أتمنى أن تحظى بعض الأحداث بالأولوية وآخرها حادث الاعتداء على بعض أطباء مستشفى المطرية والتى اتهم فيها بعض امناء الشرطة وذلك نظرا لحساسيتها وللمشاعر التى انتابت الاطباء نتيجة الحادث وكذلك موقف نقابة الاطباء.
هذا الموقف يتطلب منا دراسة جدية لانه يحمل فى دلالاته بعض السلوكيات وردود الأفعال التى تقوم بها النقابات.
ويؤسفنى بداية ان اؤكد ان موقف نقابة الاطباء سوف يتكرر كثيرا خلال الفترة القادمة من جانب اى نقابة اخرى قد تجد فى موقف نقابة الاطباء مثالا يحتذى فى مثل هذه الحوادث التى تظل حوادث فردية لايمكن تعميمها بأى حال من الأحوال.
أعود لموقف نقابة الاطباء والذى يتعلق بالدفاع عن الاطباء وهو موقف لايمكن لاحد انتقاده لانه تفعيل لدور النقابة تجاه اعضائها. لكن اتوقف امام التوقيت والظروف العامة التى تمر بها مصر الآن والتى تخفى نارا تحت الرماد اؤكد انه لن ينجو احد من حريقها ان نحن تركناها تتصاعد.
فى مثل هذه الأحداث الفردية والتى تكررت خلال الفترة الماضية فيما يتعلق بعلاقة المواطن بجهاز الشرطة فإننى اطالب بأن تأخذ اولوية خاصة لدى كل جهات التحقيق والاعلان عن الحقائق بمنتهى الشفافية والوضوح.
نعرف جميعا ان الشرطة تحملت الكثير والكثير منذ 25 يناير ودفع رجالها ثمنا باهظا وكانوا كبش فداء لثورة مستوردة للتخريب والتدمير واسقاط الدولة المصرية. دفع رجالها ثمنا باهظا خلال تلك الاحداث لا لشيء الا لمجرد انهم قاموا بواجبهم فى الدفاع عن انفسهم وأقسام الشرطة والسجون وغيرها من المبانى التابعة للوزارة ودخلت قيادتها السجون لكن قضاء مصر الشامخ اعلنت براءتهم بعض سنوات من الحرمان عاشوا فى الحبس الاحتياطى بالاضافة لآلاف الشهداء والمصابين.
لكن بالطبع يظل أى سلوك مخالف موضعا لتنفيذ القانون فى دولة تنشد المستقبل وتحقيق العدالة. واقول لأطباء مصر نحن معكم قلبا وقالبا ونحن نثق ان المخطىء سوف ينال عقابه الرادع ولكن يبقى ضمير اطباء مصر وضرورة قناعتهم بأن هناك دائما من يحاول استغلال ما حدث من اجل زعزعة الثقة والتشكيك واثارة البلبلة. دعوا القانون يأخذ مجراه ولكن نرجو من الجميع الحذر والحيطة من تكرار سيناريو بغيض كاد يضيع مصر بكاملها.