كامل الشناوي
كامل الشناوي


كامل الشناوي.. غاب عن الوعي فمر بالحساب والبعث ودخل الجنة !

نسمة علاء

الجمعة، 16 يوليه 2021 - 09:24 ص

 أمضى الشاعر الإنسان الفيلسوف كامل الشناوي بضع ساعات في عالم اللاوعي، شعر أنه ذهب إلى الجنة وعاش في قصورها المشرفة على نهر الكوثر، وأطل من نوافذها على طاقة من طاقات جهنم.

ورأى هناك عددًا كبيرًا من المفكرين والشعراء والفنانين والعلماء وكل من ساهم في تعمير الدنيا وتجميلها، وقال أن سكان الجنة جميعًا من المؤمنين بالله والذين لا يعصون ربهم ولا يؤذون أحدًا.

وفي حوار لكامل الشناوي مع الكاتب الكبير جليل البنداري الذي تم نشره في جريدة أخبار اليوم في 26 يناير 1963، قال كامل: عندما انتقلت من مرحلة الوعي إلى مرحلة اللاوعي أحسست في ثانية أن الرحلة مريحة وانتهى آخر عهدي بالدنيا.

وقبل قيامي بهذه الرحلة أحسست إحساسًا باهتًا بأن هناك صخبًا من حولي وأضواء وحركة لكني لا أرى ولا أسمع شيئًا، وشعرت بعد ذلك بأنني في العالم الآخر، لا حساب ولا عذاب ولا حواجز جمركية ولا جوازات سفر.

وعندما استيقظت وعدت مرة ثانية إلى مرحلة الوعي، أدركت أن هذا هو البعث، ووجدت نفسي في مكان غريب وفتحت عيني على أنابيب عالية هي أنابيب الأوكسجين ووجوه كثيرة تنظر إلي وتختفي، وخيل إلي أن هذه لحظة الحساب، وقلت: «أنا فين ؟»

وقال أحد وتبين فيما بعد أنه الدكتور منصور فايز: في القصر العيني !

ثم التفت إلى الجانب الأخر فوجدت الدكتور أنور المفتي يبتسم ويقول لي: خير خير !

وقولت لهما تبقوا أنتو الاثنين موجودين ويبقى خير

وقال له جلال البنداري:-

- ماذا كان شعورك وأنت ترى أصدقاءك من حولك بالمئات ؟
قال: الصداقة الصحيحة تجعل الإنسان يشعر بأنه يعيش في حب دائم وكبير

- هل أحسست في هذه اللحظات أنك في حاجة إلى زوجة أو شريكة حياة؟
قال كامل دون تفكير: هذا الحادث أكد إصراري على ألا أتزوج

- لماذا ؟
حتى لا أعرض زوجتي وأولادي لمواجهة شيء مما حدث لي

- هل ذكرت ذنوبك ؟
لا

- لماذا ؟

ربما لأن ليس لي أخطاء وليس لي ذنوب، والخطأ ينعكس أثره على نفسك والذنب ما ينعكس أثره على غيرك، فإذا أهملت صحتك فهذا خطأ، وإذا سرقت أدوية الناس فهذا ذنب، وأنا في حياتي لم أسرق الأدوية ولكني أهملت صحتي.

ثم قال: إن بيني وبين الله ما يجعلني أحس أني قريب عنه، فأنا أحب دنياه وأنفعل بكل ما فيها من جمال وفن وخير وحق وأنا لا أخشى أخرته لأني أتصورها أكثر جمالاً وفنًا وخيرًا حقًا من الدنيا.

وقال كامل: لقد كنت في شبابي أتهيب لقاء الله فلم يكن عندي من مؤهلات اللقاء ما يشجعني على أن ألقاه، لم يكن عندي التجربة ولا ممارسة أعظم ما خلقه الله وأتاح لنا أن نعيشه وهو الحياة.

ويستكمل قائلاً: لم يكن عندي الإيمان عن تفكير وشعور، كان الأيمان شعورًا فقط، وقد أصبحت بحمد الله جديرًا بأن ألقي ربي في كل لحظة، فأنا أؤمن به بفهم وأفهمه بإيمان.

مصطفى كامل سيد الشناوي ولد في 7 ديسمبر 1908 في «نوسا البحر» مركز أجا بمحافظة الدقهلية، وكان ميلاده عقب وفاة الزعيم مصطفى كامل فسماه والده «مصطفى كامل».

عرف كامل برقة شعره وهو أخ للمؤلف مأمون الشناوي وغنى له محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وآخرون، وغنوا له «لست قلبي، لا تكذبي، حبيبها»، ويعتبر أوبريت «أبو نواس» آخر أعماله الفنية، لم يتزوج كامل الشناوي وتوفي في 30 نوفمبر 1965.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة