ماذا جري في مصر ؟ لماذا يستمتع الكثيرون باشهار السكاكين، بسبب او بدون سبب ؟ هل طغت علي المجتمع ثقافة «الدواعش « التي يختلط فيها كل شئ بالدماء ؟ هل اصبحنا نروي ظمأ الحرية،بعبوات الكراهية والمكائد والذبح المعنوي ؟ هل هذه قيم الثورة النبيلة التي رفضت استمرار عهود القهر والاستبداد ؟! أم انها ثقافة الفوضي التي تلي الثورات كما يري بعض الخبراء.
لقد انتقدت في مقال سابق، الهجوم الضاري علي الاعلامية ريهام سعيد، بعد ماحدث في برنامجها بشأن فتاة مول الحرية بمصر الجديدة. وقلت وقتها ان ريهام ارتكبت خطأ مهنيا، لم تبادر بالاعتذار عنه، لكن ذلك لايستوجب سبها - بأقبح الألفاظ - علي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ان القضية انتقلت إلي القضاء للفصل فيها. نفس الامر يتكرر حاليا مع اختلاف التوصيف والوقائع طبعا، مع الاعلامي خيري رمضان،بسبب قول مغلوط علي لسان احد الأشخاص في برنامجه منذ شهرين، وقام البعض باستدعاء ذلك القول الآن لغرض في نفسه. ورغم ذلك بادر خيري رمضان الذي اعتبره شخصيا من اكثر الاعلاميين موضوعية، سواء في طرح المشاكل او انتقاء الألفاظ،بادر بالاعتذار عشرات المرات خلال الحلقة الاخيرة من برنامجه، حتي كدت أراه يقبل رؤوس رجال ونساء مصر. وهذه شيم النبلاء. لم أسمع من الزميل المحترم، ولو مرة واحدة منذ ظهوره علي شاشة التليفزيون، لفظا قبيحا حتي لو كان الموضوع المطروح للنقاش، يحتمل ذلك. مايزيد الأمر غرابة، مشاركة كل من هب ودب في الزفة الدامية، ما يعكس عكرا مقززا في النفوس. الثورة النقية، بريئة من سلوكيات الدواعش،ومااكثرهم في أنحاء مصر حاليا