طه بصرى
طه بصرى


طه بصرى فنان الكرة العصرى

آخر ساعة

الأحد، 18 يوليه 2021 - 02:11 م

شوقى حامد

مشوارى فــى بلاط صاحبة الجـلالـة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســجيل واسـتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

تربع فى القلوب كإنسان قبل أن يغزوها كفنان، فهو هادئ دون ادعاء، وقور دون افتعال مهذب دون تفريط، مؤدب دون تمثيل، بشوش بفطرته السوية وأخلاقياته العالية وتلقائيته الإنسانية، بشرته السمراء الداكنة زادته حسنا، وتقاطيعه الواضحة الجلية غمرته بشرا، وصوته الرخيم الواثق قربه من النفوس، وفرضته حجته وبلاغته وبساطته على الألباب والعقول، وهبه الله مقومات فنية رائعة، ومنحه إمكانات مهارية طيبة فأحسن هو استخدامها، وأجاد استعمالها واستعان برب السماوات على تنميتها وحافظ باستقامته وصلاحه على استمرارها.

ولد الفنان الأسمر طه بصرى فى ٢٠ أكتوبر من عام ٤٦ بقرية الجبل الأصفر محافظة القليوبية، وككل لاعبى جيله مارس الكرة فى شوارع وحارات قريته ثم انتقل إلى الملاعب الأفضل، كملعب حرس الحدود بالمحافظة ونادى الاتحاد السودانى المخصص للجالية السودانية، وشجعه والده الذى كان يعمل بشركة أسو للبترول على مواصلة نبوغه ووافق رغم أنه كان ربا لأسرة كبيرة يصل تعدادها لسبعة أبناء بينهم آنسة واحدة على كفالة مشواره من وإلى القاهرة ليخضع للتجربة بنادى الزمالك بناء على ترشيح من أبو الأشبال البيض كابتن حمادة الشرقاوى، وقدمه للكابتن الكبير على شرف رئيس قطاع الناشئين الذى بادر بقيده فورا لينضم رسميا للمعقل الأبيض فى مطلع حقبة الستينيات ومثل المراحل السنية المتعاقبة إلى أن تم تصعيده للفريق الأول فى موسم 65/٦6 مع الجيل الذهبى الذى كان يضم نصحى ورفاعى ويكن وقطب وأحمد مصطفى وأحمد رفعت وأبورجيلة وعمر النور والجوهرى وعفت، وكانت أولى مشاركاته الرسمية مع هذه الزمرة أمام نادى اتحاد السويس وانتهت بالتعادل السلبى وكان موعده مع التألق والشهرة فى المباراة التالية أمام الطيران وفاز الأبيض 7/1 وحصل بصرى على لقب الهاتريك بعد إحرازه ثلاثة أهداف، فرضته موهبته الأصيلة ومهاراته الجميلة على منتخب مصر الأول ولعب أولى مبارياته الدولية أمام ليبيا وتعادل ٢/٢ وامتثل مع زملائه المظلومين لقرارات وقف النشاط الرياضى بسبب العدوان الصهيونى الغاشم على سيناء وأسهم مع أقرانه فى تمويل خزانة الزمالك بجولات رياضية بالأردن والبحرين وسوريا والسودان ثم احترف بالخليج ولعب لنادى العربى الكويتى وفاز بكأس أمير البلاد وكأس الدورى المشترك خلال الفترة من ٧١ إلى ٧٤ وكانت لملكات وقدرات وأخلاقيات بصرى الرائعة أبلغ الأثر فى انتماء معظم الجماهير الخليجية خاصة الكويتية للزمالك وعشقها له حتى بعد أن عاد أدراجه إلى مصر، مفضلا إنهاء مشواره الفنى فى بيته الذى نشأ فيه وحقق معه كأس مصر عامى ٧٥ و ٧٧ ودرع الدورى عام ٧٨ مع الجيل الأحدث الذى كان من رموزه شحاتة وجعفر وخليل والخواجة ومنصور وتوفيق وغنيم وعزمى وسمير وسعد وطولان كما زامل بالمنتخب جيل الموهوبين أمثال طاهر الشيخ والخطيب وعبده ويونس ونوح ومختار وشارك معهم فى ثلاث دورات بكأس أمم أفريقيا أعوام ٧٠ بالخرطوم والقاهرة ٧٤ وأثيوبيا٧٦ وكانت أفضل مشاركاته أمام زامبيا وفازت مصر 3/1 أحرز هو منها هدفا، وليفضل بعد ذلك اتخاذ القرار الصعب بهجر الأبسطة الخضراء بعد بطولة الألعاب الأفريقية التى جرت بالجزائر عام ٧٨ وكما كان عطاؤه غزيرا ووفيرا كلاعب كانت بصماته كمدرب عميقة وعريقة، امتهن العمل الرياضى كمدير للكرة مع الكابتن محمود أبورجيلة بالزمالك موسم ٧٨ / ٧٩ وحققا كأس مصر مع الفريق ثم انتقل لنادى الوحدة السعودى كمساعد مدرب للكابتن على شرف عام ٨٠ ثم تولى تدريب شباب اتحاد جدة فى الفترة من 80 إلى83 ثم عاد لبيته الزمالك لتدريب فريق تحت ١٩ سنة ثم تم تصعيده لتدريب منتخب الناشئين المصرى موسم 85/86 وساعد بعد ذلك الخواجة الإنجليزى مايكل سميث مع المنتخب الأول ومعهما الكابتن شحتة صديقه وفاز الثلاثى بكأس أمم أفريقيا عام ٨٦ وتولى قيادة منتخب الناشئين برحلته لكندا ٨٧ ثم ساعد كلا من الكابتن محمود الجوهرى والكابتن أنور سلامة فى تدريب منتخب مصر الأول من الفترة من ٨٩ إلى٩١، ورحل بعد ذلك للخليج ليدرب بالإمارات موسم ٩٣ وليعود بعد ذلك لمصر ويتنقل بين بعض الأندية الإقليمية كجمهورية شبين ٩٥/ ٩٦ ويبقيه فى الدورى الممتاز ثم يعمل بنادى دبا الحصن وأهلى الفجيرة بالإمارات، ويهجر الترحال ويشكل مع المدرب القدير يحيى إسماعيل ثنائيا متناغما ويعملان بغزل المحلة ويصعدان به للممتاز ثم بإنبى لمدة ٥ مواسم في المقاولون ثم المصرى ببورسعيد وكان رحمه الله فى كل محطاته المهنية نموذجا للعطاء مثالا للتفانى والاجتهاد مخلصا لمهنته شريفا فى تعاملاته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة