الوسطية والاعتدال أهم تعاليم الإسلام
ضيوف الأزهر بجمعية سفراء الهداية: كل مسلمى الهند يحملون الحب والتقدير للأزهر ومصر الكنانة
الثلاثاء، 13 يوليه 2021 - 01:00 م
لم يكن الأزهر الشريف طوال مسيرته التى زادت على الألف عام، مجرد جامع، تقام فيه الصلوات، بل إنه يعد من أقدم جامعات العالم، ولتأكيد أهمية الدور الذى لعبه، فإن البعض قال إن للمسلمين قبلتين، قبلة دينية، وأخرى علمية، أما الدينية فيقصدون بها زالمسجد الحرامس فى مكة المكرمة، ويعنون بالعلمية الأزهر الشريف فى القاهرة، حيث كانت أروقة الأزهر داعما أكبر فى انفتاح الأزهر على العالم الإسلامى، فكان يفد إليها الدارسون من آسيا وإفريقيا وأوروبا، ويدرسون فيه بالمجان، ويوفر لهم السكن والجراية، ويمنحون فوق ذلك راتبا شهريا، ولم تأخذ هذه الأروقة بنظام طبقى أو عنصرى.
وإلى يومنا هذا يحرص الأزهر على حسن ضيافة الطلاب الوافدين، وتزويدهم بعلوم الإسلام الوسطية لكى يعودوا إلى بلادهم سفراء هداية، كما تلعب مؤسسات المجتمع المدنى داخل مصر دورا مهما فى دعم هؤلاء الطلاب وتقديم الدعم اللازم لهم من توفير أماكن للإقامة، وإعانات شهرية وغيرها من الاحتياجات اللازمة خلال مسيرتهم العلمية، وتعد جمعية سفراء الهداية واحدة من هذه الكيانات الكبيرة التى تمد يد العون للطلاب الوافدين وتقدم لهم العديد من البرامج والأنشطة التى تسهم فى تقدمهم العلمى والدراسى إلى جانب توفير أماكن للإقامة والدعم المادى اللازم.
اللواء الإسلامى كان لها هذه اللقاءات مع عدد من طلاب جامعة الأزهر والمقيمين بسفراء الهداية.
أكد رياض الدين بن رفيع الدين، أنه يشعر بالفخر كونه واحدا من طلاب الأزهر الشريف، ومقيم بجمعية سفراء الهداية التى تقدم له الكثير من الدعم فى سبيل مواصلة رحلته العلمية، حتى يعود إلى بلده حاملا شهادة الأزهر التى يعتز بها كل هندى مسلم فى بلاده.
مسئولية العلماء
وأشار إلى أن الإنسان مطالب ببذل ما أكرمه الله به من حياة وأوقات وأموال فيما يرضيه سبحانه وتعالى لنشر تعاليم الدين الإسلامى السامية وفى طريق الحصول على الخير والبر والتقوى، لافتا إلى أن مسئولية العلماء تزداد أضعافا تجاه إصلاح المجتمع، فهم ورثة الأنبياء والرسل للناس، موضحا أن المجتمع المسلم لا يحتاج إلى بيان ما ابتلى به من فساد خلقى وخلافات فرعية ومشاكل متنوعة، ومن ثم فلا بد من إصلاح المجتمع فى ضوء ما جاء به الكتاب السنة، وأن نقوم بنشر الوسطية السمحة النقية البيضاء فيما بين الناس بأسلوب الحكمة البالغة والموعظة الحسنة، مستشهدا بقوله تعالى: اادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن.
الوسطية والإعتدال
وأكد أن الأمة الإسلامية الآن فى أمس الحاجة للتمسك بالوسطية والاعتدال فى كل مجال من مجالات الحياة، وهذا ما يميز الإسلام عن الديانات الأخرى، ولا سيما فى ضرورة أن تتخذ كل المنظمات والحركات الدينية فى العالم بأثره من هذا المنهج المعتدل أسلوب دعوة سمحة وسبيل لأن تجتمع الأمة على صف واحد لإعلاء كلمة الدين، مستشهدا بمنهج الأزهر الشريف فى أنه المؤسسة العلمية والتعليمية والمرجع الدينى الوحيد فى العالم الذى يرسخ فكر الوسطية والبعد عن التفريط أو الغلو فاتحا أبوابه لكل طالبى هذا العلم الوسطى.
حسن الضيافة
من جانبه قال على جابر أنه مدين بالشكر لمؤسسة الأزهر العريقة التى أحسنت ضيافته وقدمت له كل الدعم اللازم لاستكمال مسيرته العلمية، حتى يعود إلى وطنه سفيرا للأزهر فى نشر الإسلام الوسطى المعتدل، وأكد أن مسلمى الهند يكنون للأزهر كل الحب والتقدير، لذلك يحرصون أشد الحرص على إرسال أبنائهم إلى مصر للتزود بعلوم الأزهر، لأنهم أدركوا منذ البداية أن التعاليم الإسلامية هى التى تستطيع أن تطهر المجتمع من فساده الثقافى والإنسانى والأخلاقى فى السلوك والمعاملات، لأنها تعاليم تلائم الطبيعة البشرية وتتفق مع الفطرة السليمة والعقل الرشيد والمنطق السديد، وتنبثق من مبادئ وأصول الدين الإسلامى الحنيف الغنى بقيم التسامح والتعاون والتواصل الثقافى، والقيم الإنسانية والخلق العظيم والسلوك الرفيع، لافتا إلى أن العلماء المخلصين الربانيين هم الذين قاموا بإسهامات كبيرة فى إصلاح المجتمع وبذلوا جهودهم المكثفة والمساعى الجبارة فى إصلاح الفرد والمجتمع، وهم الذين ما زالوا يوجهون الأمة إلى خيرها وصلاحها فى شتى نواحى الحياة من شئون وقضايا تتعلق بالدين والدنيا.
إصلاح المجتمعات
وأكد أن المسئولية هنا تعود إلى كواهل العلماء فى أن يقوموا بدورهم المطلوب تجاه إصلاح المجتمع، وإزالة المنكرات والفساد الخلقى والأمراض الروحية من المجتمع ونشر التعاليم الإسلامية ليكون المجتمع المسلم نموذجًا حيًّا للبشرية جمعاء.
قلعة الإسلام
فيما قال نوشاد منير، إن الأزهر الشريف هو قلعة الإسلام والمسلمين فى العالم، لأنه يستمد قيمته العليا ومكانته المتميزة من العقيدة الصحيحة التى يدين بها وينشرها ويعلمها للأجيال فى داخل مصر وخارجها، وهى عقيدة أهل السنة والجماعة، التى تحض على الوحدة والتآلف والتآزر والتعاون، وتنهى عن الشقاق والخلاف والصراع.
وأكد أن للأزهر الشريف دورا فعالا فى تعزيز الأخوة الإنسانية الحقيقية، وفى تقوية التعاون العلمى والفكرى والثقافى بين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، وفى نشر حقائق الدين والرد على أباطيل دعاة التفرقة الذين يتاجرون باسم الدين، خصوصا فى هذه المرحلة التى ينشط فيها تجار المشروعات الطائفية المقيتة، التى تضعف مناعة الأمة وقدرتها على المواجهة، وتمزق وحدتها.
وأضاف أن من أول الواجبات على علماء الأزهر، نشر رسالة الأزهر الشريف وتدعيم جهوده ومساندة رسالته السمحة ليبقى دائما حصنا منيعا من حصون الأمة الإسلامية.
رسالة الأزهر
وتابع أنه يشعر بالفخر كونه واحدا من أبناء الأزهر، ويحرص أشد الحرص على الاستفادة من علمائه الأجلاء الذى يكن لهم كل الحب والتقدير هو وأبناء جاليته.
وتقدم بالشكر والتقدير لجمعية سفراء الهداية التى أحضنته منذ قدومه إلى مصر للالتحاق بالأزهر، وتقدم له كل الدعم الذى يحتاج إليه فى رحلته العلمية داخل مصر، سائلا المولى عز وجل أن يجزى القائمين عليها خير الجزاء.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة