نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

«صبرية» صعيدية بـ 100 راجل

نوال مصطفى

الأربعاء، 14 يوليه 2021 - 07:37 م

قصة صحفية جذابة، ومثيرة قرأتها للكاتب الصحفى أبو المعارف الحفناوى على منصة «الناس.نت». بطلة القصة فتاة من قرية «الحلة» بمحافظة قنا، قررت أن تعمل فى مهن تتسم بالخشونة، والقسوة، لذلك لم نعرف امرأة تمتهنها من قبل. تسلق النخل، وجمع التمور وبيعها.
مهنة شاقة، واجهت خلالها مواقف عصيبة، فى إحدى المرات فوجئت بثعبان يوجه رأسه السام نحوها، قالت له بثبات ظاهرى وخوف يرجف قلبها: «لا تؤذينى ولا أؤذيك» لكنه لدغها، ووجدت نفسها ملقاة على الأرض تحت النخلة فى حالة هذيان، بعدما أنقذها واحد من أهل القرية، وسحب السم من ذراعها.
تقول صبرية السباعى - 43 سنة - كان لازم اشتغل عشان أصرف على أمى وأختى. المعاش بسيط، وعايزين سقف لدارنا، الشغل مش عيب، والبنت زيها زى الراجل، صحيح الناس استغربت فى الأول، لكن شجعونى بعد كده».
صبرية تتمنى أن تشمل  المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» قريتهم الفقيرة فى محافظة قنا، وأن يتم إصلاح سقف بيتهم ليس من أجلها، بل من أجل أمها التى من حقها أن تعيش فى آخر حياتها حياة كريمة.
العجيب أن صبرية لم تكتف بالعمل فى تسلق النخيل، بل أصرت على مشاركة الرجال فى مهنة حفر القبور، وعندما اعترض البعض، قالت لهم بإصرار: «عشان أنا بنت مينفعش. لا ينفع ولازم حاشتغل معاكوا».
رأيت فى صورها، والفيديو الذى يحكى فيه قصتها وجهاَ منحوتاَ بخطوط قاسية، تجسد ملامحه قهر الفقر، وشظف الحياة. يفيض رغم كل ذلك بالطيبة والرضا بالمقسوم، والإصرار على تحدى الصعاب، انتصاراً للحياة.
سعدت جدا عندما عرفت أن محافظ قنا قام بتكريم صبرية السباعى باعتبارها نموذجا يمثل الإرادة والقدرة على الخروج عن التقاليد الجامدة، المعوقة، التى تعارض عمل المرأة فى مهن جرى العرف على أنها مقصورة على الرجال. صبرية السباعى تستحق هذا التكريم، وأتمنى أن تشمل قريتها مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى ويتم إصلاح سقف الدار لهذه الفتاة المكافحة، التى كسرت التابوهات فى أكثر قرى مصر تشددًا. تحية من القلب لك يا صبرية.
● ● ●
نظام جديد تشهده امتحانات الثانوية العامة هذا العام يعتمد على التابلت والبابل شيت. بعض الأهالى متخوفون، والبعض الآخر مترقبون لما سوف تسفر عنه التجربة. أما الطلبة أنفسهم فأعتقد أنهم أكثر تقبلاً وتأقلمًا مع الجديد، وهذه طبيعة الأمور، فالشباب يتعامل مع التكنولوجيا بكل سهولة، بل هى جزء لا يتجزأ من حياته الآن، على جانب آخر نجد أن ثقة الدكتور طارق شوقى وزير التعليم كبيرة فيما يتعلق بالخطوات الجادة التى تخطوها الوزارة نحو إصلاح التعليم. ولاشك أن هذه العملية اصطدمت بظروف غاية فى الصعوبة وتحديات كبيرة أهمها؛ ظروف جائحة كورونا وتداعياتها، والحرب الشرسة من الحرس القديم «أصحاب المصالح» كذلك مخاوف وضغط أولياء الأمور.
على كل حال التجربة دائماً هى التى تفرز نتائجها، وليس فى إمكان أحد الحكم عليها الآن. والمعروف أن الثانوية العامة على مدى تاريخها هى الصداع المقيم فى كل بيت مصرى فى النظام القديم والجديد. الشكاوى من الامتحانات تحتل على مدى السنوات الماضية ولاتزال الصفحات الأولى للجرائد اليومية، وبرامج التوك شو.
ولايزال مسلسل الثانوية العامة مستمرا فى قيظ الحر، وتوتر الأهالى، وثبات وزير التربية والتعليم على موقفه من ضرورة العبور بالطالب المصرى من المناهج الدراسية التى تجاوزها الزمن إلى التعليم الجديد، الذى يضعه على خارطة سوق العمل فى مصر والعالم كله. حظاً سعيدًا لجميع أبنائنا فى الثانوية العامة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة