لم يخالجني للحظة أي تفاؤل بشأن البرلمان منذ اعلان القانون الذي انتخب علي اساسه .
قالوا: يكفي أنه جاء بانتخابات نزيهة، قلت: سوف نختلف علي تعريف النزاهة، فعندما يتم تسطيح الوعي وتزييف المنطق، واطلاق عنان المال السياسي، فالامر محل شك.
قالوا: إنه صورة دقيقة لمكونات المجتمع، وإذ باداء بعضهم ينفي تماماً أي انتماء لهذا البلد أو شعور بأزمته، أو حتي ولاء لمن منحوهم الثقة وأجلسوهم حيث هم.
البداية تبشر بتجربة عشوائية تحت القبة!
وإذا كانت التجارب حصاد ممارسات ذات جذور، فإن ما نراه نتيجة طبيعية لعقود من التجريف للكفاءات، وتجفيف منابع العمل السياسي، والانتصار للعشوائية في كل مجال، والانحياز للاثرياء من الحرام، والجهال، وأرباع الموهوبين، ماذا يمكن أن يفرز مشهد تلك مفرداته غير برلمان علي هذا النحو؟!
أندهش لدهشة الذين يدعون أنهم مفجوعون مما يدور في برلمان الغبرة، الذي انتهك اعضاؤه وحتي رئيسه أي هيبة لمجلسهم، وبات من الصعب اقناع الرأي العام بأنهم حقاً مؤهلون لمهمتي التشريع والرقابة، بينما يعجزون عن إنجاز لائحتهم أو السيطرة علي افعالهم!
بالذمة ألم يسأل د. عبد العال أو أحد النواب الافاضل نفسه: إلي أي مدي يخشي أي وزير من مواجهة استجواب ينتظره تحت القبة بعد كل ما دار؟ بالذمة كيف لأي فئة أن تراهن علي اصدار تشريع يخصها، مطمئنة إلي أنه سوف يأخذ حقه من النقاش ودقة الصياغة؟
أصدقكم القول : ليت الطعون المنظورة تقود إلي حل البرلمان لعل الله يبدلنا خيراً ممن جلسوا علي مقاعده، وشاخوا قبل الاوان، فأصبحوا فاقدي الصلاحية!