صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مع حلول عيد الأضحى.. «البعد العقائدي» حاضر في نفوس الأسرى بسجون الاحتلال

أحمد نزيه

الإثنين، 19 يوليه 2021 - 04:57 م

تحتفل جموع شعوب العالم الإسلامي، في أماكن تواجدهم المختلفة بعيد الأضحى المبارك، بينهم من كان من الحجيج الذي نفر بمكة المكرمة وحجّ البيت ووقف بعرفات، وآخرون اشتروا الأضاحي واستعدوا لذبحها في يوم النحر، تعظيمًا للشعائر الدينية، التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف.

وفي فلسطين، لا يبدو المشهد بعيدًا عن ذلك، فالاحتفال بعيد الأضحى لا يتغير ملامحه، في الشوارع والمدن، إلا عند هؤلاء الذين غيّبهم الاحتلال الإسرائيلي في سجون معتمةٍ تحجب أنوار الحرية، وتسلب فلسطينيين حقهم في الحياة مع أهلهم وذويهم، وتحرمهم تلك النفحات العطرة، التي تملأ بلادهم في أعيادهم ومناسباتهم الدينية.  

ولا يزالون وهم في سجونهم يتطلعون ليومٍ يقضون فيه أعيادهم وسط عائلاتهم، تعلو شفاههم البهجة والفرحة الغائبة حاليًا عن قلوبهم.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيانٍ لها، إنه في كل عيد يتجدد المشهد، آلاف الفلسطينيين يحرمون من فرحة إحياء طقوسه وشعائره الدينية بين الأهل والأحباب بفعل تغييبهم القسري في سجون الإحتلال، ليبدل الفرحة حزنًا ووجعًا ومرارةً.

ودعت الهيئة وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى الوفاء لرسالتها الإنسانية والوطنية، وتسليط الضوء على معاناة الأسرى وعائلاتهم، تحديدًا في مثل هذه الأيام المباركة.

بعد عقائدي وديني

وفي غضون ذلك، يقول عبد الناصر فروانة، مدير وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، على اختلاف فئاتهم العمرية، يستقبلون العيد بأشكال وصور متعددة، مضيفًا أن نظرتهم للعيد تنطلق من بعدين؛ الأول العقائدي والديني وهذا يجعل الأسير يستشعر مكانة العيد، ويتعامل معه من هذا المنطلق خاصة أنها مناسبة إسلامية ذات دلالة في الشريعة.

ويتابع قائلًا: "أما البعد الآخر فهو المتمثل في نفسية الأسير في تلك اللحظات التي يبدأ معها بتقليب شريط الذكريات، ويتخيل نفسه بين أهله وعائلته، ويتمنى أن يكون بينهم يشاطرهم هذه المناسبة ويشاركهم الفرحة. فالحياة داخل السجون مختلفة تمامًا، ومشاعر الفرح بقدوم العيد تكون ممزوجة بالألم والحزن، ولا يحسّ بها سوى من ذاق مرارة الاعتقال وعاش بين جدران السجن".

ويمضي فروانة، وهو أسير محرر، "لا أظن أن أحدًا منا مرّ بالتجربة وشهد العيد خلف القضبان، وقد نسى كيف كان ينقضي العيد هناك، وما ألم به من وجع ومرارة. فمن الصعوبة بمكان وصف الحياة وترجمة المشاعر، إلا أننا نجتهد ونسعى لرسم صورة قلمية حول واقع أسرانا وذويهم ومشاعرهم في العيد، اعتمادًا على ما تحفظه الذاكرة، واستنادًا لما يصلنا راهنًا من داخل السجون عبر الرسائل المهربة وما يُنقل عبر المحامين وذوي الأسرى الذين يُسمح لهم بالزيارات بين الفينة والأخرى".

ويشير فروانة إلى أنه مع حلول عيد الأضحى هناك نحو 4850 أسيرًا، يقبعون في سجون الاحتلال، مبينًا أن من بينهم 43 أسيرة، و225 طفلًا و540 معتقلًا إداريا، وأكثر من 500 أسير يعانون من أمراض مختلفة، بينهم عشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان و كبار السن، وأكبرهم الأسير فؤاد الشوبكي، الذي بلغ من العمر 82 عامًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة