وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


شد وجذب

شهر من المتعة الكروية.. يارب نتعلم

وليد عبدالعزيز

الإثنين، 12 يوليه 2021 - 05:57 م

انتهت بطولة اليورو الأوروبية ونجحت إيطاليا فى انتزاع اللقب من فم الأسد الإنجليزى.. بعيدا عن أن البطولة كانت بمثابة لوحة فنية كروية فإن هناك دروسا يجب أن نتعلمها لكى نرتقى بمستوى اللعبة عربيا وأفريقيا..

يجب أن نتعلم أصول التحكيم واللعب النظيف واحترام جهد الفريق حتى لو تعرض للخسارة.. الدرس الأهم من هذه البطولة هو أن كرة القدم أصبحت لعبة الفريق بأكمله وليست لعبة النجم الأوحد..إيطاليا التى انتزعت الكأس لاتملك نجما مثل ميسى أو نيمار ولكنها تمتلك فريقا متكاملا منظما يتحرك ككتلة واحدة فى الدفاع والهجوم.. والأهم أنه فريق لديه إرادة ورغبة فى النصر ولذلك نجح فى الفوز على أكبر فرق القارة العجوز..ما لفت نظر العالم أجمع هو حضور الجماهير فى المدرجات بأعداد كبيرة رغم أن الدول المستضيفة للمباريات كانت وما زالت تعانى من آثار جائحة كورونا بل إن إيطاليا حاملة اللقب وانجلترا التى فازت بلقب الوصيف كان لديهما كارثة فى أعداد الإصابات والوفيات بسبب الجائحة..

قد يكون التطعيم هو إحدى أدوات محاربة الوباء ولذلك فإن هذه الدول نجحت فى تطعيم العدد الأكبر من المواطنين ولذلك رأينا الحياة تعود إلى الملاعب كما كانت قبل كورونا.. تمتعنا جميعا بمشاهدة أعرق الفرق الكروية فى القارة العجوز..شاهدنا سقوط ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا..وشاهدنا تطور مستوى الكرة فى الدنمارك وأوكرانيا.. والمؤسف أننا ومنذ عشرات السنين ونحن نشاهد هده البطولات ونستمتع ونعد بأننا سنصلح أحوال الكرة فى بلادنا لنصل إلى جزء من هذا المستوى فى التنظيم والتحكيم واللعب ولكن يبدو أننا نتفاعل مع هذه المعطيات أثناء البطولة وبعدها نعود إلى وضعنا الطبيعى كدول لا تمتلك رؤية لتطوير اللعبة ومازال الدورى المحلى الفاشل هو المتصدر للمشهد..

لو كنا نرغب فى الارتقاء بمستوى الرياضة بصفة عامة وكرة القدم تحديدا علينا أن ندير اللعبة فى مصر بالعدل والمساواة.. لا يجوز أن يكون الشغل الشاغل هو فريق واحد يجب أن يتلقى الاهتمام الإعلامى وأن يفوز بجميع المباريات.. الرياضة أساسها الانضباط ومن حق كل الفرق أن تتمتع بنفس القدر من الشفافية بعيدا عن المجاملات..مشهد جمهور الكرة الإنجليزى والمصنف عالميا أنه من أعنف جماهير كرة القدم  يشرح الصدور عندما وقف لتحية فريقه رغم الخسارة لأنه يعرف أن كل لاعب أدى ما عليه فى المبارة وأن المباراة يجب أن تنتهى بفائز ومهزوم.. هذه أخلاق الجماهير وأخلاق اللاعبين أيضا..لم نشاهد منظر الكر والفر بين اللاعبين ولم نشاهد التنمر على أحد..

الشعوب الراقية تشارك فى صنع الأحداث ونجاحها.. ونحن فى مصر بلد الحضارة علينا ان نعيد النظر كليا فى منظومة كرة القدم وإدارتها بعيدا عن المجاملات والأهلى والزمالك وإلا سنظل شعبا ينتظر بطولة أوروبا وكأس العالم كل أربع سنوات لنحصل على جرعة كروية متطورة ونكتفى بأن نسارع للاشتراك فى قناة بى إن اسبورت لنشاهد كرة القدم الحقيقية بعيدا عن  العك الكروى الذى نشاهده فى ملاعبنا.. وفى النهاية نتعرض للخداع لأنهم يحاولون ان يقنعونا بأن هذا دورى كرة قدم وأن من يلعبون فى المسابقة من أحرف وافضل اللاعبين..مبروك إيطاليا بطلة أوروبا لأنها عرفت جيدا الطريق إلى الفوز بالبطولة  من بين أساطير كرة القدم فى العالم.. دعونا نبدأ الإصلاح ونعيد الانتخابات للاتحادات والأندية لتفرز إدارات شرعية قد يكون لديها القدرة على إحداث الفارق والانطلاق نحو الإصلاح.. وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة