أنا شخصيا من المعجبين جدا بالدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، فالرجل أشبه بالمقاتل الذى يرفض الاستسلام فى معاركه، وما من معركة يدخلها إلا ويحقق فيها إنتصارا بالقانون، ربما لأنه أستاذ قانون شاطر جدا وعندما يصدر قرارا لابد أن يكون دارسا لتوابعه بحيث لا يكون عرضة للنقض أو الإلغاء.. فالرجل دخل معركة جديدة من يومين وهو يعرف جيدا أنه دخل برجليه عِش الدبابير مع المحتضنين للنقاب رافعين راية الإسلام تحت قبة الجامعة على إعتبار أن النقاب حق شرعى لا يجوز معارضة من ترتديه.. سواء كن طالبات أو مدرسات أو طبيبات أو ممرضات.. ومعركة الدكتور جابر هذه المرة ليست فى المدرجات لكنها كانت فى مستشفيات الجامعة..
- لقد قرر رئيس جامعة القاهرة منع إرتداء النقاب فى هذه المستشفيات وأعلن فى شجاعة وقوة أن من تعترض تلزم بيتها لكن كونها أن تنزل للعمل فى الجامعة فلن يسمح الأمن بدخول أى منقبة مهما كان العمل داخل المستشفى فى حاجة إليها، والحق معه لأنه يسأل.. كيف يطمئن المريض لمن تعالجه وهى ترتدى النقاب أو تعطيه دواء؟.. ثم أين علاقة الدفء بين المريض والطبيب المعالج التى تحنو على المريض وتخفف عنه آلامه بحوار إنسانى فما بالك لو أن طبيبة منقبة دخلت فى حوار مع المريض وهى تتحدث من وراء النقاب؟.. شكلها إيه.. أكيد يشعر المريض أنه يتحدث إلى خيمة سودة تتحرك مثل الشبح أمامه وهو لا يدرى من التى تعالجه.. ومؤكد أن معالمها تختفى لو أراد هذا المريض أن يشكوها للإدارة لو تعرض لإهمال أو بادره إحساسه بالتقصير من جانبها فى علاجه..
- الدكتور جابر نصار، يروى واقعة سرقة أربعة أطفال من مستشفى الأطفال الجامعى وعند الرجوع إلى الكاميرات جاءت بأربعة أشباح يرتدين النقاب فتعذر الكشف عن الجناة ولاتزال هذه القضية أمام النيابة.. إن هذه القضية سببها النقاب.. معنى الكلام أن النقاب لا يمثل خطورة على العاملين فى المستشفيات وحدهم بل إن قرار منعه المفروض أن يمتد للزوار أيضا.. فكم من الجرائم ترتكب بسبب النقاب وأقربها جريمة خطف الأطفال وقد قيدت الواقعة ضد مجهول، فى رأيى أنه لو كان لدى إدارة الأمن قرار من رئيس المستشفيات الجامعية بعدم دخول النقاب إلى المستشفيات فقد كان فى إمكان رجال الأمن التصدى للأربعة الذين خطفوا هؤلاء الأطفال ولم يتم التعرف على الجناة حتى هذه الساعة.. معنى كده أن أى شخص يريد الانتقام من مريض أثناء نومه فيدخل عليه بالنقاب.. وأسمع من رئيس الجامعة أن عدد المرضى فى مستشفيات جامعة القاهرة يصل إلى ما بين 3 و٤ آلاف مريض، هذا بخلاف أعداد الزوار والتى تصل أحيانا إلى ١٠٠٠٠ زائر، فقد يندس بينهم بعض المحترفين بارتكاب الجرائم ويرتدى النقاب وفى النهاية تلتصق التهمة بالممرضات المنقبات وهن بريئات.. إذن قرار رئيس الجامعة بمنع النقاب هو بغرض حماية الطبيبات والفنيات اللاتى تعملن فى الأشعة أو التحاليل بجانب عضوات هيئة التمريض وهو قرار صائب..
.. هو يعرف أن هؤلاء لن يسكتن وسوف يلجأن إلى القضاء والقضاء لن ينصفهن لأن هناك أحكاما سابقة فى مثل هذه القضية وكلنا نذكر يوم أن تصدى رئيس الجامعة للمنقبات من عضوات هيئات التدريس بكليات الجامعة ومنع دخولهن المدرجات وإتجهن إلى القضاء الذى أيد قرار رئيس الجامعة..
بالله عليكم كيف نقيم علاقة روحانية بين طالبة وأستاذة منقبة لا ترى وجهها ولا تعرف من هى بين المدرسات.. نفس الشئ الطلاب عندما يتحدثون مع أجسام سوداء.. لا أحد يمنع المرأة من النقاب فهو حق لها لكن فى البيت وليس فى العمل لأن طبيعة العمل تختلف عن طبيعة الإعتكاف فى البيت..
- أذكر أنه فى أعقاب أحداث سبتمبر التى قلبت موازين الأمن فى أمريكا، وظهرت معها تيارات معادية للإسلاميين فى أوروبا وأمريكا أصدر نخبة من علماء المسلمين عدة فتاوى تسمح للمنقبة أن ترفع النقاب حتى المحجبات المقيمات صدرت لهن الفتاوى بخلع الحجاب حتى لا يتعرضن للأذى.. معنى الكلام أن هذا الإجراء كان فيه حماية للمنقبات والمحجبات.. لذلك أقول إن أى إجراء يحمى أحد الطرفين مطلوب، سواء كان فى المدرجات أو فى المستشفيات.. والفضل هنا لقرار الدكتور جابر نصار الذى عرفته الجامعات المصرية بأجرأ رئيس جامعة فى مصر..
- ومن يتابع ترتيب جامعة القاهرة بين الجامعات فى العالم يجدها دخلت المنافسة بعد أن كان ترتيبها بعد الخمسمائة، أى خارج المنافسة حيث كانت الجامعات الهندية فى مقدمة الجامعات.. اليوم أصبحت الجامعات الأوروبية تعترف بشهاداتنا الجامعية والفضل هنا لأعضاء هيئة التدريس الذين يتفرغون للتدريس فى الجامعة بعد أن كانوا متشعبين بين الجامعة الأم والجامعات الخاصة.. وعودة النشاط الجامعى أحيا الجامعات المصرية وبالذات جامعة القاهرة التى لم تترك فرصة لأى مسابقة إلا ودخلتها.. لقد تغير الأسلوب وأصبح الطلاب عندهم الإنتماء لكلياتهم بعد عودة الروح الجامعية..
- اسمحوا لى أن أحيى رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار الذى نجح فى أن يغلق عِش الدبابير وهذه المرة خرج سليما منه بعد تصحيحه مسار العملية التعليمية..