صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد المشاجرات مع الركاب| «الكمسارية ظالمين أم مظلومين؟».. «خبراء» يُجيبون

نشوة حميدة

الخميس، 15 يوليه 2021 - 04:41 م

- نقيب الكمسارية: تصوير الكمسري كـ«مخطئ» غير منصف.. وتعليمات بضبط النفس ومحاسبة المخطئين

- خبير نفسي: «مظلومين».. وتطبيق القانون بدون تجاوزات «هو الحل»

حالة من الجدل الممزوجة بغضب سيطرت على رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، خاصة المهتمين بأخبار قطارات السكك الحديدية، بعد تداول مقاطع فيديو تورط الكمسارية في مشاكل ومشاجرات مع الركاب بسبب عدم دفع التذكرة، الأمر الذي استوجب رد فعل من وزارة النقل حقنًا للغضب.

كمساري قطار منوف

شهد الأسبوع الجاري، حالتي خاصة بالكمسارية، الأولى رصدها الفيديو الخاص بكمساري قطار 541 ركاب «منوف - طنطا»، عندنا قامت إحدى السيدات بالحديث عن اعتداء الكمساري على أحد المواطنين بسبب أجرة الركوب وتحصيل الغرامة، وإهانته أمام ابنته، الأمر الذي تسبب في حالة غضب بين الركاب والمواطنين.

اقرأ أيضًا| بينها تحصيل التذاكر.. 10 مهام لـ«كمسري» قطارات السكة الحديد

كمساري بركة السبع

الواقعة الثانية، كانت لكمساري في محطة بركة السبع بالمنوفية، الذي تداول له فيديو، يتحدث فيه أحد الأشخاص حول اعتداء أحد كمسارية القطارات على موظف عام.. ما سبق يضع الكمسارية في قفص الاتهام من المواطنين، وتسأل كثيرون «هل الكمسارية في مصر ظالمين أم مظلومين؟».

ظالم أم مظلوم؟

في أول تعليق لوزارة النقل حول هذه الوقائع وردًا على هذا السؤال، أكدت الوزارة في بيان رسمي، أمس الأربعاء، أناحترامها التام لكافة جمهور الركاب وكافة مؤسسات الدولة والتصدي بكل حزم وقوة لأي تجاوز قد يحدث في حق أي راكب، حيث أن الهدف الأساسي للسكة الحديد هو خدمة الراكب وتسهيل تنقله عبر خطوط الشبكة المختلفة.

وذكرت أنه يتم التدقيق والتحقيق الفوري في كافة الوقائع والفيديوهات التي تبث عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتناول مثل هذه الوقائع، وفي حال ثبوت أي خطأ في حق أي راكب يتم توقيع عقوبة مغلظة على المخطئ وتقديم اعتذار فوري للراكب. 

تابع.. هل تنقرض وظيفة «الكمسري» مع الخدمات التكنولوجية في القطارات؟

تحقيق فوري

وأوضحت أن كمسارية ومفتشي القطارات يؤدون عملهم بكفاءة عالية ويعملون في ظروف غاية في الصعوبة، ورغم ذلك قد يحدث سلوك سلبي من أحد موظفي السكة الحديد وهو سلوك فردي لا يعبر عن جموع موظفي السكة الحديد، الذي يعتبرون أن احترام الركاب وخدمتهم هو الأساس في عمل منظومة السكك الحديدية.

وأشارت وزارة النقل، إلى أن قيام كمسارية القطارات بتحصيل ثمن التذكرة أو الغرامة هو حق أصيل للحفاظ على أموال هيئه السكك الحديدية التي هي أموال الدولة وأموال الشعب الذي يمتلك هذا المرفق الحيوي الهام، وأن كافة التعليمات التي تصدر لكافه الكمسارية وكافة موظفي السكة الحديد هو أن يكون التعامل في كافه المواقف في إطار احترام الراكب وفي إطار القانون. 

وأهابت وزارة النقل بركاب المواصلات العامة وخاصة ركاب السكك الحديدية بالحرص على الحصول على التذاكر من الأماكن المخصصة لها سواء بالتوجه إلى شبابيك التذاكر أو الحصول عليها من الوسائل الأخرى مثل المكاتب المخصصة لحجز التذاكر في المدن أو عن طريق الحجز الإلكتروني أو عن طريق الموبايل «أبليكيشن» أو عن طريق كمسارية الأبواب، وكذلك ضرورة عدم ركوب القطارات بدون تذكرة لأن قيمتها تساهم في زيادة العوائد المالية للهيئة واستمرار تحسين الخدمة المقدمة لجمهور الركاب والمحافظة على مرفق السكة الحديد الذي هو ملك للشعب.

نقيب الكمسارية

وتعليقًا على السؤال المطروح «هل الكمسارية ظالمين أم مظلومين»، قال سيد عبداللطيف، نائب رئيس النقابة العامة للعاملين بهيئة السكة الحديد، والمعروف بـ«نقيب الكمسارية»، إن وظيفة «كمسري القطار» تعد من أصعب الوظائف في السكك الحديدية نظرا لاحتكاكه بكافة أطياف الجمهور من ركاب القطارات، وخاصة في ظل تشديد التعليمات من قيادات الهيئة بتحصيل التذاكر ومنع ظاهرة التهرب من الدفع، الأمر الذي يفتح باب الاشتباك وحدوث مشكلات مع الركاب تطفو على مواقع التواصل الاجتماعي وتتحول إلى قضية الرأي العام.

وأكد «عبداللطيف» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إنه في ظل تشديد التعليمات بضرورة تحصيل إيراد هيئة السكة الحديد من الركاب وهو في الأساس حق الدولة في نقل الركاب بالقطارات، تحدث بعض المشادات مع الركاب، وفي جميع  الحالات يتم تصوير الكمسري على أنه المخطأ على غير الحقيقة، لافتًا إلى أنه في حالة رصد مثل هذه الوقائع يتم إحالة الكمسري المخطىء إلى جهات التحقيق وعقابه أشد عقاب، والذي قد يصل إلى النقل وخصم الراتب إضافة إلى عقوبة تأديبية وفقًا للائحة المشغلة لهيئة السكة الحديد، والملتزم بها الجميع. 

ضبط النفس

وشدد «عبداللطيف» على صدور تعليمات للكمسارية بضرورة ضبط النفس والالتزام بتعليمات هيئة السكة الحديد باحترام الراكب وحقوقه، مطالبًا الركاب بمساعدة العاملين في السكة الحديد والتسهيل عليهم بدفع قيمة التذكرة، مردفًا: «مفيش بين الكمسري والراكب إلا التذكرة، وفي حالة دفعها لا تحدث مشاكل على الإطلاق».

وكشف عن اتجاه هيئة السكة الحديد مؤخرًا إلى تركيب بوابات إلكترونية للدخول والخروج بمحطات السكك الحديد لإحكام السيطرة على ظاهرة «التزويغ» من دفع التذاكر واستكمالا لمبادرة وزير النقل بعدم الركوب بدون تذكرة، وهذا يمنع احتكاك الكمسري بالركاب، وبالتالي يمنع أي مشكلات، ويتيح للكمساري القيام بدوره الأساسي كمشرف قطار ومنظم لعملية الدخول والخروج والاطمئنان على حالة القطار قبل السفر بالرحلة.

تابع أيضًا.. «النقل» عن اشتباك كمسارية مع ركاب: حوادث فردية

لا مشاكل نفسية

فيما يرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن الكمساري يؤدي وظيفة في جميع بلدان العالم دون عاطفة، فهو موظف يطبق القانون بتحصيل إيرادت السكك الحديدية من ناحية، وبمنع الظواهر السلبية في القطارات من ناحية ثانية، مضيفًا أن في أغلب الحالات يكون الكمسارية مظلومين، فهو ينفذون القانون ولكن يجب أن يكون دون الإخلال بحقوق الراكب أو إهانته.

وقال «فرويز» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إنه ليست هناك مشكلات نفسية ترتبط بشخصية الكمساري- كما تردد عبر السوشيال ميديا-، بل هو موظف يطبق عمله ويعمل تحت ظروف صعبة فهو يتعامل مع كافة أطياف الجمهور، مردفًا: «تأدية الكمسري وظيفته لا يعني انه متجمدًا».

وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أنه يجب على تنفيذ القانون، ليس من حق مواطن تصوير موظف أثناء عمله، وليس من حق الراكب الركوب بدون تذكرة، وكذلك ليس من حق الكمساري إهانة الركاب واحترام حقوقهم كاملة، داعيًا الجميع بمساعدة الموظفين الذين يعملون في وظائف حرجة، بالتسهيل عليهم.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة