الكلمات تنطق بذاتها بأننا نواجه أصعب مرحلة في حياتنا والعقل يستجدي الجسم البشري بأن ينهض من غفوته فطريق الأمل طويل.

هل يمكن أن يعيش الإنسان برأسه دون جسده.. هذا الأمر ينطبق علي الدولة كيف تكون القيادة السياسية في واد من الطموحات والآمال من أجل صنع مستقبل زاهر تستحقه مصر بعدما غني الرؤساء السابقون بعام الرخاء الذي لم يأت حتي الآن.. وجسد الوطن المتمثل في السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية في واد آخر من الرعونة في اتخاذ القرارات المناسبة وتنفيذها بما يخفف من وطأة الحياة علي المواطن.
السلطة التنفيذية لا تري شيئا سوي تخفيض عجز الموازنة من جيوب المواطنين خاصة الطبقة المتوسطة التي اقتربت من التلاشي من علي الخريطة الاقتصادية والاجتماعية سواء بزيادة أسعار الخدمات أو زيادة الضرائب علي السلع التي تصب في النهاية علي كاهل المواطن كمشتر للسلعة.
السلطة التشريعية متمثلة في البرلمان.. نري مسرحا عبثيا منذ البدايات واختلافات حول وضع اللائحة التي هي أبسط الأمور للمجلس.. ناهيك عن المشادات والتهريج الذي يدور بين الأعضاء ورئيس المجلس مما استدعي إلي طرد بعض أعضائه.
وبرغم تنبيه القيادة السياسية في الخطاب بأن يشعر أعضاء البرلمان بالإنجاز الذي تم من تشكيله حيث لأول مرة تزيد نسبة مقاعد المرأة في المجلس ضاربة الأرقام القياسية العالمية ووجود نسبة كبيرة من الشباب لم تتم من قبل ولكن للأسف الجدل والحوارات العقيمة وتقاطع المصالح هي التي تسيطر علي المجلس بخلاف المطالبة بسلة بدلات مادية.
السلطة القضائية.. لها كل الاحترام ولكننا نعترف بأن هناك بطء وحتي الآن لم نر حكما نفذ منذ ثورة يناير علي من زرعوا الفساد أو الإرهاب.
أعود إلي أهم نقطة في الجسد وهي الأغلبية العظمي من الناس التي تتعرض لهذه الأخطاء من السلطات الثلاثة والتي يصاحبها إعلام التضخيم لكلمة ما أو جملة عارضة حيث يتم ترك الجوهر والمشكلات التي يتعرض لها الوطن ويمسك في الأمور الثانوية علي مواقع التواصل الاجتماعي مثل «رقم مصر كام الخاصة بكلمة.. صبح علي مصر» ورغم الفكاهة فقد حققت ملايين الجنيهات في ساعات قليلة من الرسائل وغيرها من كلمات «السجادة الحمراء»، «أبيع نفسي من أجل الوطن» حيث يتم تغيير المعني المقصود منها بتسطيحها وإخراجها من سياق الكلام والحدث الضخم.
مطلوب من الشعب الاصطفاف ككيان واحد يتواصل مع رأس السلطة السياسية التي قدمت حتي الآن إنجازات علي الأرض ملموسة سواء علي مستوي الطاقة بإقامة مجموعة المحطات بتكلفة ١٥٠ مليار جنيه أو إنشاء الطرق بتكلفة ٥٠ مليار جنيه وتسليم وحدات سكنية لمحدودي ومتوسطي الداخل والبقية تأتي حتي تصل إلي مليون وحدة سكنية. لقد عرض الرئيس هذه الإنجازات في رؤية مصر الاستراتيجية للتنمية المستدامة ٢٠٣٠ وقد تم تجهيز البنية التحتية من طرق وكباري وطاقة ومصنعين عائمين للغاز المسال الذي تحتاجه المصانع من أجل التنمية وشق الأرض الزراعية بباكورة الفرافرة من حصد المليون ونصف المليون للزراعة ولم يقف الأمر علي أزمة النهضة عند سؤال «من أين تأتي بالمياه» فالقيادة السياسية بدأت في إنشاء محطات تحلية مياه البحر واتباع أساليب حديثة للري تخفيضا لاستخدام المياه.
الأفكار البناءة والتنفيذ العملاق لا يسير من خلال عدد قليل من أبناء الوطن والبقية تتفرج فهل آن الأوان أن نستيقظ ونضع أيدينا مع القيادة السياسية من أجل دفع عجلة البناء من أجل البقاء انه خطاب بعلم الوصول فهل وصلت الرسالة إلي كل أب وأم وابن وابنة والأجهزة الحكومية؟