شكل البيت بعد التطوير
شكل البيت بعد التطوير


«حياة كريمة».. غيرت حياة الملايين

أطلقها الرئيس لتطوير الريف المصرى

آية فؤاد

الإثنين، 19 يوليه 2021 - 10:43 ص

أكثر ما يمنح الإنسان الشعور بآدميته هو  أن يحيا "حياة كريمة"، ويجد متطلباته متوافرة بما يسمح له ولأبنائه فى الحصول على مستقبل أفضل،  وهو ما تعمل عليه المبادرة الرئاسية التى تحمل نفس الاسم والتى تستهدف التخفيف عن كاهل المواطن وتنفيذ مجموعة من المشروعات الخدمية والتنموية بالقرى الأكثر احتياجاً سواء فى الريف أو بالمناطق العشوائية الموجودة بالحضر، وتوفير "سكن كريم" لهم، بجانب السعى إلى بناء إنسان قادر على اتخاذ القرار وعلى العمل، وذلك ضمن حملات المبادرة التى تستهدف عدة فئات منها المرأة والطفل وذوى الإعاقة.

تابع المصريون فعاليات المؤتمر الأول للمشــــروع القــــومى «حيـــــاة كريمـــــة» الــذى أقيم باســـتاد القـــاهرة الــــدولى، بحضـــور الرئيس عبدالفتـــــاح الســيســى وجــــاء المؤتمر ليعكس أهمية المشروع الضخم الذى كان الرئيس أطلقه عام 2019 لتنمية قرى الريف المصرى وتوفير كافة السبل لضمان «حياة كريمة» لهم، وإلى الآن تخطو المبادرة خطوات ناجحة يشهد عليها العالم، حتى أن الأمم المتحدة أدرجتها مؤخراً ضمن أفضل الممارسات الدولية لإنجازها فى وقت زمنى محدد، وتغيير القرى وأوضاعها إلى النقيض.

فى السابق عانى سكان القرى من العيش فى بيوت متهالكة، ينقصها أقل سبل الأمان، أفقدتهم الشعور بإنسانيتهم وحقهم فى أبسط ما يعين الإنسان على الحياة، فمياه الشرب النظيفة غير متوافره، وجميع المشروعات الخاصة بالبنية التحتية لا وجود لها على خريطة القرى سواء محطات الصرف الصحي، أو مرافق الكهرباء ذلك بجانب ندرة المشروعات الخدمية وعلى رأسها الوحدات الصحية، والمدارس، والحضانات.

جاءت مبادرة «حياة كريمة» تحت شعار لكل مصرى وكل مصرية لتغير هذه الصورة التى اعتادها أهالى هذه القرى لسنوات طويلة، ووفرت لهم حياة كريمة بالفعل حيث عملت 16 وزارة بالشراكة مع الجمعيات التنموية للوصول إلى مستوى راقٍ يعلى من قيمة المواطن، من خلال عدة محاور استهدفت بهم المبادرة قرى الريف، ومنها تجديد وتطوير منازل القرى الأكثر فقراً بالصعيد، وتوفير فرص عمل مناسبة لسكانها، وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم، وتطوير المدارس.

قرية الإيمان بمركز إدفو بمحافظة أسوان، واحدة من القرى التى استهدفتها مبادرة «حياة كريمة» خلال المرحلة الأولى ونموذج حى على مجهودات المبادرة حيث كانت المنازل غارقة فى المياه الجوفية، يتعايش معها سكانها، وكأنها جزء من المنزل، والأسقف هاوية لا تقيهم أمطار الشتاء، أو حرارة الشمس الحارقة بالصيف، والحصول على قطرة مياه نظيفة كان حلما صعب المنال بالنسبة لهم، ولكن «حياة كريمة» غيرت حياتهم للأفضل ومنحتهم فرصة جديدة للعيش والتعلم والعمل على حد تعبير سكانها.

أسرة فى منزل قبل تطويره

تقول الحاجة زينب أحد المستفيدين من المبادرة: «حياة كريمة» غيرت حياتنا، مكنتش أتوقع مدى التغيير إلى حصل، غيرت البيت للأفضل وجابت كل الأجهزة والفرش، كنت بستلم البيت وأنا بزغرط من الفرحة، المياه أصبحت على طول موجودة ونضيفه، وفعلا حاسين دلوقتى إننا بنعيش حياة كريمة.

أكد أحمد محمد أن حياة كريمة مبادرة إنسانية غيرت حياتهم للأفضل، ولم تكتف بتطوير المنازل بالقرية بل وفرت لهم فرص عمل مناسبة عن طريق تدريب المزارعين وإعطائهم الحبوب المناسبة للزراعة، وتدريب الحرفيين كل فرد حسب مهنته، مشيراً إلى أنه حصل على تدريب فى السباكة على يد مدربين وفرتهم المبادرة، كما حصل العديد من السيدات على  دورات  فى أعمال الكورشيه والهاند ميد « وهو ما أكدته مني: «تلقيت دورة تدريبية فى أعمال الهاند ميد عن طريق «حياة كريمة»، مما مكنى على عمل مشروع خاص بى للتربح ومساعدة أسرتى من خلاله.

عن المبادرة وأهدافها والمحافظات والقرى المستهدفة يقول خالد عبد الكريم، مدير مبادرة حياة كريمة: «بدأت المرحلة الأولى عام 2019، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى لوزارة التضامن الاجتماعى لتطوير القرى الأكثر فقراَ واحتياجاً على مستوى الجمهورية، وبعد فترة دخلت مجموعة من الوزارات ضمن أعمال المبادرة، كوزارة التخطيط، ووزارة التنمية المحلية لتمتد المشروعات من الجانب الاجتماعى إلى مشروعات البنية التحتية، ليتوافق الـ 3 وزارات الشريكة على تحديد القرى الأكثر احتياجا، وتم الاتفاق على الاستعانة ببيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والاستقرار على قائمة تضم 1000 قرية، وهى الأعلى فى نسب الفقر على مستوى الجمهورية بنسبة تصل لأكثر من 55% وتصل فى بعض القرى إلى 90%».

تابع، فى المرحلة الأولى تم التوافق على العمل فى 143 قرية، وذلك خلال العام المالى 2019 - 2020، وكان معظم القرى بالوجه القبلى «قرى الصعيد» من المنيا إلى أسوان بما يقرب من 128 قرية، وبعض القرى بمحافظات الجيزة، والبحيرة، والدقهلية، والشرقية، والقليوبية، والإسكندرية، والبحر الأحمر، والإسماعيلية.

أضاف، وبدأت وزارتا التخطيط والتنمية المحلية فى إنجاز المشروعات المتعلقة بالبنية التحتية، كما تم بالشراكة مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية ونفذت تدخلات موجهة للأسر والفئات الأولى بالرعاية، وعملت على محورين فى غاية الأهمية، المحور الأول وهو المتعلق بسكن كريم من خلال تأهيل المنازل وتطويرها وتوصيلها بشبكات الخدمات العامة، والمحور الثانى خاص بالتدخلات الصحية، وذلك بتوفير القوافل والعمليات والأجهزة التعويضية، وشارك بالمرحلة الأولى ما يقرب من 23 جمعية، ومؤسسة أهلية، وتم تنفيذ تدخلات بمحور سكن كريم وصلت إلى 16 ألف تدخل ما بين تركيب أسقف، ورفع كفاءة منازل، وتركيب وصلات صرف صحي، ومياه شرب، أما الخدمات الطبية تم تنفيذ قوافل طبية استفاد منها 116 ألف أسرة والتى كانت تنظم لعلاج أمراض الرمد، الأطفال، الباطنة، والجلدية، وغيرها.

أضاف، وتم العمل بالمرحلة الأولى لمدة عامين، وأثناء التخطيط للعمل فى مجموعة أخرى من قائمة الـ 1000 قرية، أصدر حينها فخامة الرئيس تكليفا جديدا للحكومة بتوسيع نطاق العمل فى المبادرة ليشمل جميع قرى الريف، فأصبحت المبادرة تستهدف 4600 قرية على مستوى الجمهورية، وتم إصدار قرار من رئاسة مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لإدارة «حياة كريمة»، وتضم اللجنة فى عضويتها 16 وزارة، بالإضافة إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومؤسسة حياة كريمة وهى مؤسسة أهلية أسسها مجموعة من شباب البرنامج الرئاسي.

ويوضح عبد الكريم أن اللجنة العامة ينبثق منها 4 لجان فرعية، منهم 3 لجان تنفيذية، ولجنة للمتابعة، وهم بمثابة هيكل لإدارة المبادرة، ونوعية التدخلات التى سيتم تنفيذها، فعلى سبيل المثال يوجد لجنة وزارية فرعية خاصة بالبنية التحتية، والخدمات، والمرافق برئاسة وزارة التنمية المحلية، وجميع الوزارات المعنية بأعمال البنية التحتية والمرافق هى عضو فى هذه اللجنة، ولجنة آخرى خاصة «بالتنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل» برئاسة جهاز تنمية المشروعات، ولجنة أخرى خاصة بالتدخلات الاجتماعية، ويشير إلى أنه قد تم تطوير التدخلات بالمبادرة فى المرحلة الثانية لتأخذ شكلا تنمويا أكثر من مجرد مساعدات اجتماعية لتشمل 4 محاور جديدة، وهى محور خاص بالتمكين الاقتصادى لتوفير فرص العمل  والمشروعات الصغيرة، ومحور ثان خاص  بخدمات الأسرة والطفولة ويشمل تطوير الحضانات وعيادات الصحة الانجابية للمرأة، ومحور خاص بخدمات الأشخاص من ذوى الإعاقة من خلال تقديم الدعم النفسى والحركى لهم وتوفير الأجهزة الصناعية والتعويضية لهم بالإضافة إلى الكشف المبكر عن الإعاقة للأطفال حتى 5 سنوات، ومحور أخير خاص بالتوعية للقضايا الهامة بالمجتمع كالعنف، والزيادة السكانية، والإدمان.. وأكد أنه بالنسبة للمرحلة الثانية توافقت اللجنة العامة على تطوير 52 مركزا إداريا بواقع 1400 قرية خلال العام الأول  وبالفعل جارٍ العمل بهم من بداية 2021، حيث من المقرر أن ينتهى العمل بالمرحلة الثانية عام 2023 ، والانتهاء من تطوير4600 قرية.

وعن ميزانية مشروعات «حياة كريمة» أوضح أن مشروعات البنية التحتية بالمرحلة الأولى تكلفت ما يقرب من 3.4 مليار جنيه، وبلغت الميزانية بالنسبة للتدخلات الاجتماعية500 مليون جنيه، أما المرحلة الثانية فرصدت لها الدولة ميزانية تصل إلى 500 مليار جنيه، وأثناء التخطيط والرصد للقرى والأسر ارتفعت إلى 700 مليار .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة