علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

دعوة للدهشة!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 14 يوليه 2021 - 07:36 م

 

«لم تنشأ الأمم المتحدة للمضى بالبشرية إلى الجنة، ولكن لإنقاذها من الجحيم» عبارة تتصدر أحد جدران المقر الرئيسى للمنظمة الدولية، منسوبة لأمينها العام الأسبق داج هامرشولد، إلا أن أعضاء مجلس الأمن الدولى يبدو أن لهم رأيا آخر، أو لم يقرأوها، وإن فعلوا لم يعقلوها!
لجأت مصر والسودان إلى المجلس الموقر على أمل ايجاد مخرج للنزاع المزمن مع اثيوبيا، بشأن حق لا يحتمل الجدل أو الفصال فى حصة محددة من مياه النيل، بعد وصول المفاوضات التى يقودها الاتحاد الافريقى بشأن سد النهضة لطريق مسدود، فإذا بالمجلس يقذف بالكرة مرة أخرى لذات المنظمة الاقليمية التى لم تفلح فى انجاز أى خطوة للأمام!
إصرار اثيوبيا على موقفها المتعنت الساعى لفرض أمر واقع، يعكس مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي، بل يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الانسانية بتهديد شعبين بالعطش، والجوع، عبر إشهار سلاح المياه بما يعنى بوضوح تهديدا وجوديا لمصر والسودان، أليس ذلك صورة من صور الجحيم المحتمل،  والذى نشأت الأمم المتحدة لانقاذ البشرية من ويلاته؟
مجلس الأمن لا يضم فى عضويته ملائكة، ولا شياطين بالطبع، ولكل من أعضائه الدائمين وغير الدائمين حساباته ومصالحه، لكنه يبقى أعلى جهاز دولى مهمته الأولى السهر على ضمان السلم والأمن الدوليين، ولاشك أن عدم الوصول لحل عادل ومنصف للأزمة التى تراوح مكانها خلال عقد من الزمان، من شأنه تهديد السلم والأمن الدوليين فى منطقة ذات حساسية فائقة، وإذا ما أصبح اللجوء للوسائل الصلبة خيارا لا مفر منه فإن العواقب ستكون وخيمة للغاية، وبما يتجاوز الحدود الجغرافية للمنطقة بكثير.
إن موقف مجلس الأمن، مضافا إلى عدم إحراز وساطة الاتحاد الافريقى لأى تقدم ملموس، واستمرار اثيوبيا فى تصرفاتها الاحادية، كلها أمور تنذر بوضع المنطقة فى عين عاصفة، إذا انفلتت، فلا أحد باستطاعته حصار نتائجها الوخيمة، أو لوم صاحب الحق عندما تغلق أمامه أبواب التفاوض السلمى لحماية حقه فى الحياة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة