جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

هل يدركون العواقب إذا فشل مجلس الأمن؟!

جلال عارف

الأحد، 11 يوليه 2021 - 06:26 م

 

سوف يكون مؤسفاً أن يتهرب مجلس الأمن من مسئولياته، وألا يتصدى بفاعلية لأزمة سد النهضة بتبنى مشروع القرار الذي قدمته الشقيقة تونس لوقف الملء الثاني للسد، ولإعادة الحياة للمسار التفاوضي باشتراط مشاركة دولية فاعلة في التفاوض، وبتحديد ستة شهور للتوصل للاتفاق الملزم الذي يحفظ حقوق كل الأطراف وفقاً للقوانين الدولية.

سيكون الأمر مؤسفاً لأن تهرب مجلس الأمن من مسئولياته لا يعني إلا أن يستمر العبث الإثيوبي الذي يمثل خطراً وجودياً على حياة شعبي مصر والسودان، وهو ما يستدعي بالضرورة الرد الحاسم والمشروع الذي تتضمنه القوانين والمواثيق الدولية حين تتعرض لهذا التهديد الوجودي، وحين لا يكون هناك بديل إلا أن تتولى بنفسها حماية حقها الأصيل في الحياة. وهو ما وضعته مصر أمام مجلس الأمن بكل وضوح.

إن تهرب مجلس الأمن من واجباته لا يعفيه من المسئولية مطلقاً. ان الاختباء وراء ما جاء فى ميثاق الأمم المتحدة عن حل النزاعات بالتفاوض المباشر أو عن طريق المنظمات الإقليمية هو بنص الميثاق نفسه خطوة ابتدائية قبل عرض النزاع على مجلس الأمن صاحب الاختصاص الأصيل. وقد فاوضت مصر والسودان الطرف الإثيوبى لمدة عشر سنوات بلا نتيجة، وتعاونت لأقصى حد مع الاتحاد الأفريقى لكن إثيوبيا أفشلت كل المحاولات، وأوصلت الأزمة إلى طريق مسدود.

لقد وضعنا قضيتنا أمام العالم بكل وضوح، ووضعنا المجتمع الدولى أمام مسئولياته، وقلنا بكل حسم إن كافة الخيارات متاحة لحماية حقوقنا المائية. لقد بذلنا كل الجهد من أجل تفادى الصدام والوصول إلى الاتفاق الذى يضمن حقوق كل الأطراف ويفتح المجال للتعاون المثمر بينها لخير الشعوب التى تتشارك النيل والحاضر والمستقبل.

ولا شك أننا سنكون بعد معركة مجلس الأمن أمام مرحلة جديدة وحسابات مختلفة. ستكون هناك بالقطع مراجعة دقيقة لمواقف الدول من صراعنا الوجودى. ولن ينتظر من دعموا العدوان الإثيوبى كثيرا ليدركوا أنهم أكبر الخاسرين!!.

لقد أشهدنا العالم على عدالة قضيتنا، وعرفنا مواقف الأصدقاء والأعداء، وبقيت الحقيقة الأساسية: لدينا الحق، ولدينا ما نحمى به حقوقنا رغم كل التحديات، وحتى لو وضع «الكبار» مجلس الأمن خارج الخدمة!!.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة