الكاتب الصحفي جمال حسين 
الكاتب الصحفي جمال حسين 


من الأعماق 

مشروع القرن .. ورسائل الطمأنة

جمال حسين

السبت، 17 يوليه 2021 - 04:31 م

 

"مستعينًا بالله.. واثقًا فى قدرات وطننا الغالي.. مؤمنًا بإرادة شعبنا العظيم فى مواجهة التحديات، ويقينًا بأن هذا الشعب يستحق الحياة الكريمة، التي تليق بما قدَّم من تضحياتٍ، وما واجه من تحدياتٍ، وما تحمَّل من صعوباتٍ؛ لتظل مصرنا عزيزةً أبيَّةً.. أعلن انطلاق المشروع القومى لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة"؛ ليكون علامةً مضيئةً، وسُنَّةً حَسنةً فى مسيرة الأمة المصريَّة.. ودائمًا بقوة وإرادة شعبها.. ستحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".


هذا هو نص وثيقة انطلاق مشروع تنمية الريف المصري "حياة كريمة"، التى وقَّعها الرئيس عبد الفتاح السيسى باستاد القاهرة، في احتفاليةٍ كبرى، وأمام أكثر من ١٠ آلافٍ من جميع طوائف الشعب المصري، وتابعها أكثر من ١٠٠ مليون مصرىٍّ عبر شاشات التليفزيون.

 إنه مشروع القرن الذى تسعى الدولة من خلاله إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من أربعة آلافٍ وخمسمائة قريةٍ، كانت منْسيةً، وظلَّت تُعانى التجاهل والإهمال عشرات السنين، حتى جاء الرئيس السيسى؛ ليُطلق مبادرة التنمية المستدامة، بهدف تحسين جودة الحياة لنحو 58 مليون مواطن، كانوا يعيشون ظروفًا غير إنسانيَّةٍ بالمرة على مدى ٦٠ عامًا من الإهمال والتجاهل، وخصَّصت لهم الدولة٠ ٧٠ مليار جنيه أو يزيد؛ لبناء كل شىءٍ من الألف إلى الياء.


 سألني أحد القراء: هل كنا بحاجةٍ إلى هذه الاحتفالية الكبرى باستاد القاهرة؟


قلت له بكل صدقٍ "نعم"؛ كنا جميعًا، حاكمًا ومحكومين، فى أمسِّ الحاجةِ لمثل هذا اللقاء وهذه الاحتفالية، فالشعب المصري القَلق على نهر النيل، كان ينتظر بفارغ الصبر، أن يُبدِّد الرئيس السيسي الغيوم والسُحب، التي لبَّدت الأجواءَ، خلال الأيام الماضية، وأن يُفنِّد الأكاذيب ويُزيل المخاوف التى حاصرت المصريين، وأن يُطمئنهم بنفسه على كل مُجريات الأمور.


 كان لهذه الاحتفالية الرائعة مفعول السحرِ في رفع الروح المعنوية لأكثر من ١٠٠ مليون مصرىٍّ تسرَْب إلى الكثيرين منهم الإحباط، وهم يرون الاستفزازات الإثيوبيَّة بشأن سد النهضة، وتخلِّى بعض الدول ممَّنْ كنا نحسبهم أصدقاءً وحُلفاءً عن مساندتنا فى مجلس الأمن، وفُوجئنا بمن باعنا، ومَنُ تردَّد عن مساندة الحق الواضح وضوح الشمس؛ طبقًا للمواثيق والاتفاقيات الدوليَّة، واتفاقيات الأنهار العابرة للدول.


الرئيس السيسي نفسه كان فى أمسِّ الحاجةِ لهذا اللقاء؛ حتى يستمد القوة من شعبه الذي جاءه ليُجدِّد البَيعة والتأييد والمُساندة، ويُذكِّره بأجمل أجواءٍ عِشناها، خلال ثورة ٣٠ يونيو، عندما خَرج  ٣٥ مليون مصرىٍّ للشوارع؛ يُطالبونه بتخليص مصر من الإخوان، ثم خروجهم مرةً أخرى؛ يُطالبونه بتخليص مصر من الإرهاب، ومساندتهم وتأييدهم له فى جميع القرارات المصيريَّة للإصلاح الاقتصادى، وبناء الجمهوريَّة الجديدة.


يوم الخميس الماضي تعلَّقت أنظار المصريين باستاد القاهرة؛ ينتظرون أن يقول الرئيس ما يُطمْئنهم ويشفي غليلهم، وقد كان.. كلمات السيسي جاءت قويَّةً، حاسمةً مثل طلقات المدافع؛ لتُبدِّد وساوس القلق والخوف، وتضخ الدمويَّة إلى عروقنا، ونحن نرى الرئيس يقف بكل قوةٍ وشموخٍ؛ مُؤكِّدًا أن الأمن القومى خطٌ أحمر، شاء مَنْ شاء وأبى مَنْ أبى، وإن ممارسة الحِكمة والجنوح للسلام، لا يعنى بأى شكلٍ من الأشكال السماح بالمساس بمقدرات هذا الوطن، والذى لن يسمح لكائن من كان أن يقترب منه، وقوله : قبل ما يحصل أي حاجة لمصر.. يبقى لازم أنا والجيش نروح علشان حاجة تحصل لمصر.. غير كده ماينفعش ..من فضلكم عيشوا حياتكم.


احتفالية الاستاد جدَّدت المُبايعة للقائد والزعيم، الذى واجه موجة إرهابٍ عاتية، واقتحم أزمات ومشكلات اقتصاديَّة، واستعاد مصر من شرذمة البغى والضلال التى تُتاجر بالوطن، وخاض غُمار التحدِّى، حتى تحقَّق المُستحيل والنصر المُبين فى معركتى البناء والتعمير.


تحيةً لكل مَنْ فكَّر وخطَّط وأشرف على تنفيذ هذه الاحتفالية الكبرى، والشكر واجبٌ للرئيس السيسى، الذى أعاد إلينا الثقة بالنفس، وبثَّ فى النفوس مقومات العِزَّة والكرامة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة