خاطر عبادة
خاطر عبادة


يوم المناجاة الأعظم

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 18 يوليه 2021 - 10:23 م

 

بقلم: خاطر عبادة

(إن لربكم فى أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها...) أيام الترويح عن النفس والسعادة، وفرصة لإزالة الصدأ عن الروح.. وتجديد روح المحبة والوحدة والتراحم فى عمل جماعى رائع.. 

تحتاج النفس للتعرض لمثل تلك النفحات فى كل عام حتى لا تمل وتصدأ .. ولا تركن للحزن أو المعاصى.. 

سبحان الله.. يمكن هزيمة الشيطان بأقل مجهود.. لكن النفس تحتاج إلى التعرض لمثل تلك النفحات فى مواسم الطاعات للترويض 

فى أجمل أيام الله يوم الحج الأكبر والمناجاة الأعظم.. فى عرفات.. ترتفع أصوات المؤمنين بالتكبير والتهليل والمناجاة والدعاء.. يوم اختصه الله سبحانه وتعالى بأن يتنزل برحمته إلى السماء الدنيا.. فلا تحرم نفسك لذة الدعاء والقرب من الله.. لا تزهد فى حب الله وأنت فى حضرة الرحمن ومحل رعايته ونظره فى يوم عظيم 

لا تزهد فى حب الله.. جاهر بالتكبير فى كل وقت وآذان.. على نعم لا تحصى و آلاء عديدة يعجز عن شكرها الإنسان.. إنه رب عظيم يستحق الثناء

فى عرفة.. لا فرق بين عربى و أعجمى ولا فقير أو غنى أو أبيض أو زنجي إلا بالتقوى.. كل فى رداء واحد.. ثوب الخشوع والطهر والنقاء.. قاصدين الملك .. قاصدين الرحمن.. فى أكبر تجمع دينى ومظهر من مظاهر السعادة والاحتفال.. أو مشهد مصغر من زحام يوم الحشر حين تجتمع كل الخلائق باختلاف ألوانهم ليس بينهم وبين الله حجاب

فى رحلة الشوق والبحث عن عودة الذات .. سعادة لا توصف قد طال انتظارها للوقوف بين يدى الرحمن، تلمس أرواحهم فيها عنان السماء

تمتزج دموع الفرح والإنابة .. فى عرفات يمتليء الجبل بالأسرار، دموع طاهرة ترجو المغفرة لتعود من جديد كيوم ولدتها الأمهات 

لا صوت يعلو فوق صوت التكبير.. وفرحة المسلمين على ما أتاهم الله من فضله ونعمة الدين.. الله أكبر من كل شيء.. الله أكبر من أى لهو وضجيج فى هذه الحياة الدنيا الفانية.. الله أعظم من أى عمل لا يقرب إلى الله

يلزم فى هذه الأيام المباركات المراجعة وضبط النفس.. وقفة مع النفس والهوى، الحد من التعلق بعادة تحجبنا عن العبادة.. وتخفيف التعلق بمادة تنسيك حب الله واستبدالها بعبادة جماعية جميلة وعمل مجتمعى رائع فى مواسم الطاعات.. تستحضر فيها المعانى الجميلة من وحدة وتكافل ورحمات وزيادة الخيرات والبهجات  

الحج هو من أعظم العبادات، ركن من أركان الإسلام،  لما يشتمل عليه من أعظم رحلة وأعظم مكان، هو رحلة إلى الله فى مكان وزمان محددين طالما اشتاق الإنسان لإعادة اكتشاف ذاته وتوجيه بوصلة حياته من جديد نحو القبلة، وفى استقبال القبلة والنور الإلهى طاقة حياة.. 

وهى رحلة تجرد كامل من حب الدنيا والتغلب على نزغات الشيطان ..والعمل الصالح فى العشر الأوائل من ذى الحجة أفضل من الجهاد، ولا يلقاها إلا المحسنين والصابرين، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء

الدعاء عبادة .. الدعاء ومناجاة الخالق بأسمائه الحسنى هى روح العبادة.. الدعاء والتقرب إليه بإخلاص وحب هو العبادة
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة