السبت، 10 يوليه 2021 - 04:34 م

شبكة كهربائية تمتد بين ثلاث قارات أقامتها مصر لتنصب نفسها مصدراً مشعاً بالطاقة بين قارات العالم القديم، إذ تمتد من السودان جنوبا حتى قبرص واليونان  شمالا، ومن ليبيا غربا حتى السعودية والأردن شرقا مع مخطط للوصول إلى العراق.

مشروع عملاق حوّل مصر إلى مركز إقليمي ودولي لتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول العربية وإفريقيا وأوربا والتي من المقرر أن تكتمل  بحلول عام 2035، فيما تنتظر مصر عائدا ماديا كبيرا من هذا المشروع.

وفي هذا السياق نعرض من خلال هذا التقرير مشروعات الربط الكهربائي القائمة بالفعل بين مصر ودول الجوار ومشروعات الربط الكهربائي الجاري تنفيذها خلال الفترة  المقبلة خاصة مع الدول التي تشهد أزمة في نقص الكهرباء.

المساهمة في حل الازمة

أكدت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عن استعدادها للمساهمة في إنهاء أزمات الكهرباء التى تعانى منها عدد من الدول العربية الشقيقة التي يشهد مواطنيها معاناة شديدة بسبب نقص الكهرباء في ظل اتتشار موجة الطقس السئ وارتفاع درجات الحرارة. 

اقرأ أيضا| معيط: الحكومة حولت نقص الغاز والكهرباء إلى الاستثمار والتصدير

ومن جانبه أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ان مشروعات الربط الجاري استكمالها حاليا وتقويتها بين الدول العربية استكمالا للدور المصري الداعم لبرامج التنمية والاستقرار في المنطقة العربية والأفريقية، وسيمتد إلى أوروبا من خلال تنفيذ خط الربط المصري مع قبرص ثم من قبرص الي اليونان.

وأوضح أن القطاع يحرص على تدعيم وتطوير الشبكة القومية الموحدة لجعل مصر مركزا إقليميا لتبادل الطاقة بين الدول عن طريق دعم مشروعات الربط الإقليمي القائمة بين مصر وكل من الأردن وليبيا والسودان وكذلك مشروعات الربط المزمع تنفيذها مع كل من السعودية، وقبرص، وهيئة الربط الخليجي وأن الاستثمارات التي انفقها القطاع لتطوير شبكات الكهرباء تهدف لتحسين أداء الشبكة والمحافظة على مستوى جودة التغذية الكهربائية.

الربط مع العراق

واشار وزير الكهرباء د.محمد شاكر في تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم"، الي أن مشروع الربط مع العراق سيساعدها بشكل كبير في تجاوز أزمات الكهرباء التي تصل ذروتها في فصل الصيف كما يحدث خلال الأيام الجارية.

وأوضح، أن مشروع الربط الكهربي مع العراق سيتم من خلال الأردن التي يربطها مع مصر خط ربط قدراته تصل إلى 450 ميجاوات، ويتطلب إتمام المشروع وجود خط للربط بين الأردن والعراق وهذا مسئولية هاتين البلدين، لافتا الي أن المدة الزمنية لانتهاء هذا  المشروع عن طريق استكمال الربط بين الشبكة العراقية والأردنية المرتبطة بالشبكة المصرية تقدر بنحو 18 شهرا من الان. 

وأضاف أنه في خلال هذه الفترة سيتم العمل على تقوية الربط المصري الأردني ورفع كفاءة وقدرة الخطوط لنقل قدرات قد تصل إلى 3 آلاف ميجاوات بدلا من قدراتها الحالية البالغة 450 ميجاوات،  خطوط الربط مع الأردن، لافتا الي ان هناك اهتمام مصري متزايد لاستغلال قدرات الشبكة القومية الاحتياطية  لتلبية احتياجات الأشقاء في أي مكان.

وأوضح شاكر، جاهزية الشبكة القومية لتلبية متطلبات دول الجوار باحتياجاتها من الكهرباء فورا خاصة وان مصر نفذت العديد من المشروعات العملاقة لإعداد الشبكة القومية للعالمية حيث تم تدعيمها بزيادة ومضاعفة قدراتها وإقامة شبكة موازية ضاعفت قدرات خطوط الجهد الفائق والعالي مما يمكن من تبادل القدرات الكهربائية مع شبكات دول الربط والتشغيل الاقتصادي الأمثل للشبكات وتلبية احتياجات المواطنين ومشروعات التنمية في الدول الشقيقة خاصة ليبيا والعراق والسودان

الربط مع ليبيا

ومن ناحية اخري اوضح قطاع الكهرباء ان خط الربط الكهربائي بين مصر وليبيا قادر على الربط حتى ٤٥٠ ميجاوات، وهناك نية لزيادته في المستقبل؛ بحيث يصبح قادرًا على استيعاب قدرات وربطها تقدّر بألف ميجا وات، إذ يتم الربط حاليًّا حتى ٢٤٠ ميجاوات.

وفي نفس السياق تدرس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، رفع قدرة خط الربط الكهربائى بين مصر و ليبيا القائم إلى ما يقرب من 2000 أو 3000 آلاف ميجا حسب احتياجات الجانب الليبى، لتنفيذ استراتيجية الحكومة المصرية فى أن تتحول مصر لمحور عالمى للطاقة، خاصة مع وجود احتياطى يومى بالشبكة القومية للكهرباء يصل لـ15 الف ميجا وات.

الربط الكهربائي مع السودان

أوضح قطاع الكهرباء ان مشروع الربط الكهربائي مع دولة السودان الشقيق له مزايا عديدة، منها تزويد السودان بقدرة كهربية تصل إلى حوالى 300 ميجاوات كمرحلة أولى، على أن يتم التنفيذ على مرحلتين بقيمة استثمارية تبلغ حوالى 6.7 مليون دولار، بالإضافة إلى 326 مليون جنيه. 

ومن جانبها أطلقت الشركة المصرية لنقل الكهرباء رسمياً التيار الكهربائى فى خط الربط مع السودان بقدرة 80 ميجا وات كمرحلة أولى من إجمالى 300 ميجا وات و يضم هذا الخط 300 برج على الأراضى المصرية و بدأت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، فى الأعمال الخاصة برفع قدرة خط الربط الكهربائي بين مصر والسودان من 80 ميجا وات إلى 300 ميجا وات.

وهناك دراسات بين الجانبان المصرى والسودانى للتوسع فى هذا المشروع ليصل إلى 3 آلاف ميجا وات فى المرحلة الثانية من المشروع.

وهو ما يفتح الباب أمام مصر للدخول بقوة فى مشروعات الربط الكهربائى وتنفيذ استراتجية الدولة فى أن تصببح مصر محور استراتيجى للطاقة.

تصدير الكهرباء إلى فلسطين

و في نفس السياق نجد مصر ايضا وفقًا للمشروع الثانى يتم تصدير الكهرباء إلى فلسطين، من خلال خط تعادل قدراته 30% من احتياجاتها من الطاقة، توازى 30 ميجاوات.

الربط مع السعودية يدخل مرحلة التنفيذ

وانتهت مؤخرا وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة  ممثلة فى الشركة المصرية لنقل الكهرباء، من الدراسات الخاصة بمشروع الربط الكهربائي مع السعودية، بعد فتح مظاريف المناقصة الخاصة بالمشروع والتى تعتبر أهم خطوات البدء فى تنفيذ المشروع كما تم مؤخرا فتح المظاريف المالية  والان يتم اختيار الثلاث كيانات المنفذة لخط الربط المقسم الي كابل بحري وخط هوائي ومحطة تحويل وبعد ذلك  مباشرة سيتم توقيع العقود بين الجانبين المصرى والسعودى و البدء فى المشروع  بقدرة 3 آلاف ميجا وات.