ما حدث في الدرب الأحمر بعد مقتل أحد شبابها في مشاجرة مع أحد أفراد الشرطة وما أعقبه من أحداث يمثل جرس إنذار لنا جميعا.
وبغض النظر عن رفضنا وشجبنا وإدانتنا لأي تجاوزات من رجال الشرطة وضرورة الانفاذ السريع للقانون فإنني أقصد تحديدا ضرورة إعادة دراسة الموقف برمته وكيف تم استغلاله أسوأ وأبشع استغلال من جانب بعض بقايا جماعة الارهاب وبعض القوي السياسية التي تتحين دائما أي فرصة للانقضاض علي كل ما حققناه بعد ٣٠ يونيو.
ولا أبالغ عندما أقول إن ما حدث يمثل إعادة لبعض مقاطع سيناريو الفوضي والهمجية التي عشناها في اعقاب أحداث ٢٥ يناير والأيام السوداء التي مرت بها مصر في تلك الفترة.
إعادة لسيناريو نخطيء كثيرا لو تم معالجتنا له في اطار نطاقه الضيق كحادث قتل تستطيع جهات التحقيق كشف غموضه والقصاص العادل من مرتكبه.
ما أعنيه هو وجود العناصر الجاهزة للانقضاض وتمزيق كل ما تبقي من صلات وثيقة بين المواطنين ورجال الشرطة.
ما اعنيه هو المعالجة الإعلامية الخاطئة والبالغة السوء والتي ساهمت في تسميم الأجواء وإشاعة جو من الكراهية والبغضاء والشحن المستمر تجاه جهاز الشرطة والذي بدأ ينتشر في العديد من محافظات مصر واصبح حديثا متداولا يتواكب مع بعض التصريحات والايماءات الخائبة من جانب الحكومة فيما يتعلق ببعض القرارات والاجراءات التي قالوا انها ستكون مؤلمة وهو لفظ خائب يؤكد بالفعل اننا في حاجة لمراجعة الأمر برمته قبل ان يصعب تداركه.
أقول بكل الصدق كفانا تدليلا وتسامحا مع أي شخص أو أي فئة أو فصيل يعتقد انه سيعيد عقارب الساعة للوراء.
أيا كانت وجهات نظرنا تجاه الحكومة والدولة وأوجه التقصير الكثيرة فإننا مطالبون بالردع والحزم والحسم تجاه محاولات اشعال النار.
نار أراها تتأجج وللاسف فإن التهاون في اطفائها سوف يحرقنا جميعا. احذروا يا سادة من سيناريو الفوضي.