شكرى رشدى
شكرى رشدى


أصل الحكاية

ربنا هو اللى بيدبر كل خطوة نخطوها

شكري رشدي

الأربعاء، 14 يوليه 2021 - 07:31 م

اتصل بى صديق بعد منتصف الليل حتى يقول لى ان المعاش نزل بماكينة الصرافة.. قلت فى نفسى اروح قبل الزحمة وحتى احضر طلبات للبيت من سكر وشاى وبعض الاجبان ولحوم وفراخ وغيره .. وأخذت معايا بعض النقود تحسبا لأى مشكلة تقابلنى مثل تعطل ماكينة الصرف ٫ وخاصة أنها أول مرة استعمل فيها البطاقة الجديدة.. وعندما وصلت الماكينة لم يكن هناك سوى رجل فى الأربعينات واقف على الماكينة ورأيت امرأة ومعها طفلتان تجلسان على الرصيف بالقرب منه.. انتظرت بعيدا حتى ينتهى الرجل من مهمته . فقد كان يظهر عليه المرض وكل فترة يجفف عرقه ويجرب مرة ثانية وثالثة.
ذهبت له الطفلة الصغيرة وامسكت بملابسه وهى تقول : جبت يابابا الفلوس.
الراجل هم الدنيا كله «باين عليه» ولكن رد عليها بلطف «لسة ياحبيبتى أهو انا بحاول»
ذهبت إليه للمساعدة لعله يجهل التعامل مع ماكينة الصرف فقال لى يبدو ان «السستم واقع» فجربت له بطاقته عدة مرات فلم انجح .. وجربت بطاقتى وجدتها نفس الحكاية .. كل دا وانا سامع الزوجة وهى تناجى ربها بصوت خافت والأطفال عيونهم متعلقة بالأب المسكين الذى يتصبب عرقا ويحاول ثانيا.. والصغيرة بدات تبكى وتقول : «ياللا يابابا نروح».
قلبى انخلع من هول المنظر وانكسار الأب أمام أسرته وشكلهم أنهم فى أشد الحاجة لأى فلوس. فناديت على الطفلة الصغيرة وقلت لها: « مش تيجى تسلمى على جدو؟».. ناداها الرجل لتسلم على.. مددت يدى بدون ان ادرى او اعرف حتى الفلوس اللى معايا كام وطلعتهم كلهم وقلتلها دا مصروفك انتى واختك .. جه ابوها بيمسك أيدى ويقولى لا والله ابدا قلت له بابتسامة لارفع عنه الحرج : «وانت مالك جدهم وبيدلهم مصروفهم هو انا مش جدهم برضه؟»
ابتسم الرجل وقالها خلاص خديهم وقولى له شكرا ياجدو .. قبلت راسها ورميت السلام ومشيت.
حسيت ان ربنا هو اللى دبر كل هذا اللقاء لعل هذا المبلغ البسيط يسد رمق هذه الأسرة على الأقل ميرجعوش مكسورين الخاطر.
هذه القصة رواها لى صديق
فعلا .. ربنا هو اللى بيدبر كل خطوة نخطوها وهو الرازق من حيث لا ندرى .. ويمكن المبلغ اللى انت بتقبضه دا مش عشانك انت بس. دا رزق ربنا باعته ليك ولغيرك.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة