خيرية شعلان
خيرية شعلان


شهرزاد

العقل يعشق قبل القلب .. أحيانا

الأخبار

الأربعاء، 14 يوليه 2021 - 07:10 م

كان يتكلم فى إجتماع الصباح، مستعرضا أحدى القضايا فى الشأن الفلسطينى، بإعتباره مسئولا عن  ملف الشئون العربية بالمؤسسة، كنت أراه لأول مرة -عائدا من أجازة- وكنت منقولة حديثا للمكان.
كان الجميع يستمع بتركيز، ووجدت نفسى فى لحظة خارج السياق الجمعى، عقلى ينبض كما لو أصبح قلبا، حواسى تدغدغها مشاعر دافئة تجاه المتحدث أتابع بعينى حركات يديه وشفتيه. أدركت فى لحظة فارقة أنه الحب الذى نحيا نبحث عنه ولكن لا نعرف موعد ميلاده، وعلى عكس المألوف كان العقل صاحب القرار وأصدر تعليماته لبقية الحواس ببدء مشوار الحب الذى إمتد ل 35 عاما .. إنه العقل إذن يعشق قبل القلب .. والعين والأذن أحيانا.
هذه قصة حبى -كما تقول الست أم كلثوم- حكايتى مع رجائى الميرغنى رفيق دربى وصديقى ومعلمى وزوجى وأبو أولادى، تبدأ وسط هذا الحشد من الزملاء وعلى طاولة إجتماعات قسم الأخبار بوكالة أنباء الشرق الأوسط، كان صباحا رائعا حين تسلل لعقلى فدخل وأغلق الباب وراءه.
مغناطيسا سحريا جذبنا لبعضنا البعض، تحدثنا، تحاورنا تناقشنا، قدم لى هدايا .. شرائط موسيقى وأوبرتات وكان اوبريت «العشرة الطيبة» لسيد درويش باكورة هداياه.. تلته كتب ورسوم فنية وقطع من المعادن والأحجار كريمة التى يجيد إختيارها، ودعوات لإحتساء الشاى والقهوة وأحيانا السجائر، أدخلنى عالمه المليء بالإبهار، - عالم لم أعشه من قبل -  عالم تتجاور فيه الموسيقى مع الشعر والقصص والأدب والثقافة والفنون الراقية، ورغم تمكنه فى عالم الصحافة والسياسة إلا أن عالمه الخاص كان أرحب وأكثر إتساعا وجمالا.
بادرنى يوما بقوله : .. ماما وأخى معجبان بك ومتلهفان على التعرف عليك من كثرة ما حدثتهم عنك، أرجو أن تتيحى لهم بعض الوقت ليلتقوا بك .. فرددت عليه مازحة : هم معجبون بى .. شكرا لهم، وماذا عنك ؟
نظر إلى بأسما وقال على الفور :
-أنا أهيم بك حبا، أنت أخت روحى التى بحثت عنها طول العمر.
- أنا أيضا اهيم حبا فيك، وأنت توأم روحي
- ما رأيك أن نبنى حياة تضمنا معا وتعبر عن تجربتنا؟
- موافقة على مؤسسة الحب التى تقترحها بشرط ألا نفترق أبدا حتى أخر العمر .. بالحب عشناها وبالحب نحتمل الفراق حتى يحين اللقاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة