إن شرعية الحكم أو النظام السياسي ترتبط ارتباطا كاملا بالإرادة الجماعية لأفراد الشعب وعلي النظام أن يهتم برعاية مصالح المواطنين وحماية حقوقهم الفردية والجماعية

لاشك أن الرئيس السيسي أنقذ مصر من مهلكة الإخوان ومصائب حكمهم. لا شك أن الرئيس يحظي بشعبية وحب كبيرين من الشعب. من المؤكد أن الشعب المصري سيحتفظ في تاريخه بمكانة عالية للرئيس السيسي تتناسب وما فعله من أجل الوطن. كل هذا طيب ولكن حكم البلاد والعباد يحتاج إلي أمور أخري. سؤالي المطروح في عنوان المقال : لمن ينحاز نظام السيسي ؟ هذا السؤال يحتاج إلي إجابة واضحة فهو ليس موضوعا جدليا في مجال السياسة إنما هو لب نظام الحكم، فالشعوب لا تتمتع بذاكرة قوية لذلك لابد أن يكون الاهتمام بها دائما، موصولا غير منقطع وهو ما نسأل عنه الرئيس السيسي: لمن تنحاز يا ريس؟.
وجدنا الحكومة في الفترة الأخيرة والرئيس أيضا يوجهون رسائل تعد في نظري سلبية، فالدعم سيلغي والأسعار سترتفع وهي بالفعل مرتفعة خاصة بعدما فعله الدولار بالجنيه المظلوم، الرئيس يعلم أن أسعار الشقق التي تبيعها الحكومة في غاية الارتفاع والمعلن أنها للشباب!! شباب إيه يا ريس اللي ها يشتري شقة بثلاثة أرباع مليون جنيه؟؟ شباب إيه اللي أغلقتم أمامه أبواب مركز شباب الجزيرة الذي اقتطع الرئيس عبد الناصر أرضه من نادي الجزيرة لصالح أبناء الفقراء. لا تقل لي إن حال المركز كان سيئا ومن الضروري تحصيل قيمة الصيانة والمصاريف فهذه حجج الرأسمالية المتوحشة التي تأكل الفقراء. أين يذهب الفقراء بعدما زادت رسوم مركز الشباب وهناك اتجاه لتحصيل رسوم إنشائية مثله مثل الأندية الخاصة؟. هل تعرف سيادتك كم يسدد المواطن الذي يشترك في أندية الجزيرة والصيد والأهلي والزمالك والشمس ودجلة وغيرها ؟ من المؤكد أنك تعلم فأنت رئيس الجمهورية فهل تقبل أن يستمر الفقراء في حالهم في عهدك أليسوا نور عينيك يا ريس ؟.
إن موقف رجال الأعمال من الوطن هو نفسه موقفهم من كل وطن، مصالحهم تعلو فوق الوطن وفوق الواجب وفوق كل شئ لذلك هم يهددون بسحب استثماراتهم وهذا التهديد يؤتي ثماره مع حكومة ضعيفة ومن داخلها وزراء هم رجال أعمال وهو الأمر الذي ثار عليه الشعب وتظاهر ضد مبارك، أي تزاوج المال بالسلطة وهو أيضا ما حدث في مجلس النواب، أم هل تعتقد سيادتك أن الانتخابات كانت نزيهة ؟. لقد أديرت الانتخابات بالمال وإلا لم تكن سيادتك لتري وجوها إلا لأنها أنفقت الملايين في ظل عجز اللجنة العليا للانتخابات عن متابعة كل التفاصيل.
الاتجاه لإلغاء الدعم يشير إلي نواياكم وانحيازكم، فلمن تنحاز يا ريس؟. إن سياسات الحكومة تؤدي إلي تزايد الفقر فالبطالة علي أشدها وتشجيع الحكومة علي زيادة الأسعار خاصة في العقارات مصيبة والاتجاه إلي بيع المستشفيات والسكك الحديدية أمر مفزع وكل هذه الأمور تؤكد أن الحكومة العاجزة إنما ترغب في أن يتحمل غيرها المسئولية بينما تراقب هي من فراش مرضها الشركات الخاصة تسير الاقتصاد علي حساب المواطنين الذين صاروا طبقة واحدة إلا قليلا وهي طبقة الفقراء والقليل هذا هم طبقة الأثرياء فاحشي الثراء.
إن شرعية الحكم أو النظام السياسي ترتبط ارتباطا كاملا بالإرادة الجماعية لأفراد الشعب وعلي النظام أن يهتم برعاية مصالح المواطنين وأن يعمل علي ترقيتهم في شتي المجالات وحماية حقوقهم الفردية والجماعية وتنظيم العلاقات بينهم وفقا لقواعد العدل، أي أن النظام عليه أن يوفر المسكن للمواطن ليس مجانا ولكن بأسعار يقدر عليها المواطنون وأن يوفر المقابر لا أن يترك الموتي في الشوارع وأن يوفر الرعاية الصحية لا أن يجعلنا نعيش في ظل أزمة غرف الرعاية المركزة والمعاملة السيئة من المستشفيات. لقد زعم رئيس الوزراء السابق أن أي مواطن يمكنه أن يدخل المستشفي للعلاج بدون أن يطالبه المستشفي بضرورة إيداع مبالغ لا يتحملها قبل الكشف عليه، فأين هو ذلك المستشفي يا حكومة ؟.
إن الرئيس مطالب بأن يعلن إلي أي مواطن ينحاز. إلي أي فئة يقف. هل فئة رجال الأعمال أم فئة الفقراء الذين قال عنهم : أنتم نور عينينا ؟.