ستقولون إني رجل ضعيف القلب ساقول لكم وهل يري الحق والحقيقة أكثر من ضعاف القلب الذين يمسون ويصبحون علي ثقة في عدل الله ورحمته

لم أتعود أن أطلب شيئا من الرئيس خشية أن لايجد طلبي صدي أو استجابة لكني بحق ضاقت عليّ الأرض بما رحبت بسبب لا علاقة له بي شخصيا فأنا لا أعرف هذا الشاب الصغير الذي غادر مرحلة الطفولة منذ عدة أشهر بعد أن تم حبسه احتياطيا لأكثر من عامين بلا تهمة يحاسب عليها واستمر الحبس بعد مرور العامين المقررين بالقانون الظالم. انتهي الأمر إلي البداية فلم تجد النيابة العادية في وضعه ما يجعلها تأخذ قرارا من أي نوع فأحالته إلي نيابة أمن الدولة لتبدأ القضية من جديد في أمر واتهام لم يعرفه أحد وإذا ظهر أي اتهام فسيكون السؤال : كيف لم يظهر هذا الاتهام طوال العامين الماضيين ؟ ما يجعلني أكتب هو ما رأيته من تجاوزات في التحريات عن متهم بالقتل والهجوم علي ممتلكات الدولة اتضح أنه طفل في الرابعة من العمر وكان في الثانية من العمر حين جرت الحادثة التي صارت قضية. ذكرني وضع هذا الطفل بوضع محمود محمد الذي قبض عليه بسبب تي شيرت مكتوب عليه وطن بلا تعذيب. لم توجه لمحمود أي تهمة طوال السنتين لكن كان يتم تجديد حبسه دائما حتي بعد أن انتهت السنتان كما قلت. خلال السنتين لم تنقل مصلحة السجون محمود محمد إلي المحكمة ثلاثين مرة وفي كل مرة يجدد الحبس دون لوم لمصلحة السجون من القاضي ربما لأنه لايري قضية أمامه !. سؤال قفز إلي ذهني وهو مامعني حبس الأطفال ؟ بعيدا عن القانون وعن أي شي وأي تبرير أو هجوم مامعني وطن يعيش علي كل هذا الإثم. مامعني وطن يعيش فوق خطيئة كبري مثل هذه؟ .. كلامي هنا قد ينظر إليه أنه كلام أدباء ويسعدني ذلك لأني كأديب أعرف أن أمما بادت وزالت بسبب قيامها فوق خطايا في حق البشر. أمم بادت وزالت بسبب غضب الآلهة عليها ممثلة في سلطتها الأعلي بسبب هذه الخطايا. في الأساطير يا سيادة الرئيس لم يكن الحاكم يعرف بالخطيئة إلا بعد وقوع الكارثة فالآلهة في عصر تعدد الآلهة كانت لا تسامح وطنا يقوم علي خطيئة فمابالكم بالله الواحد الأحد الذي لا يأتيه الشك من أي جانب والذي ندين له بالطاعة. ستقولون إني رجل ضعيف القلب ساقول لكم وهل يري الحق والحقيقة أكثر من ضعاف القلب الذين يمسون ويصبحون علي ثقة في عدل الله ورحمته. ياسيادة الرئيس لن أطلب منك محاكمة أي مخطئ في حق محمود محمد ولا في حق الطفل الصغير أحمد منصور لأني لا أريد أن أشغل نفسي بالنقاش عن أسباب الخطأ والصواب. لقد تم اكتشاف خطأ التحريات عن الطفل أحمد منصور ذي الأربع سنوات ومحمود محمد لم تتوقف الكتابة عنه منذ عامين وصار موضوعا في الصحافة العالمية وجمعيات حقوق الانسان العالمية خارج مصر والإصرار هنا علي حبس محمود محمد كأنه موجه إلي كل المعترضين. ياسيادة الرئيس السلطة التي تقول إنها لا تخطئ أبدا ترتكب كل الأخطاء وتمشي في طريق نهايته لا تبشر بالخير أبدا لا لها ولا للوطن الذي تتغني بحبه. ياسيادة الرئيس لن يكلفك الأمر غير ساعة لتعرف قصة محمود محمد وإذا كنت لا تتدخل في أعمال القضاء فليس هنا أي أعمال للقضاء فمحمود محمد محبوس علي ذمة الحبس نفسه!! احتاروا في تدبير تهمة له عامين وبدأت الحيرة الجديدة ليقضي عامين آخرين. ياسيادة الرئيس محمود محمد تعلم الرسم وصارت رسوماته قطعا فنية جميلة معبأة بالروح الحلوة وحب الحياة لكنه أيضا بدأ يعاني من تآكل العظام في قدمه. محمود محمد يمارس الفن ليحيا وجسده يخونه بسبب سجنه المؤلم والدولة سعيدة بالانتقام منه بلا سبب.