بلاد يانغ كه التى رآها فى حبة الرمان
بلاد يانغ كه التى رآها فى حبة الرمان
الإثنين، 12 يوليه 2021 - 11:24 ص
اتكاد تكون كل قصيدة أشبه بزهرة نادرة الوجود وعطرها باق لا يزول أو ينمحى عبر السنين.. ويكاد يكون الديوان أشبه ببستان من الزهور. هكذا وصفت المترجمة عن الصينية ميرا أحمد ديوان ارأيت بلادى فى حبة الرمانب للشاعر ايانغ كهب رئيس لجنة الشعر وأحد أهم شعراء الجنوب فى الصين، الصادر عن دار غراب للنشر والتوزيع، متضمنًا أكثر من أربعين قصيدةً نظمها ايانغ كهب خلال مسيرته الإبداعية الطويلة، فيضم قصائد منذ الثمانينيات والتسعينيات، حتى العام الماضى، تعددت موضوعاتها واختلف الدافع وراء نظمها، لكنها فى النهاية اجتمعت على شىء واحد فقط، وهو الإبداع الشعرى والثراء الأدبى الكبير.
يتسم أسلوب اكهب بالبساطة والتعقيد فى آن، وتستشعر بالعاطفة المستترة خلف كلماته الهادئة التى تخلو من الضجيج المفتعل، وتعبِّر كتاباته الشعرية عن أصدق وأعمق تفاصيل الحياة. بينما تتسم لغته الشعرية بالسلاسة وعدم الغموض أو التعقيد، فلا تجده على سبيل المثال يتشدق بالألفاظ، بل تجد الألفاظ تنساب مثل نهر دافق، وهذا يجعل قصائده مفعمة بالمشاعر وتتجلى بها الروح بدرجة عالية، فهو لا يعتمد على اللغة المجردة لإضفاء الروح وتحقيق الغاية المثالية من الشعر، بل على استكشاف كل شىء، حتى استكشاف اللغة ذاتها.
يسعى ايانغ كهب وراء القيم الروحية وسط العالم المادى المكبل بالأغلال، ويرى أن السعى وراء القيم الروحية أهم من أية شىء آخر، فيأخذك فى رحلة عبر العالم تحلق معه عاليًا على حدود السماوات وفجأة تهبط إلى أرض الواقع وتجوب معه واحات خضراء ودروب من ثلج ونار، تسبح فوق غيمات فضية وتسبح فى بحور فيروزية. لا ينظر للأشياء كما ننظر لها نحن؛ بل يمتلك عينين ثاقبتين تخترق الأشياء لتفض أسرارها.
يشغل ايانغ كهب الآن منصب رئيس لجنة الشعر الصينى، وعضو فى هيئة رئاسة اتحاد الكتاب الصينيين، ونائب رئيس اتحاد كتاب قوانغدونغ، ومدير مركز الكتابة الإبداعية فى جامعة قوانغدونغ، ورئيس تحرير مجلة االأعمال الأدبية، وباحث فى معهد بحوث الشعر فى جامعة بكين، وغيرها من المناصب الأخرى. وقد حصل على العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة، منها لوشون الأدبية فى دورتها الثامنة فى قوانغتشو، كامبريدج شو تشى للشعر، الشاعر المتميز عن مؤسسة حقوق النشر الرومانية، وجائزة الكتاب الشباب فى دورتها الثانية فى قوانغشى، وغيرها من الجوائز الأدبية الرفيعة الأخرى.
تناولت العديد من قصائده وصف مدينة قوانغتشو والثقافة والحضارة والتغيرات التاريخية، ولم يتوقف منذ البداية عن سبر أغوار نفسه وعالمه الداخلى فى الكتابة الشعرية. وتظهر دائمًا فى كتاباته المعالم الجغرافية لمدينة قوانغتشو وتحمل كل كلمة وكل حرف النكهة الكانتونية المميزة.