عزت إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الأهرام
عزت إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الأهرام


عزت إبراهيم: التنمية لا تأتى على حساب الحق فى الحياة

أخبار اليوم

الجمعة، 09 يوليه 2021 - 07:33 م

أكد عزت إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الأهرام ويكلى وبوابة الأهرام الإنجليزية أن مصر تخوض سباقا ماراثونيا فى مجلس الأمن الدولى لاستصدار قرار يضمن استئناف مفاوضات سد النهضة بسقف زمنى ملزم يضع حدًا للملء الثانى ويجبر حكومة آبى أحمد على احترام حقوق شعبى مصر والسودان موضحاً أنه ربما لم تأت جلسة مجلس الأمن الدولى الخميس الماضى بما أرادت مصر إلا أن وزير الخارجية سامح شكرى قدم مرافعة بارعة حيث صيغت كل عبارة فى موضعها تماما وهو يعلم أن الجالسين حول طاولة المجلس لا يشاركوننا نفس الهواجس وحتى من يتعاطف تمنعه حسابات بعينها حول الأنهار العابرة للحدود من القول بمخالفة أديس أبابا الصريحة للقانون الدولى الذى يحكم بناء السدود.

وأضاف تحدث سامح شكرى عن تهديد سد النهضة لحياة المصريين بينما تحدث وزير الرى الإثيوبى عن حق بلاده فى توليد الكهرباء وأن حقوق السيادة تمنع بلاده من تبادل المعلومات متعللا بأن مصر والسودان يبديان رفضا للتنمية فى بلاده وهو أمر بعيد عن سياسة مصر التى تؤكد على حق الاثيوبيين فى التنمية دون إلحاق الضرر بالغير.

وتابع : حقيقة الأمر أن حكومة آبى أحمد تستعمل ذريعة عدم وجود سوابق لتدخل مجلس الأمن فى قضايا المياه للاستمرار فى تعنتها ورفض الدخول فى اتفاق قانونى ملزم ورفض آلية لفض المنازعات والتعامل مع الجفاف والجفاف الممتد وكل ما تقدمه إثيوبيا هو قواعد استرشادية فقط لا غير.

وأكد إبراهيم أن الاستغلال السياسى لسد النهضة قد بلغ مداه من جانب ابى أحمد حيث يعوض تراجع شعبيته الداخلية ودخوله فى صراع خاسر ضد التيجراى ربما يقضى على حكمه قريبا.. كما أن الموقف الإثيوبى يعكس سوء النية وفرض الأمر الواقع وهى تصرفات قابلتها مصر بالصبر وضبط النفس إلا أن لجوءها إلى مجلس الأمن هى رسالة مثلما قال وزير الخارجية بعد نهاية الجلسة ∩حماية مصر لحقوق مواطنيها تتحملها أى حكومة مسئولة∪ ومن ثم، فالعودة إلى وساطة الاتحاد الافريقى مشروطة بوجود دور أكبر للمراقبين الدوليين مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة فلا يعقل الدخول فى دوائر الفراغ من جديد مع طرف يتعامل بعجرفة وصلف ولا مبالاة مع الشركاء فى حوض النيل.. فمصر أكدت مرارا أن وساطة الاتحاد الأفريقى وصلت إلى طريق مسدود وأن تعرض حقوقها للخطر لن يبقى أمامها سوى أن تصون حق مواطنيها الأصيل فى الحياة.

وقال إن مشهد مجلس الأمن الدولى الخميس الماضى يعكس طبيعة العلاقات الدولية فى عالم اليوم حيث الانتهازية السياسية تحكم المواقف والرغبة فى تجنب مشكلات بعينها يسبق حق الشعوب فى الحياة وتأمين حقوقها المائية بدعوى عدم خلق سابقة فى مناقشات المجلس، مؤكدا أننا لا يجب أن ننزعج لمثل تلك المواقف المحبطة بل يجب البناء عليها بأن نضع الدول الصديقة المؤثرة على الصعيدىن الافريقى والدولى أمام مسئوليتها.. فلا يحق لهم تجاهل حقوق مصر بينما يخطبون اليوم ودها فى قضايا عديدة تمس مصالحهم.. فالطريق المسدود الذى أغلقه ابى أحمد لن يكون متاحا لنا وحدنا فتحه دون تدخل عقلانى من قوى كبرى لحل الأزمة المتفاقمة والتى اكدت أن الأثيوبيين يستغلون تخاذل الكبار لخلق واقع جديد تمارس فيه هيمنة سياسية على مياه النيل، فهل يعقل أن يتحدث وزير فى جلسة أمام العالم عن حق بلاده فى توليد الكهرباء بينما الشواهد كلها تقول إن هناك عشوائية شديدة فى تنفيذ السد دون وجود بيانات أو معلومات يمكن الاطلاع عليها ولا يقول كلمة عن حق ١٥٠ مليون نسمة فى الحياة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة