محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

مدينة زويل والطريق الصحيح

محمد البهنساوي

الإثنين، 19 يوليه 2021 - 05:58 م

جودة التعليم أهم الأعمدة التى تقوم عليها النهضة الحالية لمصر ، فإذا صلح التعليم صلحت كافة خطط بناء مصر الحديثة ، وحاليا هناك طفرة فى النظام التعليمى سواء بالمحاولات المستميتة لإصلاح التعليم قبل الجامعى من الحضانة حتى الثانوى العام والفنى ، أو منظومة التعليم الجامعى التى تشهد تطوير الجامعات الحكومية والخاصة مع خطة لانشاء عدد من الجامعات الأهلية ذات التخصصات التى يحتاجها المجتمع.

وتتجسد التجربة الرائدة فى التعليم المتخصص ذى الطبيعة المختلفة فى مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا أو جامعة زويل كما يعرفها الجميع ، تلك الجامعة التى ارتبط اسمها بأحد الرموز المصرية الخالدة وهو العالم الراحل الدكتور أحمد زويل أيقونة العلم بمصر والعالم ، فقد كان يهدف من إنشائها إلى تقديم تعليم وعلم مختلف يليق بمصر ومكانتها وخريج أيضا مختلف ، مشروع عالم يفيد بعلمه وطنه ولتكون نواة لمجتمع علمى يواكب الدول المتقدمة ، ومن بين أهداف الجامعة كذلك تطوير تكنولوجيات جديدة وتحقيق نقلة علمية بمصر والتنافس بين الطلاب للالتحاق بهذا الصرح العلمى ، و المشاركة فى الاقتصاد العالمى القائم على التكنولوجيا.

وقد سعدت الأسبوع الماضى بتلبية دعوة كريمة من الدكتور محمود عبدربه الرئيس التنفيذى لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، لحضور أول دائرة مستديرة بالمدينة منذ انتشار فيروس كورونا ، وبكلمات مختصرة من الدكتورة عبد ربه ونخبة من الأساتذة يطمئن القلب والعقل أن المدينة تسير بخطى ثابتة فى الطريق الذى رسمه لها د. زويل قبل رحيله ، فبدءا من وصولنا المدينة تشعر بالراحة لحركة البناء الدؤوبة بكل أرجائها ، ونعلم من الدكتور محمود عبد ربه أن الدولة حريصة على الإسراع بتنفيذ مخطط بناء الجامعة ، فالطلاب الذين يدرسون منذ سنوات فى معاملها سينتقلون من العام الجديد إلى ميانى المحاضرات لتتفرغ المعامل لما انشئت له ، يتواكب مع هذا زيادة فى أعداد الطلاب المقبولين كل عام وصولا إلى ١٠ آلاف طالب بدلا من حوالى مائتين هذا العام وعكس ما تقوم به كافة الجامعات من زيادة مصروفاتها إلا أن جامعة زويل تسير عكس هذا الاتجاه حيث خفضت المصروفات حوالى ٣٠٪ وبرر الدكتور عبد ربه هذا الإجراء بحرص المدينة على أن تسير على نهج الدكتور زويل بأن لا يحرم طالب متفوق من العلم، حيث تقدم الجامعة برامج دعم متعددة لتضم المتفوقين الذين لا تسمح ظروفهم المادية بدخولها.

نصل إلى النقطة الأهم وهى نظام التعليم بمدينة زويل ، وهذه من أهم مزاياها وأهدافها ، تقديم علم مختلف مرتبط بالواقع المجتمعى ، وهذا يظهر من التخصصات بالمدينة والتى كانت رائدة فى معظمه ونقلت جامعات عديدة بعض تلك التخصصات ، وهناك التميز فى التدريس بأسلوب عصرى ، ولقد أعجبنى كثيرا أن المدينة توفر بجانب الساعات المعتمدة فى تخصصاتها العلمية ، ساعات إضافية لدراسة علوم أخرى تفيد التخصص الأصلى ، فمثلا يمكن للطالب دراسة تخصص هندسى وبجانبه يدرس المحاسبة أو إدارة الأعمال أو التسويق بحيث يتمكن بعد التخرج من إقامة مشروع هندسى يفكر اقتصادى تسويقى ، وقد نجحت المدينة فى الربط بين المجتمع البحثى والصناعى، ونجحت عن طريق وادى العلوم والتكنولوجيا، فى استغلال مخرجات البحث العلمى، والتحول لاقتصاد المعرفة ، وتقدمت بـ 4 برامج للاعتماد الدولى لتصبح أول جامعة مصرية تتقدم للاعتماد الدولى، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا يعنى أن برامج الجامعة تحقق معايير التعليم العالمى، ويفتح آفاقا عالمية لخريجيها . أعتقد أن مثل تلك الجماعة تستحق من الجميع مساندتها ودعمها بكل السبل لصالح مصر والمصريين.
يارب .. مصر

فى هذه الأيام المباركة أتوجه بالدعاء الصادق إلى المولى عز وجل أن يحفظ مصر من مكائد أعدائها وغشاوة أفكار بعض أبنائها وأن يجعلها فى حماه وكنفه ورعايته إلى يوم الدين.
كل عام وجميع المصريين بخير وصحة وستر وسعادة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة