عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

المتن المجهول!!

عبلة الرويني

الأربعاء، 14 يوليه 2021 - 07:43 م

هل حقا كانت تجربة الشاعر محمود درويش فى القاهرة، غير ذات أهمية؟.. أو هكذا تصور بعض النقاد العرب، فأسقطوها من تقسيماتهم لمراحل درويش الشعرية؟!.. هل كانت سنوات  الحياة فى القاهرة هى (المتن المجهول) فى سيرة درويش، كما يشير الكاتب الصحفى سيد محمود، وكما قام  بتوثيق وجمع كل نصوص ومقالات وإنتاج محمود درويش خلال فترة إقامته بالقاهرة (١٩٧٣/١٩٧١) باعتبارها متنا مجهولا، خاصة وهى تنشر للمرة الأولى؟!..
المؤكد وبحسب محمود درويش نفسه (أن القاهرة من أهم المحطات فى حياته).. ولعلها المحطة الأهم، كما يشير سيد محمود فى كتابة (المتن المجهول)... كيف كانت القاهرة صاحبة الدور الداعم للشاعر دائما... (حاضنة سياسية) و(حاضنة شعرية) أحدثت تأثيرها على القصيدة...
انتقال درويش للإقامة فى القاهرة، هو تجربة الخروج من الأرض المحتلة، وبكل المقاييس كانت انتقالا شعريا.... (مدين فى تطورى وتحولاتى الشعرية لخروجى، فقد خرجت إلى أفق أوسع، وإلى تجربة أغنى، هى تجربة الواقع المعقد، الغنى بالتناقضات والمفارقات والروح الشعبية التى لم تعبر عن نفسها)...
بعد مجيئه للقاهرة، كتب درويش مقاله الأول بمجلة المصور (هل تسمحون لى بالزواج)!!...
مقال غاضب، عبر فيه عن رفضه محاولات تحويله إلى أسطورة، أو تحويله إلى مسيح (معاملتى كأسطورة تجرد قضيتى من  جوهرها وحقيقتها، وتحولها إلى حالة فردية، وإلى بطولة فردية)... عبر درويش عن نفوره من اختزال قصيدته فى الاحتجاج والشعر النضالى... ليبدأ مرحلة شعرية جديدة فى البحث الجمالى.
كتاب (المتن المجهول) ربما يضاعف الأسئلة عن سيرة درويش فى القاهرة أو غيرها من المدن، خاصة وهو الشاعر الصامت المتحفظ الكتوم.... ربما سؤال العلاقة بالحياة الثقافية والمثقفين المصريين، كان يستدعى بحثا  أوسع وأعمق، حين اختار درويش التباعد والعزلة، مكتفيا بمصادقة الكبار..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة