السبت، 17 يوليه 2021 - 06:31 م

كثيرة هي الأسئلة التي يثيرها الكاتب الصحفى سيد محمود فى كتابه ( محمود درويش فى مصر..المتن المجهول)..وكثيرة هي أوراق الذاكرة المتناثرة.. وكثير أيضا ما يكشفه الكتاب، من بعض ملامح شخصية محمود درويش،المسىئول بدرجة كبيرة عن كثير من التفاصيل المجهولة فى سيرته!!....
  ‏فى موسكو، ودع درويش رفقاء السهرة، استعدادا لتحمله الطائرة عائدا إلى حيفا...بينما تمكن من تغيير وجهته فى أحد المطارات،بمعاونة أفراد من السلطة المصرية، ليصل إلى مطار بيروت، ومنه إلى القاهرة، مساء ٩ فبراير ١٩٧١!! ‏كان محمود درويش قد عبر لبعض الأصدقاء عن رغبته فى مغادرة الأرض المحتلة،وكانت  المشكلة (لا يستطيع دخول أي دولة  عربية بأوراق إسرائيلية)!!..وفى موسكو حيث كان  يدرس درويش بمعهد العلوم الاجتماعية، كانت الترتيبات الاستثنائية للانتقال إلى القاهرة،بجواز سفر دبلوماسي مصري..بدعوة من عبد الناصر مباشرة...
‏حكاية يعرفها الجميع..لكنها وبعد أكثر من ٥٠ عاما،وبعد رحيل معظم أبطالها،تبدو مبهمة مجهولة، مسكوت عن الكثير من تفاصيلها!!ولعل المتن‏ الأول المجهول..هو‏(‏لقاء محمود درويش بعبد الناصر فى موسكو)!!
أكدت ليلي شهيد السفىرة السابقة لفلسطين فى باريس، والصديقة المقربة من درويش... أكدت فى حوار(بمحطة فرنسا ٢٤)فى مارس ٢٠٢٠..على لقاء درويش بعبد الناصر، خلال رحلات ناصر السرية للعلاج فى سخالطوبو، وهو ما يدعم فكرة انتقال درويش للإقامة فى القاهرة، بدعوة ودعم من عبد الناصر!! لكن السفىر المصري بموسكو( ذلك الوقت) د.مراد غالب، وكان صديقا لمحمود درويش (والمسئول عن ترتيبات سفره للقاهرة)..أكد أن درويش لم يلتق بعبد الناصر أبدا!!... وبالطبع  محمود درويش كما فى كل حكاياته، لا ينفى ولا يثبت!!
ولعل الأقرب للواقعة هو عدم حدوث اللقاء.. فبعد وفاة عبد الناصر....وبعد قدوم درويش للقاهرة..وبعد خروجه منهاإلى  بيروت ..وبعد سنوات طويلة وسنوات، حتى وفاة درويش نفسه...لا أظن أن اللقاء بجمال عبد الناصر، سر يقوى أحد على إخفائه طويلا.