من أعبط المقولات التي ابتلعناها زمنا طويلا مقولة» القادة يولدون ولا يصنعون» ومن الأشد عبطا انه مازال البعض يروج لها كأننا مازلنا في العصور الوسطي التي رعت تلك المقولة قبل تطور العلوم الإنسانية.. والعلوم الحديثة خاصة علم النفس الذي أكد بدراساته ان القائد والقيادة علم يدرس ويصنع لنا قادة يمكن لهم تولي المناصب القيادية بفعالية بداية من رئيس قسم في مؤسسة حتي رأس البلاد.
لكن العديد من الدول المتخلفة تتمسك بتلك المقولة وتعمل حتي علي إهدار الكفاءات القيادية حتي يصل بنا الحال كما هو حادث في بلادنا حيث تفتقر المواقع لوجود القائد ونشكو أننا لا نجد الوزير القائد المناسب الذي يتحمل مشكلاتنا الملحة والحساسة ويجيد التعامل معها.
والوزير القائد عادة يكون صاحب فكر وقدرة يدرك جيدا مهامه وأهدافه وغاياته ويتمتع بمهارة توصيل أفكاره إلي تابعيه ومرءوسيه ويقوم بتحفيزهم من أجل تحقيق الأهداف.. وبعبارة اخري لكي تكون قائدا عليك ان تكون قادرا علي معرفة ما المطلوب منك تماما، وما المطلوب في المواقف المختلفة وأن تكون قادرا علي تكييف سلوكك وفقا لذلك.. وبعد خبرة عمل مع احد القادة يقول احدهم : «القائد انسان يلهمني ويهتم بي كإنسان ويعمل معي ومع الآخرين علي تحقيق رؤية وهدف جعله مشتركا بيننا».
ويذكر احد مدربي القادة مفسرا عظمة القائد نابليون :»بدون أتباع كان نابليون مجرد رجل يرتدي قبعة» اي القادة عادة ما يحتاجون اتباعا.. فقد ولت أيام القائد الأوحد الملهم الذي لولاه لفسدت البلاد، وأصبح اليوم معروفا ان الذين يعملون مع القائد أي الاتباع لابد ان يربطهم به بشكل ايجابي حتي يدركوا رؤيته ويتجلي ادراكهم لرؤيته في جهدهم الزائد ومعنوياتهم المرتفعة وتحقيق الاهداف.. دون ذلك سنظل نعاني فقر القادة.