عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

أكاديميات الكرة

عثمان سالم

السبت، 17 يوليه 2021 - 05:33 م

بعد الأرقام الفلكية التى وصلت إليها عقود بعض النجوم وهى بالملايين أصبح لدى المواطنين رغبة شديدة فى أن يصبح أبناؤهم من لاعبى كرة القدم على الرغم من أهمية الألعاب الأخرى والتى بدأت تعطى بسخاء للمتميزين فى الألعاب الجماعية. 
فى هذا الموعد من كل عام يتواصل معنا الكثيرون من الزملاء والاصدقاء والمعارف الكل يبحث عن مكان لابنه من خلال قطاع الناشئين فى الأندية الكبرى (الأهلى والزمالك على وجه التحديد).. ونظرا للاعداد الكبيرة التى تزدحم بها ساحات الملاعب وحتى الأسوار أصبح من الصعب أو ربما من المستحيل إجراء اختبار موضوعى لقياس قدرات الصغار واكتشاف مهاراتهم من أول لمسة للكرة حتى وان اكد بعض الخبراء ان هذا ممكن لكنه لا يحدث فى الغالب الاعم ولأن الأندية لا تستوعب إلا أعدادا قليلة فى الاختبارات وخاصة فى زمن جائحة كورونا لجأت الأندية وحتى القطاع الخاص إلى ما يسمى بأكاديميات الكرة وينشئ لها ملاعب تتكلف الكثير لكونها تجارة مربحة للغاية وأقول إنها تجارة لأن أغلبها بكل أسف يسعى للربح بصرف النظر عن العائد الفنى اللهم إلا إذا كان من أبنائها مميزون لم تتح لهم فرصة العين الخبيرة فى الأندية وهناك شق تجارى آخر فى المنظومة وهو بيع العناصر المميزة للأندية وبأرقام كبيرة. وتقوم الأكاديمية أو وكلاء اللاعبين بتوقيع هؤلاء النشء على عقود وكالة بحيث يصبح لاعب المستقبل رهن السمسار الذى يتصرف فيه كيفما يشاء وقد دهشت من الرقم الذى ذكره الكابتن أحمد شوبير من أن بعض الأكاديميات تحصل على مبالغ مالية كبيرة تصل فى بعض الأحيان إلى ١٥ ألف جنيه مقابل تعليم وتدريب فنون اللعبة (إن وجدت!!) ومن المؤسف أن ينساق أولياء الأمور وراء هذا النوع من التحايل والابتزاز إرضاء لرغبات الأبناء ومنهم الكثيرون الذين لا تتوافر لديهم أدنى مقومات اللعبة حتى الأجسام فهى ضعيفة و»قزمية» أحيانا ويمكن أن يستمرهذا النزيف من الصرف فى الأكاديمية إلى أن يصل ولى الأمر إلى انه لم يعد قادرا على الدفع أو الشعور بأن ابنه ليس مكتوبا له أن يكون من نجوم المعشوقة أو حتى «حرافيشها».. مدارس أو أكاديميات الكرة تشبه إلى حد ما  ما يسمى بالمدارس الدولية وما دونها التى تدفع فيها أرقام قياسية من المصروفات السنوية. ومن الغريب ان العائد يكون أحيانا أقل من مستوى بعض المدارس خاصة التجريبيات التى بدأت ترفع السن إلى أكثر من خمس سنوات لقبول التلاميذ الصغار فى الحضانة. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة