جيهان السادات
جيهان السادات


جيهان السادات في حوار سابق لـ«بوابة أخبار اليوم»| الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬رجل‭ ‬وطني.. ‬يتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬عبدالناصر‭ ‬وذكاء‭ ‬السادات

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 09 يوليه 2021 - 11:09 ص

أحمد السرساوي

 

 

نعت رئاسة جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، والتي قدمت نموذجاً للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة.

وقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً بمنح السيدة جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.

تنشر «بوابة أخبار اليوم» حوار مع جيهان السادات

قبَّلت‭ ‬أيادى‭ ‬المُجند‭.. ‬أول‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬سيناء

الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬رجل‭ ‬وطنى‭.. ‬يتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬عبدالناصر‭ ‬وذكاء‭ ‬السادات

أسرار‭ ‬الحوارات‭ ‬بين‭ ‬السيدتين‭ ‬جيهان‭ ‬السادات‭ ‬وإنتصار‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬حفل‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬الجديدة

ما‭ ‬تفعله‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬تصرفات‭ ‬‮«‬غير‭ ‬ذكية‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تشجع‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬السلام‭!!‬

أخطر‭ ‬ما‭ ‬تواجهه‭ ‬مصر‭ ‬‮«‬داء‭ ‬الأمية‮»‬‭.. ‬والأزهر‭ ‬دوره‭ ‬أكبر‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة

هدم‭ ‬فيلا‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬خسارة‭ ‬كبيرة‭.. ‬ووزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬لم‭ ‬تتحرك‭ ‬وقتها‭!!‬

الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬كان‭ ‬‮«‬سمَّيع‮»‬‭ ‬موسيقى‭ ‬وأغانى‭ ‬أكتوبر‭ ‬‮«‬كنز‭ ‬فنى‮»‬

أحفاد‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬أصبحوا‭ ‬‮«‬وأنجبوا‮»‬‭ ‬أيضا‭!!‬

ننتظر‭ ‬متحفا‭ ‬لبطل‭ ‬الحرب‭ ‬والسلام‭.. ‬وأحتفظ‭ ‬بمقتنياته‭ ‬النادرة

السادس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭.. ‬عند‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭ ‬‮«‬كوم‮»‬‭ ‬وعند‭ ‬السيدة‭ ‬جيهان‭ ‬السادات‭ ‬‮«‬كوم‭ ‬ثانى‮»‬‭!!‬

فى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬عاشت‭ ‬قمة‭ ‬الفرحة‭ ‬بالعبور‭ ‬والانتصار‭ ‬سنة‭ ‬‮3791‭.. ‬كما‭ ‬قاست‭ ‬ذروة‭ ‬الحزن‭ ‬والانكسار‭  

فرحت‭ ‬بما‭ ‬حققه‭ ‬جيشنا‭ ‬بقيادة‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭.. ‬الرئيس‭ ‬المصرى‭.. ‬الزوج‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬كنا‭ ‬فيه‭ ‬فى‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬للفرحة‭.. ‬لانتشالنا‭ ‬من‭ ‬سواد‭ ‬الهزيمة‭ ‬والنكسة‭ ‬عام‭ ‬‮7691.‬

وحزنت‭ ‬لأن‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭.. ‬شهد‭ ‬سقوط‭ ‬البطل‭.. ‬بطل‭ ‬الحرب‭ ‬والسلام‭ ‬صريعا‭ ‬من‭ ‬أياد‭ ‬خسيسة‭.. ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬الفرح‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬الحزن‭!!‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬المتضاربة‭.. ‬المضطربة‭ ‬والمتضاربة‭.. ‬وراء‭ ‬حوارنا‭ ‬مع‭ ‬السيدة‭ ‬جيهان‭ ‬السادات

‭ ‬وكيف‭ ‬تعيش‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬والذكريات؟

‭- ‬والمفاجأة‭ ‬المثيرة‭ ‬التى‭ ‬وجدناها‭ ‬مع‭ ‬حرم‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭.. ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬تحمل‭ ‬جديدا‭ ‬وأسرارا‭ ‬لم‭ ‬تنشر‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ونجحنا‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭..‬‭ ‬مع‭ ‬السيدة‭ ‬التنى‭ ‬تتمتع‭ ‬بلباقة‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬وذكاء‭ ‬حاد‭ ‬وخاص‭.‬

كشفت‭ ‬لنا‭ ‬فى‭ ‬الحوار‭.. ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬ساحات‭ ‬الاتفاق‭ ‬والاختلاف‭ ‬بين‭ ‬الزعماء‭ ‬والرؤساء‭ ‬عبدالناصر‭ ‬والسادات‭ ‬والسيسى‭ ‬وأسرار‭ ‬الحوارات‭ ‬التى‭ ‬دارت‭ ‬مع‭ ‬السيدة‭ ‬إنتصار‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬حفل‭ ‬افتتاح‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬الجديدة‭..‬

ولم‭ ‬ننس‭ ‬أن‭ ‬نسألها‭ ‬عن‭ ‬أحفاد‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬الآن‭ ‬وكيف‭ ‬صارت‭ ‬العائلة‭.. ‬التى‭ ‬أسمتها‭ ‬هى‭ ‬‮«‬قبيلة‮»‬‭!!‬

تعالوا‭ ‬نصطحبكم‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬والسيدة‭ ‬جيهان‭:‬

بيت‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭.. ‬مازال‭ ‬‮«‬يجلجل‮»‬‭ ‬بضحكاته‭.. ‬مازال‭ ‬يحمل‭ ‬عبق‭ ‬سيجاره‭ ‬العتيق‭.. ‬ونكهة‭ ‬‮«‬تومباكه‮»‬‭ ‬المميز‭!!‬

فعندما‭ ‬تدخل‭ ‬لبيت‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬فى‭ ‬الجيزة‭.. ‬لن‭ ‬تشعر‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬صاحبه‭ ‬قد‭ ‬رحل‭.. ‬بالعكس‭.. ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬فيه‭.. ‬سيدة‭ ‬المنزل‭.. ‬الزوجة‭ ‬جيهان‭ ‬السادات‭ ‬تحتفظ‭ ‬بكل‭ ‬‮«‬ورقة‮»‬‭ ‬تركها‭ ‬الزوج‭ ‬فى‭ ‬البيت‭.‬

‭‬سؤالنا‭ ‬الأول‭.. ‬بعد‭ ‬‮24‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬النصر‭ ‬العظيم‭.. ‬ماذا‭ ‬تبقى‭ ‬فى‭ ‬ذاكرتك‭ ‬من‭ ‬اكتوبر‭.‬

الحقيقة‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تعتيم‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬السادات‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬اكتوبر‭. ‬ولكن‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬انصف‭ ‬السادات‭ ‬وبدأت‭ ‬احتفالات‭ ‬اكتوبر‭ ‬تعود‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬ايام‭ ‬السادات‭.. ‬لقد‭ ‬اصبح‭ ‬من‭ ‬اكبر‭ ‬اعياد‭ ‬مصر‭ ‬القومية‭.‬

انتى‭ ‬مازلت‭ ‬أتذكر‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭.. ‬فقد‭ ‬ازدادت‭ ‬اجتماعات‭ ‬السادات‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬وكانت‭ ‬زياراته‭ ‬للجبهة‭ ‬دائمة‭ ‬وغير‭ ‬عادية‭.. ‬وبدأ‭ ‬يغرق‭ ‬فى‭ ‬التفكير‭ ‬لفترات‭ ‬اطول‭.. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬جعلنى‭ ‬اتأكد‭ ‬ان‭ ‬الحرب‭ ‬اقتربت‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬ان‭ ‬ترامى‭ ‬الى‭ ‬سمعى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬دار‭ ‬بين‭ ‬انور‭ ‬ووزير‭ ‬الحربية‭ ‬وقتها‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬السادات‭: ‬اريد‭ ‬ان‭ ‬يسجل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬فيلم‭ ‬ليكون‭ ‬تاريخيا‭.‬

هنا‭ ‬بدأت‭ ‬احدث‭ ‬نفسى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الشيء‭ ‬الذى‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يسجله‭.. ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هجوما‭ ‬عسكريا‭.‬

وأذكر‭ ‬اننا‭ ‬كنا‭ ‬نتمشى‭ ‬انا‭ ‬والسادات‭ ‬فى‭ ‬حديقة‭ ‬المنزل‭ ‬يوم‭ ‬‮٥‬‭ ‬اكتوبر‭ ‬وقلت‭ ‬له‭: ‬انور‭ ‬اننى‭ ‬اعلم‭ ‬بأنك‭ ‬تبذل‭ ‬اقصى‭ ‬جهدك‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬استعادة‭ ‬ارضنا‭ ‬فاذا‭ ‬ذهبت‭ ‬مصر‭ ‬الى‭ ‬الحرب‭ ‬وفشلت‭ ‬فلن‭ ‬يدينك‭ ‬احد‭.. ‬ان‭ ‬جميع‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬سوف‭ ‬يفهمون‭ ‬حقنا‭ ‬فى‭ ‬ارضنا‭ ‬وسوف‭ ‬يقدرون‭ ‬محاولتك‭.‬

هنا‭.. ‬توقف‭ ‬السادات‭ ‬عن‭ ‬المشى‭ ‬واستدار‭ ‬نحوى‭ ‬وقال‭: ‬انا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأننى‭ ‬سوف‭ ‬انتصر‭! ‬لقد‭ ‬صعقت‭ ‬عند‭ ‬سماعى‭ ‬ذلك‭.‬

كنت‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أشجعه‭ ‬ولكنى‭ ‬تبينت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭.. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬متأكداً‭ ‬من‭ ‬النصر‭!.‬

وأذكر‭ ‬فى‭ ‬صباح‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قمت‭ ‬بإعداد‭ ‬حقيبته‭ ‬سألته‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لمعرفة‭ ‬موعد‭ ‬إعلان‭ ‬الحرب‭ ‬قائلة‭: ‬هل‭ ‬أترك‭ ‬الأولاد‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة؟

فقال‭: ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يذهبون

فقمت‭ ‬باحتضانه‭ ‬أمام‭ ‬الباب‭ ‬الخاص‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أدرى‭ ‬أيكون‭ ‬هذا‭ ‬آخر‭ ‬وداع‭.‬

وبدأت‭ ‬الحرب‭ ‬فعلاً‭!‬

وأذكر‭ ‬أننى‭ ‬كنت‭ ‬فى‭ ‬زيارة‭ ‬للمستشفى‭ ‬ودخلت‭ ‬غرفة‭ ‬الانعاش‭.. ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬جندى‭ ‬يستعيد‭ ‬وعيه‭ ‬وهمس‭ ‬لى‭.. ‬هل‭ ‬تعرفين‭ ‬أننى‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الشرقية‭.. ‬ثم‭ ‬تناول‭ ‬يدى‭ ‬وقبلها‭.. ‬وهنا‭ ‬بحركة‭ ‬لا‭ ‬شعورية‭ ‬ودون‭ ‬تفكير‭ ‬قبلت‭ ‬يده‭ ‬وقلت‭ ‬له‭ ‬يدك‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬ولعدة‭ ‬أيام‭ ‬كنت‭ ‬أشعر‭ ‬بأننى‭ ‬أطير‭ ‬من‭ ‬الفرح‭ ‬كنت‭ ‬أشتغل‭ ‬ليلاً‭ ‬ونهاراً‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أشعر‭ ‬بالتعب‭.. ‬فالنشوة‭ ‬جعلتنى‭ ‬أشعر‭ ‬بالنشاط‭ ‬الدائم‭.‬

أخيراً‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭.. ‬سافرت‭ ‬ومعى‭ ‬‮٧٥‬‭ ‬سيدة‭ ‬لأداء‭ ‬العمرة‭.. ‬وشكر‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬بيته‭ ‬الحرام‭.‬

وأخيراً‭.. ‬فماذا‭ ‬تقولين‭ ‬عن‭ ‬السادات‭..‬

كان‭ ‬رجلا‭ ‬واقعيا‭ ‬سبق‭ ‬عصره‭.. ‬كان‭ ‬زاهداً‭.. ‬وكان‭ ‬محباً‭ ‬لمصر‭.. ‬وكان‭ ‬سيترك‭ ‬الحكم‭ ‬فعلاً‭ ‬بعد‭ ‬‮٢٥‬‭ ‬أبريل‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬أدى‭ ‬دوره‭!.‬

‭ ‬حضرت‭ ‬افتتاح‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬مرتين‭ ‬مرة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬عام‭ ‬‮57‬‭ ‬والثانية‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عام‭ ‬‮5102‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬شعورك؟

‭- ‬قالت‭: ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬أيام‭ ‬السادات‭.. ‬وكان‭ ‬السادات‭ ‬يعتبر‭ ‬افتتاحها‭ ‬رسالة‭ ‬سلام‭ ‬للعالم‭.. ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬خاضت‭ ‬الحرب‭ ‬وحققت‭ ‬العبور‭ ‬العظيم‭..‬‭ ‬قادرة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭.. ‬بمعنى‭ ‬كان‭ ‬افتتاح‭ ‬القناة‭ ‬يومها‭ ‬دعوة‭ ‬للسلام‭.‬

أما‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭.. ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬بالفعل‭ ‬سعيدة‭.. ‬لأن‭ ‬افتتاحها‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬رسالة‭ ‬أخرى‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تستطيع‭.. ‬وأنها‭ ‬بدأت‭ ‬معركة‭ ‬البناء‭.. ‬وانتصرت‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭.‬

ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬القناة‭ ‬الثانية‭ ‬معجزة‭ ‬حقيقية‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬العملاق‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬ولكن‭ ‬نحتاج‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬إزالة‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬المستثمرين‭ ‬وبإذن‭ ‬الله‭ ‬مصر‭ ‬ستتقدم‭.‬

‬الملايين‭ ‬تابعوا‭ ‬احتفالات‭ ‬مصر‭ ‬بافتتاح‭ ‬القناة‭ ‬الجميع‭ ‬لاحظ‭ ‬حالة‭ ‬الألفة‭ ‬التى‭ ‬جمعتكم‭ ‬بحرم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيدة‭ ‬انتصار‭ ‬السيسى‭ ‬وكثرة‭ ‬الحوارات‭ ‬الثنائية‭ ‬بينكما‭.. ‬فماذا‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭.‬

‭- ‬قالت‭: ‬الحقيقة‭ ‬أنها‭ ‬سيدة‭ ‬ممتازة‭ ‬ومرموقة‭ ‬لقد‭ ‬تقاربنا‭ ‬بسبب‭ ‬التشابه‭ ‬فى‭ ‬السلوك‭ ‬الاجتماعى‭ ‬فى‭ ‬العائلتين‭ ‬وطريقة‭ ‬تربية‭ ‬أولادنا‭.. ‬فهى‭ ‬متدينة‭ ‬جداً‭ ‬وهناك‭ ‬تشابه‭ ‬واضح‭ ‬بيننا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭.‬

‭ ‬ماذا‭ ‬تتمنين‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجارى‭ ‬أو‭ ‬القادم؟

مصر‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬لما‭ ‬حققته‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتقدمة‭ ‬ومصر‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭.. ‬انتهى‭ ‬عهد‭ ‬الكلام‭ ‬وجاء‭ ‬عهد‭ ‬العمل‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬ونعمل‭ ‬معه‭.‬

‭‬بمناسبة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭.. ‬هل‭ ‬هو‭ ‬الأقرب‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالناصر‭ ‬أم‭ ‬للرئيس‭ ‬السادات‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬كثيران‭ ‬من‭ ‬الآراء‭ ‬تجمع‭ ‬بينه‭ ‬وبينهم‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬النقاط؟

‭- ‬كلهم‭ ‬وطنيون‭.. ‬لكننى‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يتمتع‭ ‬بالشعبية‭ ‬الجارفة‭ ‬للرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬وللذكاء‭ ‬الخارق‭ ‬للرئيس‭ ‬السادات،‭ ‬اضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدينه‭ ‬المستنير‭.‬

 ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬متحف‭ ‬السادات؟

‭- ‬قالت‭: ‬مكتبة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عملت‭ ‬جناحا‭ ‬كاملا‭ ‬للسادات‭.. ‬وقد‭ ‬أعطيتهم‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭.. ‬اننى‭ ‬أحتفظ‭ ‬بمتعلقاته‭ ‬الشخصية‭ ‬وأذهب‭ ‬إلى‭ ‬حجرة‭ ‬نومه‭ ‬وأفتح‭ ‬دولاب‭ ‬ملابسه‭ ‬لأشاهد‭ ‬زيه‭ ‬العسكرى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يرتديه‭ ‬فى‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬حياته‭.. ‬لقد‭ ‬رفضت‭ ‬تنظيفه‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬أى‭ ‬شىء‭ ‬فيه‭ ‬عندما‭ ‬أخذته‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬انه‭ ‬مازال‭ ‬معلقا‭ ‬فى‭ ‬دولاب‭ ‬ملابسه‭ ‬وهناك‭ ‬ثقوب‭ ‬الرصاص‭ ‬فى‭ ‬الكتف‭ ‬والحزام‭ ‬الجلدى‭ ‬البنى‭.. ‬ومازالت‭ ‬الكتف‭ ‬اليمنى‭ ‬مشقوقة‭ ‬حيث‭ ‬أجرى‭ ‬له‭ ‬الأطباء‭ ‬نقل‭ ‬دم‭.‬

كما‭ ‬يوجد‭ ‬غطاء‭ ‬الرأس‭ ‬العسكرى‭ ‬مضرجاً‭ ‬بالدم‭ ‬وكذلك‭ ‬القميص‭ ‬الداخلى‭.. ‬لقد‭ ‬احتفظت‭ ‬بكل‭ ‬ثيابه‭ ‬التى‭ ‬استشهد‭ ‬فيها‭.. ‬أيضاً‭ ‬ذكريات‭ ‬ومقتنيات‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬معاهدة‭ ‬السلام‭.‬

اننى‭ ‬احتفظ‭ ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬وأنا‭ ‬أريد‭ ‬متحفا‭ ‬خاصا‭ ‬بالسادات‭!.‬

‭‬بمناسبة‭ ‬السلام‭.. ‬هل‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬القدس‭ ‬الآن‭ ‬واقتحام‭ ‬المسجد‭ ‬الاقصى‭ ‬يشجع‭ ‬اطراف‭ ‬عربية‭ ‬اخرى‭ ‬للانضمام‭ ‬لقافلة‭ ‬السلام‭.. ‬لانهم‭ ‬قد‭ ‬يرون‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬بلا‭ ‬جدوى؟‭!‬

‭- ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬اسرائيل‭ ‬يسيىء‭ ‬كثيرا‭ ‬للسلام‭ ‬وللعلاقات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وفى‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬منذ‭ ‬ايام‭ ‬لنيويورك‭ ‬اكد‭ ‬فى‭ ‬لقاءاته‭ ‬امام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للامم‭ ‬المتحدة‭ ‬أهمية‭ ‬السلام‭ ‬بشرط‭ ‬اعطاء‭ ‬الحقوق‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬فى‭ ‬دولتهم‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.‬

استغرب‭ ‬الموقف‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬الذى‭ ‬يتسم‭ ‬بعدم‭ ‬الذكاء‭ ‬لأن‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سيكون‭ ‬فى‭ ‬صالحها‭ ‬لانه‭ ‬سيهدىء‭ ‬المنطقة‭ ‬كثيرا‭ ‬ويمنع‭ ‬ظاهرة‭ ‬الارهاب‭.‬

‬المنطقة‭ ‬تعوم‭ ‬على‭ ‬بحيرة‭ ‬من‭ ‬الارهاب‭.. ‬سواء‭ ‬الارهاب‭ ‬الذى‭ ‬تمثله‭ ‬اسرائيل‭.. ‬او‭ ‬ارهاب‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭.. ‬فى‭ ‬رأيك‭ ‬كيف‭ ‬نتصدى‭ ‬للافكار‭ ‬الهدامة‭ ‬التى‭ ‬تزرعها‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬بين‭ ‬الشباب؟‭!‬

 ‬لابد‭ ‬للأزهر‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره‭.. ‬ولسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬ظلت‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬وسطيا‭ ‬تنويريا‭ ‬للتعريف‭ ‬بصحيح‭ ‬الاسلام،‭ ‬خاصة‭ ‬انه‭ ‬يتمتع‭ ‬باحترام‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والخارج‭ ‬بالعالم‭ ‬الاسلامى‭.. ‬اضافة‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الاعلام‭ ‬المهم‭ ‬للغاية‭.. ‬واخيرا‭ ‬التعليم،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭.‬

 

 

يوم‭ ‬افتتاح‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬اغسطس‭ ‬الماضى‭.. ‬شاهد‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬التليفزيون‭ ‬حوارات‭ ‬جانبية‭ ‬بينكم‭ ‬مع‭ ‬السيدة‭ ‬انتصار‭ ‬السيسى‭ ‬حرم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭.. ‬فماذا‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬فيها؟

‭- ‬هى‭ ‬سيدة‭ ‬ممتازة‭ ‬مرتقية‭ ‬ووجدت‭ ‬تقاربا‭ ‬بيننا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الارتباط‭ ‬بأسرتينا‭.. ‬اما‭ ‬عن‭ ‬الحوارات‭ ‬فكانت‭ ‬كلها‭ ‬عن‭ ‬الفرحة‭ ‬بافتتاح‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬الجديدة‭ ‬وشاهدنا‭ ‬احداث‭ ‬الحفل‭ ‬المثيرة‭ ‬ومفاجآته‭.‬

من‭ ‬خبرتك‭ ‬السابقة‭ ‬كحرم‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية

‭‬ما‭ ‬اكثر‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬مصر‭ ‬كما‭ ‬ترين؟

‭- ‬الامية‭ ‬بدون‭ ‬شك‭ ‬اكثر‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬بلادنا،‭ ‬والتعليم‭ ‬هو‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭.‬

‭‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬حاليا؟

‭- ‬كالعادة‭ ‬المرأة‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭ ‬ولها‭ ‬ادوار‭ ‬ممتازة‭ ‬وبارزة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاسرة‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن،‭ ‬ولكن‭ ‬الاصولية‭ ‬المتشددة‭ ‬تحاول‭ ‬جر‭ ‬بعضهن‭ ‬إلى‭ ‬افكارها‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لدق‭ ‬اسفين‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬والشعب،‭ ‬فكما‭ ‬قالت‭ ‬ام‭ ‬كلثوم‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الوطن‭ ‬والجيش‭.. ‬انا‭ ‬الشعب‭.‬

‭ ‬بمناسبة‭ ‬ام‭ ‬كلثوم‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تتدخل‭ ‬الدولة‭ ‬لشراء‭ ‬فيلا‭ ‬ام‭ ‬كلثوم؟

‭- ‬الورثة‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬باعوا‭ ‬الفيلا‭ ‬لمستثمرين‭ ‬عرب‭ ‬وهذه‭ ‬خسارة‭ ‬لا‭ ‬تعوض،‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬ووزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬شراؤها‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬ومزار‭ ‬ثقافى،‭ ‬مثل‭ ‬فيلا‭ ‬امير‭ ‬الشعراء‭ ‬احمد‭ ‬شوقى‭ ‬‮«‬كرمة‭ ‬ابن‭ ‬هانىء‮»‬‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خطوات‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭.‬

‭ ‬نعرف‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬‮«‬سميعا‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬يحب‭ ‬صوت‭ ‬اسمهان‭.. ‬فما‭ ‬هى‭ ‬الاغنية‭ ‬الاقرب‭ ‬إلى‭ ‬قلبه‭ ‬من‭ ‬اغانى‭ ‬اكتوبر‭ ‬الكثيرة‭.‬

‭- ‬ابدع‭ ‬الفنانون‭ ‬فى‭ ‬اغانى‭ ‬اكتوبر‭.. ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬اغنيات‭ ‬كثيرة‭ ‬نحبها‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬يا‭ ‬حبيبتى‭ ‬يا‭ ‬مصر‭ ‬لشادية‭ ‬اضافة‭ ‬لأغانى‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬وعبدالحليم‭ ‬ووردة،‭ ‬فالرئيس‭ ‬السادات‭ ‬كان‭ ‬محبا‭ ‬للفنون‭ ‬وهو‭ ‬الذى‭ ‬اعاد‭ ‬عيد‭ ‬الفن‭ ‬مرة‭ ‬اخرى،‭ ‬وكان‭ ‬سعيدا‭ ‬جدا‭ ‬بأغانى‭ ‬اكتوبر‭ ‬لانها‭ ‬كانت‭ ‬تغنى‭ ‬لمصر‭ ‬الوطن‭ ‬اولا‭ ‬وأخيرا‭.‬

‭‬سؤالنا‭ ‬الاخير‭: ‬عائلة‭ ‬السادات‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬عنها‭ ‬الكثير‭.. ‬باختصار‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬خريطتها؟

‭- ‬اصبحت‭ ‬الخريطة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭.. ‬واصبحنا‭ ‬قبيلة‭.. ‬لدينا‭ ‬11‭ ‬حفيدا‭ ‬من‭ ‬ابنائنا‭ ‬الاربعة‭ ‬انا‭ ‬والرئيس‭ ‬السادات،‭ ‬لبنى‭ ‬لديها‭ ‬بنتان،‭ ‬وجمال‭ ‬عنده‭ ‬بنتان‭ ‬وولد،‭ ‬ونهى‭ ‬لديها‭ ‬4‭ ‬أولاد‭ ‬‮«‬ولدان‭ ‬وبنتان‮»‬‭ ‬وجيهان‭ ‬الصغرى‭ ‬لديها‭ ‬بنتان،‭ ‬والاحفاد‭ ‬تزوجوا‭ ‬وانجبوا‭ ‬لنا‭ ‬11‭ ‬طفلا‭ ‬وطفلة‭ ‬هم‭ ‬اجمل‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬الوجود‭.‬

السادات‭ ‬الآخر‭.. ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬احد‭.. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬عبقريته‭ ‬السياسية‭.. ‬والعسكرية‭ ‬عبقرية‭ ‬اخرى‭ ‬انسانية‭!‬

قالت‭:‬

فعلا‭ ‬فقبل‭ ‬الاغتيال‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬أيام‭.. ‬اطلعنى‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬جاءته‭ ‬من‭ ‬سائق‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اخفاه‭ ‬منذ‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬هروبه‭ ‬من‭ ‬السجن‭.. ‬وقد‭ ‬دعاه‭ ‬الرجل‭ ‬ليحضر‭ ‬حفل‭ ‬زفاف‭ ‬ابنته‭ ‬فى‭ ‬المنصورة‭.. ‬وتأثر‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬كثيرا‭ ‬بهذه‭ ‬الدعوة‭.. ‬وجاءته‭ ‬الفرصة‭ ‬ليرد‭ ‬الجميل‭ ‬للرجل‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وقلت‭ ‬له‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬ترسل‭ ‬له‭ ‬هدية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬زيارتك‭ ‬له‭. ‬فقال‭ ‬الهدية‭ ‬لا‭ ‬تساوى‭ ‬وجودى‭ ‬معه‭.‬

وقرر‭ ‬السفر‭ ‬فعلا‭.. ‬وفى‭ ‬قطار‭ ‬مفتوح‭.. ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬طلبوا‭ ‬منه‭ ‬تخفيض‭ ‬عدد‭ ‬المحطات‭ ‬التى‭ ‬سيتوقف‭ ‬فيها‭ ‬رفض‭.. ‬واصر‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬وزيارة‭ ‬السائق‭.‬

‭‬الايام‭ ‬الاخيرة‭ ‬للسادات‭.. ‬كيف‭ ‬كانت؟

‭- ‬الحقيقة‭ ‬انه‭ ‬قبل‭ ‬الاغتيال‭ ‬كان‭ ‬يردد‭ ‬انه‭ ‬سيقابل‭ ‬ربه‭.. ‬وانه‭ ‬سيرحل‭.. ‬كنت‭ ‬كلما‭ ‬تكلمت‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬كلمنى‭ ‬عن‭ ‬الموت‭.‬

ففى‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬انه‭ ‬سيقابل‭ ‬ربه‭.. ‬ومرة‭ ‬رددت‭ ‬عليه‭ ‬وكنا‭ ‬نسير‭ ‬فى‭ ‬حديقة‭ ‬المنزل‭.. ‬امر‭ ‬شيق‭ ‬متى‭ ‬اخبرك‭ ‬الله‭ ‬انك‭ ‬ستقابله‭..‬‭ ‬فأحسست‭ ‬بالاضطراب‭.. ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬السادات‭ ‬الذى‭ ‬عرفته‭ ‬وقاعيا‭ ‬وقويا‭.. ‬لم‭ ‬يعش‭ ‬ابدا‭ ‬فى‭ ‬الوهم‭..‬

وفى‭ ‬شهر‭ ‬اكتوبر‭ ‬وقبل‭ ‬استشهاده‭ ‬وخلال‭ ‬جولة‭ ‬اخرى‭ ‬معا‭ ‬قال‭ ‬لى‭ : ‬ان‭ ‬الله‭ ‬منحنى‭ ‬اكثر‭ ‬مما‭ ‬كنت‭ ‬احلم‭ ‬فلقد‭ ‬انتصرنا‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭.. ‬وانتصرنا‭ ‬فى‭ ‬السلام‭ ‬لقد‭ ‬وضعت‭ ‬اسس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬ووضعت‭ ‬مبادىء‭ ‬الرخاء‭ ‬الاقتصادى‭ ‬فماذا‭ ‬يريد‭ ‬الانسان‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.. ‬لقد‭ ‬انجزت‭ ‬مهمتى‭ ‬التى‭ ‬فرضها‭ ‬الله‭ ‬عليّ‭.‬

وفى‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬اكتوبر‭ ‬غادر‭ ‬جمال‭ ‬القاهرة‭ ‬متوجها‭ ‬إلى‭ ‬كاليفورنيا‭.. ‬وقبل‭ ‬مغادرته‭ ‬البيت‭ ‬قال‭ ‬لوالده،‭ ‬لا‭ ‬إلا‭ ‬إلا‭ ‬الله‭.. ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يجب‭ ‬كالمعتاد‭ ‬محمد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬ولم‭ ‬يقل‭ ‬اى‭ ‬شىء‭.. ‬فقد‭ ‬ابتسم‭ ‬وقا‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬كثيرا‭ ‬فى‭ ‬امريكا‭.. ‬وعد‭ ‬بسرعة‭!!‬

وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬سألت‭ ‬جمال‭ ‬فقا‭ ‬لى‭ : ‬انه‭ ‬قبل‭ ‬سفره‭ ‬الاخير‭ ‬كان‭ ‬السادات‭ ‬يوصيه‭ ‬بى‭ ‬كثيرا‭ ‬ويقول‭ ‬له‭ ‬خذ‭ ‬بالك‭ ‬من‭ ‬والدتك‭!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة