محمد اللمعي
محمد اللمعي


خبراء الملاحة عن التسوية مع إيفرجرين: إنجاز غير مسبوق

محمد التفاهني

الجمعة، 16 يوليه 2021 - 07:46 م

 

ربما كانت أزمة جنوح السفينة إيفرجيفن واحدة من أخطر الأزمات التى مرت فى تاريخ الممر الملاحى لقناة السويس ولكن الإرادة المصرية أثبتت كفاءة وقدرة على تحقيق ما رآه العالم صعبًا ويفوق قدرات المصريين، لتخرج مصر من هذه الأزمة وقد حققت انتصارًا كبيرًا وجمعت بين عدم التفريط فى حقوق مصر واكتساب احترام وثقة العالم والأوساط الملاحية.. وقد أجمع خبراء الملاحة على قدرة المصريين وكفاءتهم فى مواجهة الأزمات وأن ما قام به رجال قناة السويس سوف يتم تحليله وتدريسه لطلبة النقل البحرى خاصة انه عمل بطولى وبدرجة نجاح كبيرة حيث لم يتم تفريغ حمولة السفينة.

وأشاروا إلى أن المصريين لديهم الدراية والامكانيات والخبرات اللازمة لإنهاء الأزمة وهو ما شهد به فريق الإنقاذ الهولندى حيث أقروا بخطة العمل التى وضعها المصريون للعمل على تعويم السفينة وأشادوا بطريقة عملهم، ويرون ان جهود المصريين من أبناء هيئة قناة السويس فى تعويم السفينة البنمية العملاقة الجانحة يبين قدرة المصريين كفريق عمل واحد وهذا يضاف إلى سجل قدرتهم على مدار عشرات السنين فى إدارة القناة والتى يمر فيها سنويا 18 ألف سفينة.

ويقول عادل اللمعى رئيس غرفة ملاحة بورسعيد: هى بالفعل كانت واحدة من أصعب الأزمات التى واجهت الملاحة بقناة السويس وكانت مشكلة معقدة ومتعددة الجوانب بداية من جنوح أكبر سفينة حاويات فى العالم وكيفية التعامل معها من الناحية الفنية لإعادة تعويمها وإعادة الملاحة للقناة والتى كان يتابعها العالم دقيقة بدقيقة، وارتبط بالأزمة كيفية الحصول على حقوق مصر من تعطل الملاحة وكان معروفًا أننا أمام طريق صعب كتب علينا أن نخوضه وكما تابعنا كانت توجيهات القيادة بالتعامل بكل دقة مع وضع مصلحة مصر فى المقام الأول.

وقال ان مصر حققت فى المشكلة الفنية انتصارا كبيراً لم يتوقعه العالم فى التعامل مع أزمة تعويم السفينة بالإمكانيات والفكر المصرى بكراكات ولوادر أبهر العالم، وأفرد له قصة عن هذا الإعجاز، وكان لها دور كبير بالفعل فى تحريك وتعويم السفينة، ثم كانت المشكلة الأكبر وهى حجم التعويضات المطلوبة لمصر مع واحدة من أكبر شركات الملاحة فى العالم ولا ينكر أحد ثقلها.

وأضاف ان التحرك المصرى فى الأزمة كان محصورًا بكل دقة فى كيفية الحصول على التعويض والحق المصرى فى ذلك، وعدم خسارة العلاقة مع الشركة المالكة للسفينة، وبالفعل نجحنا فى ذلك.

وأكد انه: من خلال معايشتى لدنيا الملاحة فى مصر وخارجها كان العالم كله يتابع القضية لحظة بلحظة، أولا كان يترقب انتهاء الأزمة لإعادة الملاحة للقناة وثانيًا تعدد الآراء والفتاوى حول كيفية إدارة مفاوضات التعويض.

ولكن مصر كان لها منهجها النابع من قناعتها وتوجيهات القيادة بعدم التفريط فى حق مصر، وكما فاجأت مصر العالم بانتهاء الأزمة الفنية وتعويم السفينة كانت المفاجأة الثانية وهى الوصول إلى حل لأزمة التعويضات وإنهاء فترة احتجاز السفينة حتى وصلت المفاوضات فى النهاية إلى حل أرضى وحقق مصالح الطرفين بعد أن حصلت مصر على التعويض المطلوب والذى تجاوز نصف مليار دولار وحصول مصر على اثنتين من أحدث الكراكات فى العالم من الشركة المالكة للسفينة، والأهم من ذلك هو إعلان الشركة المالكة عن توجيه كافة السفن العملاقة التابعة لها للعودة لاستخدام الممر الملاحى للقناة.. وأشار إلى انه يرى فى ذلك رسالة ربما لم تقصدها الشركة المالكة للسفينة لكل خطوط وملاك السفن فى العالم أن قناة السويس كانت وستظل هى الممر الملاحى الأول والأهم فى العالم ولا بديل له لخدمة حركة التجارة العالمية.

وقال: لابد ألا ننسى السياسة المرنة والحكيمة التى تطبقها مصر فى إدارة المرفق، أولًا بالتطوير المستمر للممر الملاحى وتحديث الأسطول البحرى من الكراكات والقاطرات وغيرها للتعامل مع أحدث ما تنتجه ترسانات العالم من ناقلات حديثة عملاقة، إلى جانب المتابعة الدقيقة للتسويق للممر الملاحى لاجتذاب الخطوط العالمية بمنح التخفيضات اللازمة للسفن الكبيرة وغيرها، وكما نتابع فإن قناة السويس مازالت تحقيق نموا سنويا متزايدا فى إيرادات العبور رغم الأزمات التى تشهدها الأوساط الاقتصادية فى العالم وأزمة كورونا مؤخرًا، إلا أنه كما أعلن خلال الأيام الماضية أن القناة حققت هذا العام أكبر إيراد فى تاريخها يتجاوز ٥ مليارات دولار.

واوضح انه يعتقد أن أزمة السفينة إيفرجيفن رغم خطورتها وقت حدوثها والمخاوف التى كانت تتزايد من تأثيرها على حركة الملاحة فى القناة إلا أن مصر كعادتها فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى تمتلك القدرة على فن إدارة الأزمات وتخرج منها فائزة وهو ما عشناه وتابعه معنا العالم فى هذه القضية. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة