آمال المغربي
آمال المغربي


من ينقذ الجوعى فى مناطق الحروب؟

آمال المغربي

الإثنين، 12 يوليه 2021 - 06:23 م

تأثر الكثيرون مؤخرا فى العالم بصورة طفلتين سوريتين تركهما والدهما أمام مستشفى فى العاصمة السورية دمشق، مع ورقة كُتب عليها أن الطفلتين جائعتان، وأنه يطلب السماح لعدم قدرته على إطعامهما.

المشهد بكل تفاصيل قسوته هو واحد من مشاهد عدة طالما حذرت منها منظمات الإغاثة العالمية كإحدى تبعات الحروب والصراع التى تدور رحاها فى المنطقة منذ عقد كامل.

آخر هذه التحذيرات جاء فى تقرير أصدرته مؤخرا منظمة أوكسفام الخيرية حول الظروف المعيشية فى مناطق الصراع، والذى قدر أن 11 شخصا يموتون كل دقيقة بسبب الجوع وسوء التغذية. وأن عدد الأشخاص الذين يعانون من ظروف تشبه المجاعة زاد بأكثر من نصف مليون شخص منذ بداية جائحة كورونا، وإن نحو 9% من سكان العالم ينامون جوعى كل ليلة.

من ناحيته قال برنامج الغذاء العالمى إن 155 مليون شخص حول العالم يعيش فى انعدام الأمن الغذائى، فى زيادة عن العام الماضى بمقدار عشرين مليون شخص، وأرجع التقرير الزيادة فى أعداد المتضررين من الجوع وسوء التغذية بثلاثة عوامل، هى الحرب وجائحة كورونا والتغير المناخى، الذى أدى لحالة من الاضطراب فى إنتاج الأغذية أدت لارتفاع أسعارها بمقدار 40%. وأن المجاعة أصبحت بالفعل على أعتاب ملايين الأسر فى 20 دولة. 

ويعيش أكثر من نصف اليمنيين فى ظروف بائسة، إذ يقدر برنامج الأغذية العالمى أن أكثر من 16 مليون يمنى يعانون انعدام الأمن الغذائى. وأن 20 مليون شخص منهم يواجهون الجوع فى غياب المساعدات الإنسانية. كما يقدر البرنامج أن 13 مليون سورى يعانون من انعدام الأمن الغذائى.

و يلقى التقرير باللوم على الأطراف المتحاربة فى الصراعات المختلفة، لاستخدامها التجويع كسلاح حرب، من خلال حرمان المدنيين من الغذاء والماء وإعاقة المساعدات الإنسانية.

ورصد تقرير أوكسفام 25 دولة من مناطق الصراع حول العالم، ثبت تأثر 20 منها بتبعات للحرب وكورونا والتغيرات المناخية فى آن واحد. وذكرت المنظمة الإنسانية فى تقريرها، أن الصراع المستمر، بالإضافة إلى الاضطرابات الاقتصادية للوباء وأزمة تغير المناخ المتصاعدة، إلى انتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائى بشكل كارثى فى بؤر الجوع الساخنة فى العالم، وإلى ظهور بؤر جوع جديدة.. تتصدر جمهورية الكونغو الديمقراطية وأفغانستان واليمن وجنوب السودان دول العالم من حيث العدد المقدر للمواطنين الذين يواجهون الجوع الشديد.. ورغم أن التقرير ينصح المجتمع الدولى ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بتقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية طارئة لمناطق الجوع والصراعات الساخنة. 

ودعم حملة التطعيم العالمية ضد فيروس كورونا واتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة تغير المناخ إلا أنها ترى أنه لا يمكن وضع نهاية للجوع ما لم يتم اتخاذ إجراءات جماعية صارمة لعلاج الأسباب الكامنة للظلم الذى يغذى الجوع!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة