وزير الأوقاف
وزير الأوقاف


وزير الأوقاف: الأضحية تجزئ بالذبح وأيضا بالصك 

كرم من الله السيد

الجمعة، 16 يوليه 2021 - 06:18 م

 قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الأضحية سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) وسنة أبينا إبراهيم( عليه السلام )، حيث يقول نبينا  ( صلى الله عليه وسلم) :"ضَحُّوا فَإِنَّهَا سُنَّةُ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ"، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ):" (مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عمَلاً أحَبَّ إلى اللهِ( عزَّ وجلَّ) مِنْ هراقةِ دَمٍ، وإنَّهُ ليَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِن اللهِ ( عزَّ وجلَّ) بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ على الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا" .  

اقرأ أيضاً | جزار مسيحي يذبح الأضحية.. اعرف رأي «الإفتاء»

واوضح الوزير، في كلمة له على صفحته الرسمية علي موقع التواصل الإجتماعي «الفيسبوك» أن الأضحية لون من ألوان التضحية بالمال، فالأضحية والتضحية ترجعان لجذر لغوي واحد هو  ( الضاد والحاء والألف اللينة)، وهي دليل كرم النفس وسخائها، فقد دخل نبينا ( صلى الله عليه وسلم )على السيدة عائشة (رضي الله عنها )يوم أضحى وقد ذبحوا شاة، فقال( صلى  الله عليه وسلم): ما بقي منها؟، قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال:بقي كلُّها غير كتفها".

وقد وردت عدة أحاديث في شأن التصرف في الأضحية، منها ما روي عن سلمة بن الأكوع (رضي الله عنه) قال: قال النبي(صلى الله عليه وسلم): "مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلاَ يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ"،فَلَمَّا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله ، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا عَامَ المَاضِي؟ قَالَ: " كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا ،فَإِنَّ ذَلِكَ العَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا" ، ومنها ما روي عن ابن عمر (رضي الله عنهمـا)أن النبي (صلى الله عليه وسلم)قـال:" لَا يَأْكُلُ أَحَدُكُمْ مِنْ لَحْمِ أُضْحِيَتِهِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ" . 
ولفت جمعة الي أنه من خلال قراءتنا لسياق هذه الأحاديث ومناسبة كل منها يتضح لنا أن حديث " كلوا وتصدَّقوا وَادَّخِرُوا "، وحديث " لا تَأْكُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ " لم ينسخ أي منهما الآخر ، إنما كان كل منهما في حال معين ، فحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم): " كلوا وتصدَّقوا وَادَّخِرُوا"،وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم): " لا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاثة أيام"، ذلك أنه لما نهاهم (صلى الله عليه وسلم) عن الأكل فوق ثلاث سألوه في العام الذي يليه، يا رسول الله كنت نهيتنا أن نأكل من الأضحية فوق ثلاث ، فقال (صلى الله عليه وسلم):" كلوا وأطعموا وادخروا، فإن ذلك العام كان بالناس جهد فأردت أن يعينوا فيهم".

وأوضح أن  أكثر الناس إنما يحفظون أو يفهمون أو يقفون عند قوله(صلى الله عليه وسلم): " كُلُوا وَأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا "وينظرون بما يشبه التقديس إلى أقوال بعض الفقهاء بتقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام : ثلث للفقراء، وثلث للإهداء، وثلث للإنسان وأهله، على أن هذا التقسيم هو عملية تقريبية للتصرف، وكان القصد منه ألا يجور المضحي على نصيب الفقراء، وأن يخصهم ولو بالثلث في أضحيته، فمن زاد زاده الله فضلا. 

وشرح الوزير، أن ما يجزئ في الأضحية ، فقد ذهب كثير من العلماء والفقهاء في عصرنا الحاضر إلى أن العبرة بكثرة لحم الأضحية ووفرته وطيبه وجودته، وهو ما يحقق المقصد الأسمى منها ، فمتى تحقق ذلك في الأضحية أجزأت، وحققت المقصد الشرعي منها.

والأضحية كما تجزئ بالمباشرة تجزئ بالصك، وما دام الجميع يحقق الشعيرة والنسك فالأولوية لما يحقق مصلحة الفقير مع الحفاظ على البيئة وتعظيم نفع الأضحية وثوابها ، ولا مانع لمن وسّع الله عليه أن يجمع بين الخيرين الصك والأضحية متى تيسرت له سبل الذبح بالطريق الشرعي والقانوني الذي يحقق المصلحة دون مخالفة .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة