محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

حرب باردة أكثر شراسة

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 09 يوليه 2021 - 09:01 م

العلاقات بين الصين وأمريكا هى الأسوأ منذ عدة سنوات ويبدو أنها تتجه نحو المزيد من التدهور فى ظل الصراع الذى يشتعل بين الطرفين وتحوله من صراع اقتصادى فى ظل الصعود المتنامى للاقتصاد الصينى الى صراع النفوذ على قيادة العالم حاليا حيث باتت الصين تتواجد بقوة فى قارات العالم.
وأصبح من المألوف وصف العلاقة بين بكين وواشنطن بأنها «حرب باردة» جديدة وذلك فى إشارة إلى المواجهة التى دامت 40عاما بين الأخيرة والاتحاد السوفيتى والتى ألقت بظلال قاتمة على موسكو فى النصف الثانى من القرن العشرين.
واليوم أصبحت بكين ومواجهتها هى اللغة السائدة  التى تتردد دائما فى  زوايا البيت الأبيض فى عهد بايدن وضرورة مواجهة وتحجيم طموح الصين
 بكين لا تدع أى فرصة تمر دون أن تؤكد على عيوب النظام الأمريكى فقد استغلت الطريقة الكارثية التى تعاملت بها إدارة ترامب مع وباء كوفيد-19 وأعمال الشغب واقتحام مؤيدين لترامب لمقر الكونجرس الأمريكى لتثبت بأن نموذجها الاجتماعى والاقتصادى هو الأفضل.
لذلك يمكن القول إن وصف العلاقة بين بكين وواشنطن»بالحرب الباردة» يبدو مناسبا ربما اكثر من تلك الحرب التى اشتعلت 4 عقود بين امريكا والاتحاد السوفيتى  والصين الأقوى لأن موسكو وحلفاءه كانوا معزولين إلى حد كبير من الاقتصاد العالمى لكن الوضع الآن مختلف، فالصين أصبحت الدعامة الرئيسية للاقتصاد العالمى وتستحوذ على 30% من الاقتصاد العالمى بالاضافة الى أن اقتصادها مندمج إلى حد كبير مع الاقتصاد الأمريكى والاتحاد السوفيتى فهى لم يبلغ الناتج المحلى الإجمالى لها  فى ذروته 40%من نظيره الأمريكى فى المقابل الاقتصاد الصينى سيتساوى مع الولايات المتحدة خلال هذا العقد وربما يتجاوزه.
وتعد الصين أقوى منافس تواجهه امريكا منذ القرن التاسع عشر وأصبحت ندا للولايات المتحدة فى العديد من المجالات وعلى الرغم من أنها لم تصبح بعد قوة عالمية عظمى فقد نجحت فى أن ترتقى إلى أن تكون منافسا اقتصاديا وعسكريا حقيقيا للأمريكيين فى المجالات التى تهم أمنها لذلك فإن العلاقة بين البلدين يجب أن تدار بحكمة وربما لعدة عقود قادمة.
للصين العديد من عناصر القوة ولكن لديها أيضا العديد من نقاط الضعف وامريكا تعانى هى الأخرى من نقاط ضعف خطيرة ولكنها تمتلك فى الوقت ذاته قدرة على النهوض من جديد لكن المؤكد ان العالم سيعيش فترة اخرى من الحرب الباردة اكثر شراسة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة