صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


إثيوبيا.. علاقات متوترة مع جيرانها

وردة الحسيني

الجمعة، 09 يوليه 2021 - 05:51 م

 

إذا كانت المشكلة تتعلق بنهر دولي وخطورة حياتية على مستقبل شعبي بلدين كبيرين بحجم سكاني يزيد على ١٥٠مليون نسمة، ويعتمدان بشكل إساسى على هذا النهر، فحتما سينعكس أي إجراء آحادي بخصوص هذا النهر، على حالة السلم والأمن.

ومما لا شك فيه أن مصر والسودان قد أعلنتا مرارا انتهاجهما العمل الدبلوماسي والسياسي لحل أزمة السد الإثيوبي، وقد قابل ذلك دوما محاولات إثيوبية متعمدة للإفشال المتعمد لهذا السعى.

والمخاوف المصرية والسودانية من آثار هذا السد حقيقية ويدركها العالم وليس فقط مصر والسودان.. فهذا السد على الرافد الرئيسى للنيل، الذي يعد مصدر المياه الوحيد لمصر والرئيسى للسودان، وتقليص إمداداتهما نتيجة ذلك التخزين يمثّل تهديدا وجوديا لهما.

خلال الفترة الطويلة الماضية قامت مصر والسودان بحملة دبلوماسية من أجل التوصل لاتفاق ملزم قانونا بشأن تشغيل السد، لكن المحادثات دخلت في طريق مسدود وبشكل متكرر وباصرار إثيوبى متعمد.

وتصاعدت الحملة الدبلوماسية المصرية السودانية قبل الملء الأول للسد مع هطول أمطار الصيف الماضي في إثيوبيا، وتصاعدت مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة قبل الإعلان عن بدء الملء الثاني.

ومن المهم التأكيد هنا أنه تم الإعلان عدة مرات من جانب مصر على تفهمها لمتطلبات التنمية الإثيوبية ولكن يجب ألا تكون تلك التنمية على حساب الآخرين.

وهذا التوتر بين إثيوبيا من ناحية ومصر والسودان من ناحية اخرى ليس هو الأول من نوعه فهناك مسلك اثيوبى اعتيادى بانتهاج السلوك العدوانى تجاه جيرانه للتأثير على التطورات السلبية الداخلية فى إثيوبيا، فقد اتسمت علاقة اثيوبيا مع جيرانها بالتوتر على مدى عقود، ودخلت فى حروب منذ إعلان استقلالها، فعلاقتها بإريتريا اتسمت بالدموية، حيث كانت اريتريا جزءاً من إثيوبيا قبل انفصالها عام ١٩٩٣ بعد حرب من أجل الاستقلال استمرت لعقود. وخاض البلدان حرباً أخرى عام ١٩٩٨ أودت بحياة ٨٠ ألف شخص قبل وصول علاقة البلدين إلى طريق مسدود.

وعلى مدى ٢٠ عاماً، اصبح البلدان في حالة عداوة، وبالرغم من اتفاق رئيس الوزراء الإثيوبى ابى احمد مع رئيس اريتريا اسياسى افورقى على إقامة السلام بين البلدين عام ٢٠١٨ إلا أن هذا التقارب لم ينتهى إلى سلام حقيقى فى القرن الإفريقي، فقط نال «آبي» على أثر ذلك جائزة نوبل للسلام!

وبالنسبة للعلاقة مع السودان، فقد تأزمت ايضا خلال الأشهر الماضية ليس فقط بسبب السد وانما ايضا  بعد تدفّق عشرات آلاف اللاجئين من اقليم تيجراى باتجاه السودان، فيما رفض آبى عرضاً من رئيس الوزراء السودانى عبد الله حمدوك، يتضمن قيام رئيس منظمة «الهيئة الحكومية للتنمية» ، بدور وساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى تيجراي، مما قوض العلاقة بينهما . 

أما العلاقة مع الصومال، فتعود النزاعات على الأراضى بين الصومال واثيوبيا إلى أكثر من نصف قرن. حيث خاضتا حربين من أجل« أوجادين» وهى منطقة شاسعة يتحدث سكانها اللغة الصومالية. 

كما أن علاقة إثيوبيا بجيرانها خارج القرن الإفريقى قد شهدت توترات عدة أيضا، إثر رفض آبى التفاوض على وقف لإطلاق النار فى حرب تيجراى التى تخللتها عمليات تطهير عرقى ومجاعة، وهو ما يتناقض مع الادعاء بأن آبى احمد صانع سلام! وفى هذا الصدد فرضت الولايات المتحدة على إثيوبيا قيودا على التأشيرات وخفضت المساعدات لها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة