميرها في تيجراي
آليات عسكرية تابعة للجيش الإثيوبي تم تدميرها في تيجراي


«أطباء بلا حدود» تعلق نشاطها في إثيوبيا بعد مقتل طاقمها في تيجراي

محمد عبدالفتاح

الأربعاء، 07 يوليه 2021 - 08:19 م

في أعقاب المقتل المروّع لثلاثة من المتطوعين في منظمة أطباء بلا حدود في إقليم تيجراي في 24 يونيو الماضي ، دعت المنظمة إلى فتح تحقيق بصورة فورية وأصرت على ضرورة توفير الأمان للعاملين في مجال الإغاثة. نتيجة للحادثة، كما أعلنت المنظمة عن تعليق أنشطتها في "أبي أدي" و"أديجارت" و"أكسوم" في المنطقة الوسطى والشرقية من تيجراي. في المقابل، ستواصل فرق المنظمة تقديم المساعدة في مناطق من تيجراي للأشخاص الّذين تشتد حاجتهم إلى المساعدة مع توخي أقصى درجات الحذر.

وتقول مديرة العمليات في أطباء بلا حدود، تيريزا سانكريستوفال، "لقد مضى أسبوعين على مقتل ثلاثة من زملائنا في تيجراي بشكل مروّع، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث وما زالت ملابسات الوفاة غير واضحة. لهذا السبب، نطلب من الجهات المعنية فتح تحقيق حول ما حدث بصورة فورية لكشف وقائع الحادثة التي أدت إلى وفاة زملائنا لتوضيح تفاصيل ما حصل وتحديد الأطراف المسؤولة. وفي هذه الظروف الصعبة، اتخذنا قرارًا صعبًا لكن ضروري يقضي بتعليق أنشطتنا في بعض المواقع في تيجراي".

وكان أعضاء أطباء بلا حدود الّذين قتلوا يرتدون ملابس تُظهر انتماءهم إلى المنظمة ويسافرون على متن مركبة من الواضح أنها تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود. وبدأوا بالعمل مع المنظمة في فبراير  2021، والتزموا حصريًا بتقديم الأنشطة الإنسانية والطبية بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي، وذلك بعد التحاور والاتفاق مع جميع الأطراف.

وتضيف سانكريستوفال، "يشكل مقتل زملائنا، ماريا وتيدروس ويوهانيس، مثالًا مأساويًا على التجاهل التام لقيمة الحياة البشرية، أمرٌ تشهده فرقنا في هذا النزاع. إن مستويات العنف ضد السكان والأعمال الوحشية التي ترتكب في تيغراي تبعث بصدمةً هائلة".

ويتعرض الطاقم الطبي والعاملون في مجال الإغاثة منذ بداية النزاع في تيجراي في نوفمبر  2020 للاستهداف المباشر، بينما تُدمّر المرافق الصحية وسيارات الإسعاف وتتعرض للاستغلال والسرقة لدوافع عسكرية.  ويتعرض طاقم المنظمة إلى التهديد والضرب ويشهد هجمات مسلحة في المرافق الصحية التي تدعمها أطباء بلا حدود. علاوة على ذلك، تُعرقَل أنشطة أطباء بلا حدود وأنشطة منظمات الإغاثة الأخرى عبر البيانات العلنية التي تبعث الشك والشبهات حول أنشطتها، مما يهدد أمان الفرق على أرض الواقع.

وتتابع سانكريستوفال، "إذا ما أرادت أطباء بلا حدود ومنظمات الإغاثة الأخرى مواصلة العمل في تيغراي وإثيوبيا، يجب أن يحرص جميع أطراف النزاع على ضمان سلامة الطواقم العاملة. ويجب أن يتحمل جميع أطراف النزاع المسؤولية لضمان عدم تكرر هكذا حوادث مرة أخرى. يبقى من الأساسي أن يعمل الطاقم الطبي والعاملين في مجال الإغاثة بأمان وبشكل ميسّر في بيئة مطمئنة. يجب أن يُسمح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدة باستقلالية وحيادية بما يتوافق مع احتياجات السكان".

يؤدي تعليق أنشطة أطباء بلا حدود في أبي أدي وأديغارت وأكسوم إلى تداعيات طبية وإنسانة هائلة على السكان. فخلال الأشهر الستة الأخيرة، قدمت أطباء بلا حدود العلاج الطبي الطارئ لأكثر من 9,440 شخصًا وأجرت 763 عملية جراحية منقذة للحياة، وقدمت الرعاية لـ3,000 مريض مقيم وساعدت أكثر من 3,300 امرأةً على الولادة وأجرت 365 عملية قيصرية طارئة ووفرت الرعاية الطبية لأكثر من 335 ناجٍ من العنف الجنسي ووفرت الدعم النفسي لـ 1,444 شخصًا. وقبل تعليق أنشطتها، تبرعت فرق المنظمة بالإمدادات الطبية للمكتب الإقليمي للصحة وللمستشفيات التي أُثقلت بعدد المرضى الهائل الذين يحتاجون إلى الرعاية.

وتقول سانكريستوفال، "سيترك قرار تعليق أنشطتنا فجوة في مجال المساعدة المنقذة للحياة. نحن نعلم أن عددًا كبيرًا من المرضى سيترك من دون الرعاية كما سيموت البعض منهم. إن هذا العبء الّذي يثقل ما تبقى من النظام الصحي سيؤدي إلى انهياره. لكن يجب أن تستطيع فرقنا توفير المساعدة الإنسانية بأمان عند استجابتها لاحتياجات المجتمعات المتأثرة بالنزاع".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة