د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

الصرف فى البحر !

محمد حسن البنا

الأحد، 18 يوليه 2021 - 06:36 م

 

من غرائب الزمان أن تشاهد إهمال المواطن فى نعمة أنعم الله عليه بها. ثم تقف متفرجا على المشهد المؤلم . حبانا الله بشواطئ بحرية على الامتداد الشمالى والشرقى . البحر المتوسط شمالا والبحر الأحمر شرقا. وهى بالمناسبة من أجمل شواطئ الدنيا . وإذا حباك الله بمثل هذا، من الواجب ان تحافظ عليها. أما أن تصرف فيها مخلفاتك السائلة والصلبة فأنت هنا بلا شك مجرم فى حق بلدك وآثم فى حق الله.

كنت فى زيارة لثلاثة أيام إلى منطقة «أبوسلطان» بالاسماعيلية وهى تطل على البحيرات المرة القريبة من البحر الأحمر وقناة السويس. شاهدت بأم رأسى الصرف على المياه مباشرة للمخلفات الصلبة والسائلة، وكأن البحر ساحة ضخمة لإلقاء المجارى به. حزنت جدا. مواسير أسمنتية ضخمة فوهتها على الشاطئ تلقى قاذوراتها فى المياه النقية، سألت ولم أجد إجابة. علمت أن هناك تعليمات بإلزام هذه المنشآت، قرى سياحية وقصور وفيلات، بعمل محطات معالجة قبل إلقاء المياه فى البحر. ومن يلتزم، ومن يراقب، ومن يتابع ؟!. هذه آفاتنا الوظيفية.

هذه سبة فى جبين كل مواطن يرتكب هذه الجريمة. وأدعو الدولة، وأجهزتها المعنية للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه ارتكاب هذا الفعل الشنيع. وإذا كان هناك إلزام بمحطات معالجة فلماذا لا تكون المياه المعالجة لرى الحدائق المنتشرة فى مثل هذه المنطقة ؟! لماذا يستسهل المواطن ويلقى قاذوراته فى البحر؟! . الزراعة منتشرة جدا فى هذه المنطقة، وليكن القرار توجيه الصرف المعالج إليها بدلا من البحر.

أقول هذا لجميع المناطق الساحلية، من المؤكد أن هذا السلوك ليس بمنطقة ابوسلطان فقط. حيث كانت قضية الصرف فى البحر مشكلة عامة. تم إحكام القبضة عليها فى بعض المناطق بالالتزام البيئى. والشروط التى نصت عليها القوانين الخاصة بالحفاظ على البيئة الطبيعية. كما أن الدولة ألزمت الشركات والمصانع بتركيب فلاتر للتنقية للحفاظ على المياه والهواء. والتزمت بذلك شركات الأسمنت والحديد والصلب. الدور الآن على مياه البحر.. ولست فى حاجة للقول إن نجاح ذلك مرتبط بالمتابعة والمراقبة المستمرة.

دعاء: رﺑﻨﺎ أﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻈﺎﻟﻢ أﻫﻠﻬﺎ واﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ وﻟﻴﺎ واﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﻧﺼﻴﺮا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة