يبدو بالفعل أن هناك من يبحثون عن «جنازة عشان يشبعوا فيها لطم » . يبدو بالفعل أن هناك من يتحينون أي فرصة لإعادة عقارب الساعة للوراء وإشاعة جو من الشك والريبة وعدم الثقة.
وهنا تحديدا أتحدث عن أزمة نقابة الاطباء والصراع الذي احتدم فجأة لانه وجد من يسكبون البنزين علي النار.
كنت أتمني أن يدرك الجميع أن ظروف مصر لا تسمح بأي مهاترات أو متاجرة بموقف البعض منا. لقد حدث اعتداء علي الاطباء وتم إحالة الموضوع للجهات المختصة وكان من الضروري أن يتم احتواء الامر لانه يظل سلوكا فرديا لا يجب ولا يصح تعميمه. نعم حدث هناك بطء شديد في معالجة الموضوع واعمال سيادة القانون لكن ظلت المشكلة بلا علاج جذري وحاسم.
كان من الطبيعي أن تنعقد الجمعية العمومية للاطباء لان هناك احساسا - حتي وإن كان غير صادق - بأن هناك تحرشا بالاطباء. وللاسف الشديد استغل البعض الفرصة ليندسوا وسط جموع الاطباء رافعين بعض الشعارات والعبارات التي تؤكد أنها غريبة علي اطباء مصر الذين يمثلون خيرة عقولها.
وبعيدا عن بيان النقابة وما احتواه من مطالب بعضها عادلة والاخري وليدة الانفعال والعاطفة مثل قرار العلاج بالمجان في جميع الاقسام والطوارئ وهومطلب يبدو في ظاهره الرحمةولكن في باطنه العذاب.
مطلب يمثل ضرورة ملحة نطلبها جميعا ولكن في إطار من القانون لانه في إطار منظومة متكاملة لتوفيرالرعاية الصحية ووفقا لتكاليف وموارد محدودة تدار بها منظومة الصحة.
مطلب يمثل دعوة للناس للتضامن مع الاطباء لأنه يخاطبهم ويدغدغ عواطفهم. المهم هنا هو تدارك الامور قبل أن تتفاقم وخاصة ان الاجتماع القادم للجمعية العمومية سيشهد اداء القسم لالاف الخريجين الجدد من كليات الطب. المهم أن نتدارك الامور بإقرار منظومة من الحماية للاطباء والعاملين بالمستشفيات سواء من وزارة الداخلية أو بالاستعانة بشركات خاصة للأمن.