ياسين العيوطي
ياسين العيوطي


خبير دولي: السيسي جنّب البلاد ويلات حرب أهلية فترة الإخوان

منال بركات

الثلاثاء، 13 يوليه 2021 - 07:35 م

 

- العيوطي: ترامب عنصري وبايدن أعاد أمريكا للعالم 

- قانون التظاهر في أمريكا أشد صرامة من مصر 

 

يقول الإمام الشافعي في أبيات عن القضاء والقدر. قدر الله واقع حيث يقضى وُروده، قد مضى فيك حكمه وانقضى ما يُريده، وأخو الحرص حرصه ليس مما يُزيده، فأرادَ ما يكون إذ لم يكن ما تُريده.


ياسين العيوطي، أستاذ التاريخ واللغة الإنجليزية السابق، في مصر، والخبير الدولي وأستاذ القانون الحالي بنيويورك. خاض قصة طويلة من تصاريف القدر وكان حليفه دائما التوفيق والنجاح، لم يخطط للترك مصر وهو في مطلع شبابه، إنما ساقت إليه الأقدار على طبق من الجهد والعرق، وقبلها الموهبة منحة إلي الولايات المتحدة الأمريكية، ليتبدل مجرى حياته كلها من مدرس للتاريخ إلي أستاذ للقانون ومستشار دولي بالأمم المتحدة، ويصبح ابن الشرقية مع الأيام مواطنا أمريكيا يحمل بين جنباته الشوق للريف المصري ويكد ويجتهد على الطريقة الغربية.

في منزله الكائن في منهاتن بنيويورك، والذي تحول إلى مكتبة كبيرة، يقبع في طرف المكان بيانو أبيض مع العديد من الشهادات والصور والذكريات. له ست مؤلفات، ولديه العديد من الآراء في القضايا السياسية والدولية، تحدث عن ترامب والعنصرية، وسد النهضة وأهل الحبشة، والإخوان وعام الجفاف الذي عاشه المصريين في قبضتهم إلى أن تصدي لهم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكان لـبوابة أخبار اليوم هذا الحوار. 

س: في البداية ما شكل الأجواء التي ساهمت في مجيئك من القاهرة إلى الولايات المتحدة؟

ج: كنت أدرس التاريخ للطلبة بطريقة التمثيل والغناء، وفي تلك الآونة كان يحضر الحفلات المدرسية سفراء الدول، وأبدى السفير الأمريكي إعجابه بالفكرة، مؤكدا على أنها لا تطبق في الولايات المتحدة، ووفر لي بعثة "فولبرايت" للتبادل الثقافي التى وتهدف إلى تحسين العلاقات بين الثقافات مدة عام. وحضرت إلى أمريكا ومعي 58 دولار فقط، وعملت كل الإشغال لتوفير مصاريفي، وقررت الدراسة لتطوير ذاتي.

س: من طالب بعثة "فولبرايت" إلى موظف دولي في الأمم المتحدة، ما الوسيلة التي اتبعتها لتحويل مسارك المهني؟

ج: كان من حق الحكومة المصرية تعين متمرنين بالأمم المتحدة، وسعيت للحصول على تلك الوظيفة، لأني أملك موهبة الكتابة والتأليف، طلبت إلحاقي بالقسم الإعلامي العربي في الإذاعة والتليفزيون، وبدأت العمل 1954 وقدمت أول عمل بعنوان معتقدات وخرافات وكان لها رواجاً كبيراً، واستمر عطائي حتى 1986 بعد أن طلبت تقاعد مبكر، ولكنهم اختاروني فيما بعد لأكون خبيراً بالأمم المتحدة ومترجم لوثائق مجلس الأمن.

س: ولماذا سعيت للتقاعد ومازال لديك عطاء في مجالك؟

ج: على المرء أن يتدبر خطواته، قبل تقاعدي كنت مستشاراً لمجلة "فوربس" والمتخصصة في الشئون الاقتصادية ورجال الأعمال، وكنت حاصل أيضا على دكتوراه في العلوم السياسية والقانونية، وكان لدي طموح أن أمارس مهنة المحاماة في الولايات المتحدة. وسعيت للأمر، والتحقت بكلية نيويورك للقانون وحصلت على الدكتوراه أيضا، ومارست التدريس بنفس الجامعة إلى جانب مهنة المحاماة. وحاليا أستاذ غير متفرغ للفقه الإسلامي والأمن الدولي.

س: بعد كل هذه السنين في الولايات المتحدة من 1952 وحتى الآن، هل أمريكا دولة عنصرية؟

ج: أمريكا مبنية على العنصرية، ولن تنتهي العنصرية بها أبداً، ولكن القانون دائما يخفف من تلك الأثار، مثلا والد الرئيس السابق دونالد ترامب، تم اتهامه وحبسه لأنه كان من جماعة الكراهية "kkk"، وترامب نفسه اتخذ موقفا عنصريا ضد المسلمين حينما قَنن بشكل غير قانوني دخولهم لأمريكا. رغم أن معظم أمواله ربحها من منطقة الخليج.  

وفي عام 2019 قدمت كتابا تحليليا بعنوان "العصر الأسود لترامب" أُوضح خلاله مدي عنصريه الرئيس السابق وجماعته، عندما يصرخ قائلا " America first " والتي تعني أن العالم كله أمريكا فقط تكشف مدي عنصريته. وللأسف الشديد هناك 38 ولاية أمريكية ترفض سماع كلمة عن الفقه الإسلامي أو الشريعة في قاعات المحكمة، ظنا منهم أنها صناعة السعودية وليس دينا. ومن حسن الحظ أن القانون يحجم أفعال المتعصبين.

وعدد المسلمين بالولايات المتحدة يصل إلى 7 ملايين نسمة وغالبيتهم يعملون في مهن هامشية وغير مؤثرة. بينما اليهود يبلغ عددهم5 ملايين، ولكنهم أكثر تأثيرا داخل المجتمع الأمريكي لأنهم يتبؤن مناصب هامة، ولهم اتصال قوي بأعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ.
دعينا نتفق على أن العالم اختلف بعد أحداث الحادي من سبتمبر، وأن جماعة غوغائية من سعودي وأربعة يمنيين تسببوا في وصمة هائلة للمسلمين أمام العالم. ودعينا نتفق على أن الدين الإسلامي ليس به شيء اسمه سنة وشيعة، إنما هي مذاهب وعداوة، تلك العداوة تعنى مسائل سياسية وليست دينية، عاشت مصر مرحلة الفاطميون وهم شيعة، وبنوا الأزهر الشريف لنشر المذهب الشيعي، ولكنها تحولت فيما بعد للمذهب السني. مما يؤكد على أنه مذهب وليس دينا. مثله مثل الإخوان فريق سياسي، هدفهم السلطة وفي عام الجفاف حين “خطفوا" البلاد كانت مصر تدار بحكم "عاكف" المرشد وليس محمد مرسي. والحمدلله أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تصدي لهم، وجنب البلاد ويلات حرب أهلية.

س: وكيف تري الأشهر الست الماضية بعد تولي الرئيس جو بايدن مقاليد البلاد؟

ج: يكفي أن نقول إن الولايات المتحدة عادت إلى أحضان العالم لتتعاون معه. 
 

س: كيف تقرأ ملابسات سد النهضة وتعنت أثيوبيا؟
ج: السياسة هي فن الحصول على الممكن، دعينا نتفاءل بالخير، رغم اعتقادي مع وصولنا لمجلس الأمن لن ينتج عنه شيء، غير أن هناك جذورً تاريخية للموقف المتعنت من جانب الأحباش، لأننا ساهمنا في خلق كيان دولة إريتريا، مما ساعد على غلق البحر الأحمر على إثيوبيا. وعلينا الآن أن نطوق سد النهضة، لأن مجلس الأمن سيرى أن تلك القضية شأن داخلي بوصفه يقع في الأراضي الاثيوبية.    

لدينا خطة منذ أكثر من 25 سنة بالاتفاق مع دولة السودان وشركات فرنسية على شق مجري مياه من النيل الأبيض وهو مشروع " قناة جونقلي" علينا تفعيل هذا الاتفاق مع السودان مرة آخري، كما أن استخدمنا كمصريين للمياه يجب أن يتسم قليلا بالترشيد، فنعمل على الزراعة بأسلوب التنقيط وليس الغمر الذي يهدر المياه.

س: قبل أن أنهى حواري أود أن طرح تساؤل يدور في عقل وقلب العديد من الشباب، هل أمريكا حقا أرض الأحلام؟

ج: بالتأكيد. النظام المتبع هنا يساعد على ذلك، ولكن ليس بشكل وردي أنما بالجهد والعرق، كما أن حرية التعبير يشجع على الإبداع، الولايات المتحدة 50 دولة تحت علم واحد، من المحيط الأطلسي للمحيط الهادي، ولكنها مقيدة بالنظام والقانون، وأود أن أشير هنا أن قانون التظاهر في مصر مثلا أرحم من القانون الأمريكي، فالتظاهر هنا بمعايير دقيقة جدا أبسطها ممنوع الاقتراب من أي منشأة عامة وله مدة زمنية محددة وأي خروج عن هذا الإطار يؤدي إلى السجن. وقبل يومين خرج في فلوريدا أصحاب المقطورات وسدوا الطريق على المارة، قامت الحكومة على الفور باعتقالهم وانتهت التظاهرة قبل بدأها.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة