الأربعاء، 14 يوليه 2021 - 07:29 م

أم الأبطال وابن الأصول فى بداية عملى كصحفية فى بلاط صاحبة الجلالة بمؤسسة أخبار اليوم  حملنى الكاتب الكبير الراحل موسى صبرى رئيس تحرير جريدة الأخبار فى ذلك الوقت مسئولية كبيرة بعد أن وضع ثقته بى وكلفنى بحضور وتغطية اجتماع تترأسه سيدة مصر الأولى جيهان السادات قرينة رئيس الجمهوريه بمقر إقامتها بالجيزة وعند وصولى لحضور اللقاء انتابنى مزيج من مشاعر الخوف والرهبة والقلق ولكن سرعان ما تلاشت هذه المشاعر السلبية ليحل محلها طاقة إيجابية عندما استقبلتنا بحفاوة بالغة واحترام ورقى عظيمين «أم الأبطال» الأنيقة والبسيطة فى نفس الوقت رائعة الجمال البشوشة التة تشعر عندما تراها لأول مرة وتتعامل معها عن قرب بالانبهار وبأنك تعرفها منذ زمن بعيد وعلى مدى أكثر من ساعتين استغرقهما اللقاء تأكدت أننى أمام «هانم» غير عادية فيها شموخ وعظمة الملكات مع أصالة المرأة المصرية وملامح وتصرفات الزوجة الوفية يبهرك صوتها الذى يحمل البهجة والقوة فى نفس الوقت.  
 كان لهذه «الهانم» طوال فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات العديد من البصمات الإيجابية على المستويين السياسى والاجتماعى وبصفة خاصة خلال وعقب حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ وخلال رئاستها للهلال الأحمر المصرى عندما كانت تتابع بكل الحب والاهتمام الإشراف على علاج المصابين من جنود وضباط القوات المسلحة بالمستشفيات وتواسى أسر الشهداء ولهذا أطلق عليها لقب «أم الأبطال» كما كان لها الفضل فى تعديل قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة بما يحفظ لها استقرارها وكرامتها وأيضا فى تعيين أول سفيرة لمصر بالخارج وهى الدكتورة عائشة راتب.. لهذا حظيت بحب وتقدير أبناء الوطن.  
 ورحلت جيهان السادات رفيقة درب بطل الحرب والسلام ومخزن أسراره أول من لقب بالسيدة الأولى فى مصر وأول من خرج للعمل العام من زوجات الرؤساء وأول سيدة فى التاريخ المصرى تحظى بجنازة عسكرية بعد أن منحها «ابن الأصول» الزعيم عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وسام الكمال الذى يمنح لمن يقدم خدمات جليلة للوطن ويكتب على الوسام صفات «الكمال. الإخلاص. الشرف. الوفاء».. كلنا ممتنون للرئيس الإنسان السيسى الذى لبى طلب «أم الأبطال» بأن تدفن بجوار زوجها وقام الزعيم بتكريم الرئيس الراحل أنور السادات فى شخص زوجته عندما تقدم وقرينته السيدة انتصار السيسى الجنازى العسكريه المهيبى التى ودعت الراحلة جيهان السادات إلى مثواها الأخير... وهكذا يفعل الكرام الأوفياء أبناء الأصول.