أحمد الطاهرى
أحمد الطاهرى


أحمد الطاهرى: أزمة السد الإثيوبى.. بداية نظام عالمى جديد

أخبار اليوم

الجمعة، 09 يوليه 2021 - 07:26 م

قال أحمد الطاهرى رئيس تحرير مجلة روز اليوسف إن جميع الكلمات التى تم بثها خلال مجلس الأمن حول السد الإثيوبى عكست توقع أن النظام العالمى الراهن وصل إلى مرحلة افول، فالنظام العالمى مر بأزمات كثيرة لكن أزمة سد النهضة قد تكون أزمة قاصمة لنظام عالمى قديم وبزوغ نظام عالمى جديد، فالعديد من الخبراء تحدثوا عن ميلاد نظام جديد بعد كورونا لأسباب كثيرة مبنية على تغير القدرات الاستراتيجية للدول وعلى التوازنات فى عالم قبل كورونا هذا من ناحية التأصيل، أما من ناحية الموضوع فكلمة مصر جاءت واضحة متزنة وعرض ملف سد النهضة بكافة تفاصيله وكأن مصر تًشهد العالم على عجز مجلس الأمن.

وأوضح أن مصر منذ البداية لم تكن تعول كثيرا على خروج مجلس الأمن بإجراء حاسم لأنه فى الأصل مجلس سياسى، وهذه هى المرة الأولى التى يناقش فيها قضية تتعلق بالأنهار الدولية وهو أمر بالغ التعقيد، لا سيما وأن داخل قاعة مجلس الأمن دول لديها مشاكل لن نقول مشابهة، وبالتالى بعض الدول لا تريد أن ترسخ سابقة فى مجلس الأمن، وظهر ذلك بعكس السياق المتعارف عليه فى مناقشات المجلس بأن تبدأ الجلسة بطرح كلمات أطراف الأزمة وليس بالاستماع لكافة المندوبين ثم الاستماع إلى أطراف الأزمة فى النهاية، وكأن المجلس يريد أن يخلى ساحته مبكرا.

وأوضح أنه لم يأت أى حديث عن مشروع القرار المنتظر ولكن هذا لا يعنى أن القرار قد أسقط، ومن الوارد أن يتم تقديم القرار بعد الجلسة وبالتالى يكون فى حاجة إلى تشاور أو تفاوض أكثر فى حالة استمراره حتى لو أسقطه مجلس الأمن لأن فى ذلك تأكيد وتأصيل واضح على نهاية هذا النظام العالمى، وليس لدى أدنى شك فى قدرة مصر على الحفاظ على حقوقنا المائية لأن ملف نهر النيل هو ملف وجودى وفى عهدة الدولة المصرية.

وعن سيناريوهات التعامل المقبلة مع السد قال أحمد الطاهرى ∩لأخبار اليوم∪ إن هناك أكثر من سيناريو للتعامل مع القضية بعضها سيناريوهات سيادية لا يحق لصحفى أن يتحدث فيها لأنه لا يملك الدراية بشأنها، ولكن هناك خيارات أخرى قانونية داخل الأمم المتحدة وملجأ آخر هو قرار مجلس الاتحاد من أجل السلم وقد يكون هناك ملجأ إلى التحكيم الدولى، ومازالت هناك قنوات دبلوماسية يمكن العمل بها هذا من ناحية الحديث عن المسار الدبلوماسى أو القانونى فى الأزمة، ولكن هناك إجراءات سيادية متروكة للدولة لأنها تمتلك الصورة الأشمل وتقدير الموقف، ومصر تمتلك جميع الخيارات التى تستطيع من خلالها المحافظة على حقوق الشعب المصرى.

وأشار إلى أن الموقف العربى جاء مؤيدا من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب ولكن كنا ننتظر دعما أقوى حتى فى المواقف الفردية إذا جاز التعبير، ونحن نثمن الموقف الاستباقى للسعودية عشية جلسة مجلس الأمن لإعلان تأييدها للأمن المائى المصرى والسودانى، كما نثمن كثيرا موقف تونس، ولكن عدد من الدول العربية اكتفت بعدم الإعلان الفردى على هذا التأييد والاتفاق بموقفها الجماعى الصادر فى اجتماع وزراء الخارجية العرب، والمجموعة العربية المعنية بسد النهضة كثفت من جهودها فى فترة التحضير لجلسة مجلس الأمن من أجل الحشد خصوصًا بعد محاولة إثيوبيا دق إسفين بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى.

وألمح الطاهرى إلى أن الموقف الأفريقى ملتبس لأن النزاع جديد على الاتحاد الأفريقى، ولكن رئاسة الاتحاد تتفهم الصورة كاملة وهو ما ظهر فى كلمة الكونغو الديمقراطية بصفتها رئيس الاتحاد الأفريقى الحالى، ولديها مصلحة أصيلة فى عدم اشتعال الصراع لأنه قد يحدث شرخ  عظيما فى المظلة الإفريقية الجامعة وهى الاتحاد الإفريقى، لا سيما وأن مصر تمثل كثيرا للدول الإفريقية ليس بالنسبة للتاريخ فقط ولكن للواقع باعتبارها النموذج الذى يدعم الأشقاء فى التنمية، منوهًا إلى أن مشروع القرار التونسى جاء متوازنا ومرضى للأشقاء فى أفريقيا.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة