د. خالد القاضى
د. خالد القاضى


يوميات الأخبار

فى القراءة .. حياة

خالد القاضي

الخميس، 08 يوليه 2021 - 07:42 م

يشهد معرض هذا العام أكبر تحدٍ إيجابى عملى واضح لجائحة كورونا التى تضرب جميع مناحى الأنشطة فى كافة دول العالم

يحق لمعالى وزيرة الثقافة المصرية الأصيلة - الفنانة البروفيسور إيناس عبد الدايم .. أن تتنفس الصعداء، وتفخر بما أنجزته - هى وكافة وزارات وأجهزة الدولة المصرية - بعد النجاح المُذهِل للأسبوع الأول من معرض القاهرة الدولى للكتاب 2021 فى دورته 52، والذى بدأت فعالياته فى 30 يونيو الماضى، وهو يتزامن مع العيد الثامن للثورة المجيدة. 


ولم لا وقد تصدر شعار المعرض (# فى _القراءة _ حياة) منصات التواصل الاجتماعى فى الآونة الأخيرة، وتزايد إقبال الزائرين على النحو الذى دعى معه الوزيرة - واللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا - إلى زيادة العدد إلى 140 ألف زائر يوميًا.  


 ويشهد معرض هذا العام أكبر تحدٍ إيجابى عملى واضح لجائحة كورونا التى تضرب جميع مناحى الأنشطة فى كافة دول العالم، فحقق أكبر تجمع فعلى للناشرين على مستوى العالم، بإجمالى نحو 1218 دار نشر وجهات رسمية مصرية وعربية وأجنبية وتوكيلات .. ويشارك فى المهرجان الثقافى الدولى نحو 823 ناشرًا و395 توكيلاً من 25 دولة فى المعرض، بينها 7 دول أفريقية و12 آسيوية و5 أوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة.


وتشهد فعاليات المعرض - ولأول مرة - إطلاق منصة رقمية تشمل كافة التفاصيل والخدمات التى تهم زوار المعرض، مثل إمكانية الحصول على الإصدارات من خلال البحث عن الكتب ودور النشر المشاركة، إلى جانب أجندة الأنشطة والفعاليات التى ستجرى افتراضيًا (أون لاين)، وخريطة المعرض، وجولة افتراضية محاكاة للواقع داخل قاعات المعرض، كما تضم المحتوى الرقمي، وخطوات التسجيل للحصول على تذكرة الزيارة على الرابط الخاص بالموقع www.cairobookfair.gebo.gov.eg أو من خلال الكلمات الدلالية على محرك البحث «جوجل»، وكذلك تخصيص مسار خاص وسريع لكبار السن وذوى القدرات الخاصة والسماح لهم بالدخول بصحبة مرافق من جميع البوابات مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية المتعارف عليها حرصًا على الصحة العامة، ومنها ارتداء القناع الطبي، وقياس درجة الحرارة، والمرور عبر بوابات التعقيم ومسافات التباعد الآمنة، كما تم تحديد حد أقصى للطاقة الاستيعابية لكل قاعة عرض.


إلى جانب انطلاق مبادرة ثقافتك كتابك وتضم مئات العناوين من دور النشر وقطاعات الوزارة على ألا يتجاوز سعر الكتاب فيها (20) عشرين جنيها وذلك لحث المواطنين ورواد المعرض على اقتناء الكتب وتشجيعًا للقراءة والمعرفة.


وفيما يتصل بالبرنامج الثقافى لفعاليات المعرض فقد تحدد النشاط الثقافى لهذه الدورة فى سبعة مسارات رئيسية هى أنشطة وعروض الطفل، الثقافة التشكيلية، القضايا الثقافية الراهنة، الأفلام الإبداعية، الشعر والشعراء، اللقاءات الفكرية، السينما والعروض المسرحية.


فلا أملك سوى أن أُفاخر بمصريتى التى تجرى فى شرايينى .. وأُحيى كل جهد مخلص ساهم فى تخطى معوقات وتجاوز عقبات كان يمكن أن تمحو 2021 من خارطة المعرض الأهم فى المجتمع الثقافى العربى والدولى .


ومن الطريف أن عمرى يسير - تقريبًا مع عمر المعرض الـ 52، حيث بلغتُ مؤخرًا سن 53، لأن المعرض حُجب لسنة واحدة . 


حكايتى مع الدكتور هيثم الحاج على


قبل نحو سبع سنوات وفى يونيو 2014، نُدبَ الدكتور هيثم الحاج على الأستاذ المساعد فى النقد الأدبى الحديث، بقسم اللغة العربية - كلية الآداب.. من عرينه الرئيس فى جامعة حلوان، إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب نائبًا لرئيس مجلس إدارتها - هو العالم الجليل الصديق العزيز الدكتور أحمد مجاهد حينئذ -، ثم للمفكر والمثقف الموسوعى الأستاذ حلمى النمنم، والذى تولى حقيبة وزارة الثقافة فى 19 سبتمبر 2015، فترأس الدكتور هيثمُ الهيئةَ منذ  22/9/2015 حتى اليوم. 


وأعود قليلا للوراء فى سيرة الباحث هيثم أحمد حسن الحاج على، هذا الشاب المنوفى الطموح، وقت أن تم تعيينه معيدًا بالكلية، فقدم رسالة فريدة للماجستير؛ فى منهجها ومعالجتها، تتناول «تقنيات التجريب فى القصة القصيرة عند يوسف الشاروني» وتواصلت رحلته العلمية - الجادة - فى محراب الجامعة فحصل على الدكتوراه، ورُقّيَِ لدرجة أستاذ مساعد بعد أبحاث متعمقة .. حتى تم اختياره ليقود هيئة الكتاب.


عرفتُ الدكتور هيثم فى اليوم الأخير لرئاسة صديقى الأغر معالى الوزير حلمى النمنم للهيئة، قبل أدائه القسم وزيرًا للثقافة، وكان يجمع بين رئاسة دار الكتب وهيئة الكتاب .. وكان كتابى «الوعى البرلمانى» على وشك الطبع بعد الإعداد الفنى والإخراجى له، ليلحق بدور الانعقاد الأول لمجلس النواب، وداخلتنى ريبة فى عدم ظهور الكتاب بعد مغادرة الوزير للهيئة، حتى يُفاجئنى الدكتورهيثم - نائب رئيس الهيئة آنذاك - فى اليوم التالى مباشرة بصدور الكتاب وكأن شيئًا لم يكن. 


وأعترف أن الدكتور هيثم هو من أعادنى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب (موضوع مقالنا اليوم) منذ دورته 47 عام 2016، وذلك بعد فترة توقف مشاركتى فى المعرض من بعد رحيل أسطورة الثقافة فى العصر الحديث الدكتور سمير سرحان - رحمه الله -، ثم ازدحام أجندتى القضائية، ودراساتى العلمية، والإعارة للخارج وهكذا.  


وتعددت مشاركاتى فى معارض الكتاب خلال دوراته المتميزة فى عهد الدكتور هيثم إعدادًا جيدًا وتنفيذًا دقيقًا. 


ومنذ قرابة خمسة أعوام وحتى اليوم أتعاون مع الدكتور هيثم فى نشر موسوعة الثقافة القانونية والتى صدر منها أكثر من ثلاثين عنوانًا من عيون المؤلفات القانونية للقارئ العادى وبسعر زهيد. 


ولا أجاوز الحقيقة فى شيء أن أقرر أن ثمة ملامح لنبوغ الدكتور هيثم وتفرده بملكات فنية وإدارية خاصة، يجعله قادرًا - بعون الله - على إنجاز عدة ملفات (مهمة) فى الوقت ذاته وبنفس الكفاءة، لعل آخرها ثقة معالى الوزيرة الدكتورة إيناس بإسناد رئاسة مجلس إدارة جريدة القاهرة له. 


وأختتم تجوالى هذا عبر سبع سنوات مع الدكتور هيثم، بكلمات شديدة الروعة، ضمنها دراسته التى نشرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية  فى 1 نوفمبر 2018 تكشف عن انتمائه للغته العربية الأم وعمق تكوينه العلمى وتجذر هويته الثقافية  ..

حيث يقول :» إن العلاقة الوثيقة مع الماضى ربما تتحكم كثيرًا فى وعينا بذواتنا، ما يتطلب الخروج المحسوب منها بما لا يشكل خطرًا على هويتنا الخاصة والثقافية، وهو الأمر الذى يستدعى معرفة مواضع أقدامنا فى السير، كما يستوجب معرفة مواضعنا على خريطة الحضارات العالمية ومدى تأثيرنا فيها وأثرنا المرجو منها، وبما يفتح المجال لمناقشة علاقتنا بلغتنا كواحدة من إشكاليات هذا المجال، وبخاصة مع وضعية متلقى العلوم والمعارف التى اتخذناها فى العصر الحديث».


امض فى طريقك صديقى الحبيب.. وفقك الله .. وإلى الأمام دومًا . 


من لاهاى .. هُنا القاهرة 


من لاهاى مدينة العدالة الدولية ..  نقول هنا القاهرة عاصمة مصر العظيمة.. فأشكر الأخت الفاضلة الناشرة الرائعة الأستاذة الدكتورة هلا حسن، صاحبة مؤسسة كتابى للنشر والتوزيع، لإصدارها كتابى (25 سنة مع أنا .. رسائل إلى ابنى محمد).. ليلحق بمعرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام .. ولم أستطع المشاركة لسفري. 


ويبدأ الكتاب بالمبادئ الخمسة فى حب مصر الوطن، وبعد المقدمة، تناول الكتاب عدة رسائل مهمة فى الضمير، والأخلاق، والمعاملات، والاستعانة بالله سبحانه وتعالى، ومنهاج الحياة، ومبادئ مهمة للحياة الزوجية، ورعاية الوالدين فى الكبر، ووصية لقمان لابنه . 


‏‎وأُرسِل فى هذا الكتاب عددًا من الرسائل إلى ابنى «محمد» وقد أكمل عامه الـ 25 منذ ولادته عام 1996 .. 


‏‎وأهدى الكتاب إلى جميع أبنائى ممن هم فى سن ابنى «محمد» .. وقد جاوزوا مرحلة التكوين إلى مرحلة العطاء لأهلهم ووطنهم الغالى مصر الحبيبة .. حفظكم الله أبنائى - بناتى الغاليين .


وبالكتاب رسائل رائعة موجهة للشباب تساعدهم على صناعة مستقبل يليق بأنهم أبناء مصر الكنانة. 


 وبالمناسبة نذكر جملة المذيع السورى الجريء «الهادى البكار»، حينما أعلن من تليفزيون دمشق أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام  1956 ؛ « من دمشق .. هُنا القاهرة .. هُنا مصر من سورية، لبيك لبيك يا مصر» .  ونقول من كل أصقاع الكون ؛ هُنا القاهرة .. هُنا مصر .. هُنا بلدى .


تهنئة وأمنية 


تهنئة .. لمعالى المستشار الجليل حسين مصطفى برئاسة هيئة قضايا الدولة .. والذى أعتزُ بزمالة وأخوة وصداقة مع معاليه منذ قرابة ثلاثين عامًا.


وأمنية .. أن يفكر فى استحداث وظيفة «مستشار قضائى» فى سفاراتنا بالخارج من مستشارى الهيئة، تكون مهمته إبداء الرأى والعمل على حل مشاكل المصريين بالخارج قبل تفاقمها . 


ويبقى القانون ..


تنص المادة 47 من الدستور المصرى على أن : «تلتزم الدولة بالحفاظ على الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة