محمد صلاح
محمد صلاح


هيام

حسابات الداخل الإثيوبي

الأخبار

الأحد، 11 يوليه 2021 - 06:32 م

بقلم/ محمد صلاح

الاثنين الماضي تلقت مصر إخطارا رسميا من اثيوبيا يفيد بأنها بدأت الملء الثاني لسد النهضة ، أعلنت مصر رفضها التام لهذا الإجراء، وخاصة أن مصر حرصت طوال السنوات الماضية على الوصول الى اتفاق يحفظ حقوق الدول الثلاثة فى الحصول على مياه النيل.

بنظرة سريعة إلى الداخل الاثيوبى الذى يعيش حالة من عدم الاستقرار، صراع مشتعل فى اقليم التيجراى وحملات من التطهير العرقى والتى تصنف كجرائم حرب، انتخابات تم تأجيلها عدة مرات وما سبقها وصاحبها من حملات اعتقال واسعة ، وانسحابات من الدخول فى العملية الانتخابية بل واعتراض رئيسة البرلمان احتجاجاً على تجاوزات فادحة أثناء الانتخابات .

النزاعات داخل الاقاليم مثل الأمهرة وبنى شنقول، والنزاع الحدودي للسيطرة على الأراضي السودانية التي استعادتها السودان من أيدي ميلشيا الأمهرة، والصراع في إقليم عفار الذي شهد أول عملية عنف تزامنت مع الإعلان عن الانتخابات، وأخيراً شعوب الجنوب التي تسعى للانفصال نتيجة معاناتها من التهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .

منذ ايام غرد رئيس الوزراء الاثيوبى بدعوة المواطنين الاثيوبيين إلى دعم جهود الملء الثانى لخزان السد ، مدعياً ان هذا يعد دفاعا عن سيادة البلاد وسيساعد فى المزيد من التنمية . يريد توحيد الجبهة الداخلية بعد سياسته التى أدت إلى تصدع جدار المواطنة لدى الشعب الاثيوبى وجعله فى صراع عرقى وعدم استقرار سياسى وتزايد الدعوات الانفصالية ، بتوجيه الرأى العام داخل اثيوبيا بأن السد هو الحياة وأنه يعانى من اضطهاد دولى حتى لا يتمكن من رفع مستوى معيشة المواطن الذى يعيش فى تدهور تام للأوضاع الإنسانية ، مدعيا أن السد هو الحل السحرى لنهوض اثيوبيا وتقدمها فى كل المجالات .

يوم الخميس الماضى كانت جلسة مجلس الامن الذى ناقش فيها تداعيات السد ، حيث جاءت هذه الخطوة بعد سنوات من المفاوضات دون أى تقدم ، وعلى الرغم من أننى لا أعول على اتخاذ أى إجراء من قبل مجلس الأمن ، ولكننى أرحب بهذه الخطوة المهمة كى نضع المجتمع الدولى أمام حجم المشكلة الحقيقى ، والتأكيد على أن كل الخيارات متاحة ، وأننا قادرون على حماية أمننا ، لكننا حريصون على السلم ، ومن أجل الحفاظ على حقوقنا نطرق كل الأبواب الممكنة بالرغم من قدراتنا التى يعرفها العدو قبل الصديق. 
وكما قال الرئيس : نحن نتعامل بشرف في زمن عز فيه شرف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة