الحاجة روحية وأبنائها
الحاجة روحية وأبنائها


«روحية» نهر العطاء.. تفوز بجائزة مهرجان باريس عن فيلم «بر أمان»

أمنية فرحات- محمد هشام

السبت، 17 يوليه 2021 - 03:52 م

 

عُقد مهرجان جيل المساواة السينمائي في باريس خلال منتدى جيل المساواة، وهو تجمع عالمي للمساواة بين الجنسين برعاية هيئة الأمم المتحدة للمرأة وتستضيفه حكومتا فرنسا والمكسيك، بمشاركة المجتمع المدني والشباب. 


يمثل مهرجان الأفلام، منصة فريدة لصانعي الأفلام من الشباب لعرض أعمالهم للعالم وفتح مساحات جديدة للحوار حول استخدام الفنون لتحدي الصور النمطية وتغيير الأعراف الاجتماعية.


وشارك في المهرجان أكثر من 700 فيلم قصير، وتم اختيار أفضل 10 أفلام قصيرة من بينهم فيلم "بر أمان روحية" للصحفي محمد فتحي من مصر ليتم التصويت ليفوز في النهاية كأفضل فيلم قصير لقصة نسائية مميزة.

 الحاجة روحية محروس عبد الرحمن، سيدة في العقد السادس من عمرها، الشقاء يكسو ملامحها من فرط ما عاشته من معاناة، لكنها تحمل قلبا من ذهب، وتضم  بين أحضانها أبنائها الثلاثة «علي وأحمد وسامي»، فقد كانت تتمنى من الله أن يكونوا سندا لها في الحياة عند الكبر، ولكن القدركان له رأي آخر .

 

بصيص أمل

 

أبناؤها الثلاثة يعانون الإعاقة الذهنية منذ ولادتهم، فهم رجال لكن يحملون عقول  أطفال رغم أنهم في مراحل عمرية متقدمة فـ«سامي 40  عاما، وأحمد 32 عاما، وعلي 27 عاما»، ولديها ولد آخر معافى يدعي "محمد "، ظلت تكافح من أجله حتى أكمل تعليمه وأصبح مهندسا، ما أصبح يشكل لها بصيص أمل عله يكون سندا لها ولإخوته من ذوي القدرات الخاصة.

 

زوجها تركها منذ أكثر من ربع قرن

 

 تخلى عنها زوجها وتركها في بداية الطريق إلى مصير مجهول، لكنها صبرت وظلت صامدة حتى لا تخضع واستغنت عن كل شيء،  تقوم بدور الأب والأم في نفس الوقت  طيلة 41 عاما من الشقاء والعناء كل همها، فقط، أن يأتي عليها المساء تغلق عليها بابها في ستر وأمان من الله وهى تختضن أبنائها.

تقول الحاجة روحية: «رزقني الله بنعمة كبيرة وهم أبنائي الثلاثة المعاقين وأخوهم المهندس محمد ، تركني والدهم منذ 25 عاما بعد ولادة ابني "علي " بعامين، حاول البعض البحث عنه وإقناعه بالرجوع لنا لكنه رفض بشدة ولم نعرف عنه شيئا طوال هذه السنوات».

وأضافت: «تعرضت لظروف صعبة بعد اختفائه وهروبه من تحمل المسؤلية في تربيتهم وقررت أن أهب حياتي في خدمتهم  لأداء رسالتي على أكمل وجه، بشكر ربنا على عطاياه».

 

رحلة كفاح مرير

 

وفيما يتعلق بظروفها المعيشية تحكي الحاجة روحية قائلة: «مرت علي لحظات لم أجد فيها رغيف العيش الحاف، الحمد لله فضل من ربنا ورضا من عنده ما أنا عليه الآن، كنت أقوم بتربية الطيور في المنزل وبيعها عند الحاجة، عندما تركني زوجي كان محمد ابني في المدرسة، عافرت و تحملت كل متاعب الدنيا من أجله هو وإخوته، حتى تخرج من الجامعة وهو يعمل الآن مهندس في إحدى الشركات». 

 

مجهود إضافي خوفا من ضياع أولادها

 

وتحرص الحاجة روحية على أولادها من ذوي القدرات الخاصة ولا تكاد تذهب أي مكان بدونهم، وتابعت: «أذهب بأبنائي إلى كل مكان  ولا أتركهم في المنزل خوفا عليهم، لأنهم عندما يخرج منهم أحد من البيت لا يعود مرة ثانية إلا بعد البحث عنه في كل مكان بالقرية، وأقوم بتنظيفهم  وغسل ملابسهم وإعداد الطعام لهم، ودائما أمسكهم بيدي في كل مكان أينما ذهبت».

 

الرضا

 

وعند سؤالها عن أمنياتها في الدنيا قالت: «أنا عايشة الحمد لله مستورة، مفيش حد بيساعدني ولا عمري مديت إيدي لحد ومش عايزه حاجة من حد، ربنا يخلي محمد إبني ساندني ودايما مع إخواته».

 

اقرأ أيضا.. حكايات| «روحية» نهر من العطاء يروي 3 أبناء من ذوي القدرات

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة