محمود فرج
التقـوى سـفينة النجـاة
الثلاثاء، 13 يوليه 2021 - 11:39 ص
كتب :محمود فرج
فلشدة الحاجة إلى التقوى ولعظم شأنها، ولكون كل واحد منا، بل كل واحد من المسلمين فى أشد الحاجة إلى التقوى والاستقامة عليها، رأيت أن أكتب فيها كلمة موجزة عسى الله أن ينفع بها المسلمين كل من تدبر موارد التقوى فى كتاب الله عز وجل وفى سنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، علم أنها سبب كل خير فى الدنيا والآخرة.أقول وبالله التوفيق، أن التقوى فى الدين الإسلامى سفينة النجاة يوم القيامة وهى التزام طاعة الله وطاعة رسوله، وهى اتباع نهج النبى محمد وسيرته بالتزام ما فرضه الله واجتناب ما حرم، وجاء فى القرآن: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ ويقول الرسول: (إن أولى الناس يلتقون بى يوم القيامة هم المتقون من كانوا وحيث كانوا)
التقوى واجب دينى عند المسلمين وقد دلت نصوص كثيرة من القرآن وسنة النبى محمد وكلام علماء المسلمين المتأخرين والمتقدمين على اختلاف مذاهبهم على ذلك وتوصف بأنها أوجب الواجبات ففى القرآن يخبر الله تعالى أنه وصى الأولين والآخرين، أهل الكتب السابقة واللاحقة بالتقوى بقوله تعالى (وَللّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ.)
سأل عمر بن الخطاب أبى بن كعب عن التقوى فقال: هل أخذت يوماً طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم. قال: فما عملت فيه؟ قال: تشمَّرت وحذرت. قال: فذاك التقوى.
أخذ ابن المعتز هذه المعانى فصاغها بقوله:
خل الذنوب صغيرها و كبيرها فهو التقى،
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
لذا قد يراك بعض الناس تقياً ورعاً مخلصاً وانت عند الله ليس كذلك، والعكس قد يراك البعض الآخر عكس ذلك تماماً وتكون عند الله من الأتقياء ، لذا دعك من الناس ومن كلامهم ومن نظراتهم فليكن هدفك كيف ترضى الله عز وجل فالله سبحانه لو رضى عنك أرضى عنك كل شيء ولو سخط عليك اسخط عليك كل شيء .
لذا قال طلق بن حبيب رحمه الله: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
ومن مميزات التقوى: توسيع الرزق وفتح مزيد من الخيرات : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ...(.